دعت الجمعية المغربية الطبية لأبحاث وتجارب الأورام والجمعية المغربية لجراحة المسالك البولية وجمعية علم السرطان المغربي إلى رفع الوعي بأهمية التشخيص المبكر عن الإصابة بسرطان البروستات عند الرجال، ابتداء من سنة الخمسين، مع حثهم على اتخاذ التدابير الوقائية المناسبة. وتأتي هذه الدعوة، تبعا لخطورة سرطان البروستات، الذي يشكل ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعا بين الرجال في المغرب، مع ارتفاع معدل الإصابة بالداء بنسبة 62 في المائة، ما بين 2004 و2007، وفقا لسجل الدارالبيضاء حول السرطان، وأن ما بين 10 إلى 20 في المائة من حالات الإصابة، توجد في مرحلة متأخرة من المرض. وفي هذا الإطار، تحدث الدكتور أحمد العلج، رئيس الجمعية المغربية لجراحة المسالك البولية، في ندوة صحفية، عقدت حول الموضوع، مساء أمس في الدارالبيضاء، عن أن سرطان البروستات يعد 4 سبب للوفيات بسبب الإصابة بالسرطان، وأن التقديرات تسير في اتجاه توقع تسجيل 520 ألف حالة إصابة بحلول سنة 2030. وتبعا لذلك، ركز العلج على أهمية التشخيص المبكر عن الإصابة بسرطان البروستات، كونه يتيح الولوج المبكر للعلاجات المتاحة، وللاستفادة من إمكانية الشفاء، التي أضحت تتراوح ما بين 80 إلى 90 في المائة. وبالموازاة مع هذه الدعوة، أعلنت شركة "أستيلاس"، العاملة في مجال الصناعات الدوائية عن ابتكارها لعلاج جديد لمرضى سرطان البروستات يهدف إلى تمكين الأطباء من تحسين التحكم في المرض والارتقاء بنوعية حياة المرضى وتقليل الضغط الناجم عنه. ووصف خالد جوامعي، مدير المؤسسة في منطقة المغرب العربي، أن العقار يعمل على تثبيط عمل مستقبلات إشارات الأندروجين، ما يسمح بوقف مصادر التغذية التي تساعد الخلايا السرطانية على النمو، وأنه يساهم في تخفيض خطر تطور المرض بواقع 68 في المائة وخطر الوفاة بواقع 23 في المائة بالنسبة إلى المصابين الذين يتلقون العلاج الجديد. وفي هذا الإطار، تحدث حسن الريحاني، رئيس الجمعية المغربية للتدريب وأبحاث الأورام الطبية، عن أن المغرب أضحى يتوفر على العديد من الوسائل والبنيات الصحية، في مجال الوقاية وعلاج داء السرطان، عبر تراب المملكة، لتوفره على الأجهزة الحديثة والعلاجات المبتكرة، من النوعية التي تستهدف الورم الخبيث، تتميز بالفعالية والنجاعة، ما مكن المغرب، إلى جانب جنوب افريقيا، أن يكون من الأوائل في المجال على الصعيد الافريقي، يضيف الريحاني. وأوضح الريحاني أن الإصابة بسرطان البروستات مرتبط بشكل أساس بمشاكل هرمونية، ما يعكس أهمية اللجوء إلى علاجات هرمونية لمكافحة الداء، مبينا أن علاج السرطان البروستات المقاوم للإخصاء، عرف تقدما كبيرا خلال السنوات الأخيرة، تبعا لما أثبتته الدراسات الحديثة، من أن الجيل الجديد من العلاجات الهرمونية، مثل عقار "إنزالوتاميد"، تظهر فعالية وتساهم في تأخير الحاجة إلى العلاج الكيميائي لفترة 28 شهرا، مع الاحتفاظ بجودة حياة جيدة".