تمكن فريق طبي، برئاسة الدكتور جعفر نجيب، بالمركز الإستشفائي بخنيفرة، من استئصال ورم على مستوى الدماغ لمواطنة، في عقدها السادس من العمر، وهي أول عملية جراحية من نوعها على صعيد جهة بني ملالخنيفرة، حيث ظلت المواطنة المعنية بالأمر تعاني من صداع وتنمل شديد على مستوى الرأس، لم ينفع التنقل بها لدى الأطباء في شيء، إلى أن عاد الأمل ليلوح في الأفق بتقدمها للطبيب المذكور الذي أقنع أسرتها بالعمل على إجراء عملية جراحية عاجلة، وقالت مصادر من الأسرة إنها سعيدة بإجراء العملية بعد أن تضخم يأسها في ظل المبالغ الخيالية التي تطلبها المستشفيات الخاصة والجامعية لإجراء مثل هذه العملية. وخلال اتصال به، أبرز الدكتور جعفر نجيب ل "الاتحاد الاشتراكي" أنه لدى تقدم المواطنة له، أثبتت الفحوصات الطبية وجود الورم في الحفرة الدماغية الخلفية، بمحاذاة المخيخ والبصلة السيسيائية، الأشد مناطق المخ خطورة وأهمية، ما أكد مدى صعوبة العلاج والحاجة إلى إقناع صاحبتها بإجراء العملية، بالنظر لدقتها وارتباطها بالأنسجة والأوعية الدموية الحساسة وبحياة الإنسان، وللوصول إلى الورم لابد من بلوغ الحفرة الخلفية والنجاح في اختراق الحاجب الدماغي، من حيث كون الورم من النوع القابل للنزيف بشكل كبير، ويسمى طبيا ب "الميناجيوم" لتكونه من طبقة السحايا التي تمثل مجموعة من الأغشية المحيطة بالجهاز العصبي. وفي هذا الصدد، أكد الدكتور جعفر نجيب للجريدة أن العملية كانت دقيقة ومعقدة للغاية، حيث استغرقت أكثر من سبع ساعات، إضافة إلى ما مجموعه أربع ساعات أخرى بين التحضيرات والملاحظات، و"فاقت التوقّعات في نسبة النجاح"، وأن الورم قد تمت إزالته بكامله دون إذاية باقي المناطق في الدماغ، إذ بعد إجراء العملية بعدة ساعات تم تسجيل تحسن حالة المريضة وحركاتها الجسدية واليدوية بصورة طبيعية، و وقف الجميع على تمكن الطاقم الطبي من إجراء العملية بكل جزئياتها، وبوسائل طبية حديثة، رغم قلتها بالمركز الإستشفائي. وصلة بالعملية التي أثارت اهتمام الرأي العام الطبي والشعبي، لم يفت مسؤولي المركز الإستشفائي، التنويه بالعملية وبالفريق الطبي، وشبه الطبي، المشرف عليها، و باقي المشاركين في الجهود المبذولة لإجرائها، في إطار المساعي الجارية للرقي بالبرنامج الطبي المسطر من أجل تحقيق انتظارات الساكنة في تقريب العلاج وتحسين تقنياته للحد من التنقلات بين المستشفيات الجهوية والمركزية، وقد تكوَّن الطاقم الطبي، المرافق للدكتور جعفر نجيب، الاختصاصي في جراحة الدماغ والأعصاب والعمود الفقري، من الدكتور إبراهيم بشري، المختص في الإنعاش والتخدير، وممرضين مختصين في التخدير، أنور الوديني وإيمان بوطوماز، ثم ممرضين مساعدين، مصطفى الكرامة وحنان لحلو.