هو ممثل و مخرج عرفه الجمهور في المسرح و التلفزة ثم السينما، أعماله حظيت باهتمام كبير من طرف الجمهور تمثيلا و إخراجا، اشتغل لسنين عدة كمساعد مخرج، و هو الآن من خيرة المخرجين..إنه حميد زيان صاحب فيلم " pille o face " الذي سيسلط بعضا من الضوء حول حياته الفنية و على بعض القضايا الموازية.. بداية من هو حميد زيان ؟ حميد زيان مخرج مر من تجربة التمثيل، أعتبر نفسي ممثلا ومخرجا، أشتغل في الإخراج الإذاعي مع الفرقة الوطنية لدار الإذاعة و التلفزة المغربية. بدأت مع الفرقة كممثل وفيما بعد أرادت الفرقة الانفتاح على مخرجين شباب، وهنا كانت الفرصة كي أشتغل كمخرج. وكان أول مسلسل أشتغل فيه هو"راضية" الذي لقي نجاحاً كبيراً لدى الجمهور. وجدير بالذكر أني كنت أشتغل كمساعد مخرج في التلفزيون بحكم تواجدي داخل الفرقة الوطنية لدار الإذاعة، ثم بعدها توجهت للسينما كمساعد مخرج بالموازاة مع اشتغالي بالمسرح. كيف كانت بدايتك ؟ الخطوة الأولى في مساري الفني كانت عبر دراستي للفنون الغرافيكية والتصوير الصحفي كتخصص، لأنه آنذاك لم تكن معاهد سينمائية، الشيء الذي جعلني أدرس التصوير الصحفي. لكن بدايتي كانت جد متعثرة لأني لم أجد نفسي في هذا المجال، مما دفعني للتخلي عنه. لكن في تلك الفترة كانت الفرقة الوطنية للإذاعة والتلفزة تريد شبابا فقمت باجتياز مباراة الولوج للفرقة الوطنية للإذاعة والتلفزة وتوفقت في ذلك، وهناك بدأت مساري الفني في التمثيل والإخراج. وتجدر الإشارة إلى أنني كنت أمارس المسرح في فرقة "فصول أربعة" الذي كان يترأسها الأستاذ عبد القادر بوزيد الذي هو الآن منتج فيلمي الأخير " pille o face " .
لماذا الجمهور لا يشاهد حميد زيان في التمثيل والإخراج المسرحي ؟ كما سبق وقلت، أنا مارست التمثيل المسرحي لمدة عشرين سنة، والمسرحيات التي اشتغلت فيها لازالت حتى الآن تبث على التلفزيون. وفيما يخص الإخراج المسرحي كنت قد اشتغلت كمساعد مخرج، لكن أحسست أن الإخراج المسرحي ليس من اختصاصي كوني أحب الاشتغال في الفضاء الشاسع. ثم أنني لم أتلقى تكوينا في الإخراج المسرحي لذلك لم أجرؤ على خوض تلك التجربة. في بداياتك عرفك الجمهور في التمثيل، لكن فيما بعد انتقلت لإخراج، هل هذا كان اختيارا أم ناتج عن بعض المشاكل أو أشياء من هذا القبيل ؟ كما هو معروف أن أغلب المخرجين في العالم هم في الأصل ممثلون فشلوا في التمثيل ودخلوا عالم الإخراج، وبالنسبة إلي فعندما دخلت المجال الفني كان حلمي أن أكون ممثلاً وليس مخرجاً، لكن لم أكن موفقا في أن أقوم بلعب أدوار رئيسية، فكنت ألعب أدوارا ثانوية، وهذا لا يوفر الاستمرارية. وهنا بدأت أكتشف مهنة أخرى التي هي الإخراج، وقلت في نفسي لماذا لا أكون أنا المخرج وتكون لي السيطرة على أعمالي، ثم بدأت البحث نحو تحقيق الذات عبر الإخراج. أنت كمخرج، لماذا الجمهور لا يشاهدك في الإنتاجات الرمضانية ؟ سبق وأن قمت بإخراج بعض الأعمال الرمضانية، على سبيل المثال سلسلة "تبدال لمنازل" بطولة سعيد الناصري، عبد الله ديدان، ثرية العلوي، من إنتاج عبد الله بوزيد الذي هو بدوره كان ممثلا في السلسلة. وأحيطكم علما أني أشتغل كثيراً في الإنتاجات الرمضانية وبالأخص في الدراما الأمازيغية، وذلك رغبة مني في الانفتاح على ثقافة أخرى باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من ثقافتنا المغربية. ما السر في اشتغالك بالدراما الأمازيغية ؟ اشتغالي بالدراما الأمازيغية كان اقتراحا من بعض المنتجين الذين لهم هم تطور الدراما الأمازيغية، فقمت بخوض التجربة وكانت جد ناجحة ولازالت لدي الرغبة بالاستمرار في هذه التجربة. الكل يشيد بتجربة حميد زيان في إدارة الممثل، ما السر في هذه الإحترافية الذي تشتغل بها ؟ كما يعلم الجمهور أن بدايتي كانت في التمثيل وأعرف جيداً هم الممثل وشعوره، فعندما أقرأ الأدوار فأنا أحس بها قبل أن يحس بها الممثل، وهنا أقوم بإيصال إحساسي للممثل عبر طرق تكتسب مع التجارب والاحتكاك، وأيضا بمحاولة الإنصات للممثل، لأن الإنصات للممثل أمر مهم جداً، ثم أحوال أن أوجه الممثل كي تكون شخصيته متقاربة مع باقي الشخصيات الأخرى. ما الذي جعل حميد زيان يتطرق لموضوع الخيانة الزوجية في فيلم "بيل او فاص"؟ حقيقة لست أنا اخترت الموضوع، كل ما في الأمر أن المنتج عبد القادر بوزيد كان يريد أن ينجز شريطا طويلا، واقترح علي الموضوع. ونحن نقرأ السيناريوهات لم نقتنع بأي منها، حتى قرأ عبد القادر بوزيد سيناريو "بيل او فاص" للسيناريست محمد الحر، وقام بإرساله إلي فوجدته يتوفر على كل مقومات الفيلم، فبدأت بحثي حول الموضوع ثم أنجزنا الفيلم وسيكون في القاعات السينمائية قريباً. في نظرك، هل للسينما المغربية دور في تنمية الحس الجمالي لدى الناشئة ؟ بصراحة أنا لن أقول أنها تساهم في تنمية الحس الجمالي لدى الناشئة أم لا، لأني طرف في الموضوع، هذا من اختصاص النقاد والجمهور الذين هم الحكم وهم من لهم الأحقية في القول هل أعمالنا السينمائية تساهم في تنمية الحس الجمالي لدى الناشئة أم لا. المهرجانات السينمائية والمسرحية التي تقام بالمغرب، هل تلبي انتظارات الجمهور والمهتمين بالمجال الفني أم العكس ؟ أي مهرجان بصفة عامة يعتبر إضافة للمجال الفني، لأن المهرجان هو لقاء يتم بين الفنانين للنقاش وتبادل الأفكار والآراء، وأعطي على سبيل المثال المهرجان الوطني للسينما بطنجة، فعندما أحظره أعود وأنا متحمس لإنجاز فيلم بطاقة إيجابية جديدة. وهنا أقول بضرورة المهرجانات لأنها تساهم بشكل كبير في الصناعة السينمائية. في نظرك ما سبب رداءة أغلب البرامج الرمضانية ؟ لا جواب لدي حول الموضوع، لأني كمتلقي وليس كمخرج لدي برامج خاصة أشاهدها والتي تهمني، ثم أنه لي أعمال أشاهدها كي أرى إن كانت هناك أخطاء أو أشياء من هذا القبيل. لهذا لا أشاهد كل البرامج حتى أعطي رأيي فيها. ما جديدك ؟ الجديد هو الشريط السينمائي " بيل او فاص " الذي سيعرض خلال شهر يناير بالقاعات السينمائية، ثم أن هناك مجموعة من الأعمال مع قناة الأولى والثانية لكن لا يمكنني الإفصاح عنها لأنه لم يحسم فيها بعد من طرف اللجنة المكلفة بطلب العروض. ما هي رسالتك للمسؤولين على المجال الفني ؟ يجب الإهتمام بالدعم، لأن الإنتاج الدرامي إن لم يتوفر على دعم مادي مهم لن يكون في المستوى المطلوب ولن يعطي نتائج مهمة.