دقّ الدكتور حمدون الحسني، رئيس الجمعية المغربية لأمراض الغدد والتغذية وداء السكري، ناقوس الخطر، إزاء تنامي عدد ضحايا القاتل الصامت بالمغرب، مثيرا الانتباه إلى أن ما لا يقل عن ثلاثة ملايين مغربي مصابون بداء السكري. وأكد الدكتور حمدون الحسني، بمناسبة اليوم العالمي لداء السكري، الذي يصادف 14 من نونبر من كل سنة، أنه على الرغم من المجهودات المبذولة، للحد من انتشار هذا الداء الفتاك، إلا أن هناك الآلاف من مغاربة المناطق النائية يجهلون إصابتهم بالمرض. وقال الدكتور الحسني، الذي يعد خبيرا دوليا متخصصا في أمراض الغدد والتغذية وداء السكري، إن المغرب معني بإحصائيات منظمة الصحة العالمية، التي تشير إلى تسجيل وفاة مصاب بداء السكري، على رأس كل ستة ثوان، نتيجة مضاعفات المرض على الدماغ والقلب والكلي والعديد من أعضاء الجسم الحيوية. وذكر الدكتور الحسني، أن عدم تقيد مرضى السكري بتعليمات الطبيب الاختصاصي، وعدم مراجعة الطبيب، والجهل بالإصابة، عوامل من بين أخرى لا تضاعف فقط من تكلفة العلاج الذي يتطلب شهريا ما بين آلف وستة آلاف درهما، بقدر ما تتسبب في إلحاق الأذى بالشرايين والقلب والكلى أو الإصابة بالعمى والاكتئاب بجلطات بالدم، وإحداث اضطرابات على مستوى الجهاز العصبي… فضلا عن بتر الأعضاء بأرجل المصاب بداء السكري. وأشار الدكتور الحسني، إلى أن الجميع مسؤول عن انتشار القاتل الصامت وسط المغاربة، حكومات متعاقبة وسياسات طبية متبعة، منذ تغيير أسم الوزارة الوصية من»وزراء الصحة العمومية» إلى»وزارة الصحة»، الأمر الذي يتطلب وفق رئيس الجمعية المغربية لأمراض الغدد والتغذية وداء السكري، انخراط الجميع في تحقيق رهان تقليص استهداف هذا الداء مختلف فئات المجتمع المغربي. واعتبر المتحدث نفسه، في تصريح صحفي له بمناسبة اليوم العالمي لداء السكري، أن أولى مداخل وقف زحف داء السكري، نحو التهديد بحصد أرواح المزيد من المغاربة المصابين، هو إدراج مرضى السكري، ضمن قائمة المرضى المشمولين بالولوج إلى العلاج والحصول على أدوية منخفضة التكلفة، على غرار مرضى السرطان وغيره من الأمراض المزمنة. وأعلن الدكتور الحسني، استعداد الجمعية المغربية لأمراض الغدد والتغذية وداء السكري، لوضع أطرها وتجربتها رهن إشارة كل السياسيات والمبادرات الحكومية وغير الحكومية الرامية إلى محاربة داء السكري، خاصة بالمناطق النائية التي تتطلب من وزارة الصحة إبرام شراكات مع الجمعيات المختصة لإيفاد بعثات طبية، لاكتشاف ومعالجة الداء، وسط مغاربة القرى والمداشر البعيدة والفقيرة. وأبان الدكتور حمدون الحسني، رئيس الجمعية المغربية لأمراض الغدد والتغذية وداء السكري، أن جمعيته، قامت خلال العام الجاري، بتنظيم مؤتمر وطني حول داء السكري، كان فرصة أمام الأطباء من اجل التكوين المستمر وتبادل الخبرات والتجارب، فضلا عن مشاركة عدد من الجمعيات المختصة، احتفالاتها باليوم العالمي لداء السكري، في أفق تنظيم المؤتمر الإفريقي سنة 2018. وشارك الدكتور حمدون الحسني، إلى جانب عدد من الأطباء المتخصصين،»جمعية السكري وقاية وتكفل»، مساء أمس الأربعاء بفندق الرباط، بمدينة بالرباط، يومها الدراسي الذي سينظم تحت شعار»كيف احمي قدمي من مضاعفات داء السكري»، كما تنظم هذه الجمعية التي يترأسها الصديق العوفير، يوم الأحد 19 نونبر بالرباط، بشراكة مع الجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع، تظاهرة رياضة تحسيسية حول السكري، تدور حول رياضة المشي وركوب الدرجات الهوائية، بمشاركة أطباء وفنانين ورياضيين منهم البطلة نزهة بيدوان…