احتضنت بلادنا نهاية شهر أكتوبر أشغال المؤتمر المغربي لطب الأسنان، الذي جرى خلاله تأسيس الكنفدرالية الافريقية لهيئات طب الأسنان، إضافة إلى منح المغرب رئاسة الاتحاد المغاربي لأطباء الأسنان، وهو الحدث الذي دفع «الاتحاد الاشتراكي» إلى لقاء الدكتور محمد جرار، رئيس المجلس الوطني لهيئة أطباء الأسنان الوطنية بالمغرب، وإجراء حوار معه لتسليط الضوء على التنظيمين وعلى واقع صحة الفم والأسنان بالقارة الإفريقية والإشكالات المرتبطة بها. أسفر المؤتمر الذي احتضنته مراكش عن تأسيس كنفدرالية، ما هي الدوافع لإحداثها والأهداف المرجوة منها؟ تم تأسيس الكنفدرالية الإفريقية لهيئات أطباء الأسنان يوم الجمعة 27 أكتوبر 2017 خلال المؤتمر المغربي لطب الأسنان الذي انعقد، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة محمد السادس نصره الله، تحت شعار «طب الأسنان في أفق 2025: بين التكنولوجيات الجديدة وحاجيات السكان» بمراكش من 26 إلى 28 أكتوبر 2017 . هذه الكنفدرالية جاءت نظرا للرغبة القوية لأعضاء هيئات الدول الإفريقية في تجميع كل الهيئات في مجال طب الأسنان، كما يعلقون عليها آمالا كبيرة في أن تكون فضاء رحبا لتبادل الخبرات والتجارب العلمية والمهنية بين الهيئات المنتمية لها. كيف ستكون طبيعة اشتغالها؟ يتألف مكتب الكنفدرالية من الرئيس والنائب الأول وثلاثة نواب للرئيس، وأمين عام وأمين عام مساعد، وأمين مال وأمين مال مساعد، كلهم أطباء أسنان منتخبين من بين الهيئات المشاركة في الكنفدرالية، ولا يجوز لكل هيئة مشاركة أن تنتخب أكثر من مرتين في المكتب، وهي تعقد جلسة عامة مرة واحدة في السنة. إلى أي حدّ ستساهم في الرفع من مستوى جودة صحة الفم والأسنان إفريقيا؟ هدف الكنفدرالية هو تعزيز الممارسة الأمثل لطب الأسنان في القارة الإفريقية، في خدمة السكان. وتحقيقا لهذه الغاية، فإنها ستطور التعاون بين المنظمات الوطنية المشاركة وتدعم عملها من خلال وضع معايير الجودة والمواقف المشتركة المتعلقة بأخلاقيات مهنة طب الأسنان، الأخوة بين الهيئات الإفريقية، التركيبة الديمغرافية لأطباء الأسنان وحرية حركة وممارسة أطباء الأسنان، تنظيم مهنة طب الأسنان، تكوين أطباء الأسنان، مشاكل الصحة العمومية، وتشجيع تأسيس هيئات أطباء الأسنان في الدول التي لا تتوفر على هيئة. ماهي أبرز الأشكالات التي تعاني منها صحة الفم والأسنان على صعيد القارة؟ تعتبر أمراض الفم والأسنان، خصوصا التسوس وأمراض اللثة، من الأمراض الأكثر شيوعا في العالم إضافة إلى مرض نوما المنتشر في إفريقيا. هذا المرض يدمر الوجه والأغشية المخاطية، واللثة، والأنسجة الناعمة والعضلية والعظمية للوجه… هذه الأمراض تشكل معضلة كبرى للصحة العمومية نظرا لانتشارها الواسع ولارتفاع تكلفتها التي تثقل كاهل الدول، خصوصا ذات الدخل المتوسط أو المحدود منها، كما هو الشأن بالنسبة لدول القارة الإفريقية. فحسب معطيات منظمة الصحة العالمية، فإن مابين 60 و 90 % من الأطفال المتمدرسين، و 15 إلى 20 % من البالغين بين 35 و44 سنة، يعانون من مشاكل التهاب اللثة مما قد يعرضهم لمعضلة فقدان الأسنان، كما أن حوالي 30% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 65 و 74 لا يتوفرون على أسنان طبيعية. كما تجدر الإشارة على أن أمراض الفم والأسنان، قد تتسبب في مضاعفات لكثير من الأمراض المزمنة كداء السكري وأمراض الصمامات القلبية (valvulopathie cardiaque ). تم اختياركم كذلك رئيسا للاتحاد المغاربي، فما هو هذا الإطار، وماهي التراكمات التي استطاع تحقيقها؟ نظرا للرغبة التي ما فتئ أطباء الأسنان في الدول المغاربية يعبرون عنها، والمتمثلة في الانتظام ضمن إطار إتحادي يعتبر لبنة مكملة لاتحاد أطباء الأسنان العرب، يهدف إلى تحسين مستوى نشاطاتهم المهنية وتبادل الخبرات والدفاع عن مصالحهم المادية والمعنوية وتقوية أواصر الوحدة في البلدان المغاربية، و نظرا للمكانة الهامة التي يحتلها طب الأسنان في النظام الصحي الوطني لكل من الدول الأعضاء و لأهمية طب الأسنان في التنمية الشاملة لهذه البلدان، ونظرا إلى أن وجود إطار جامع وملائم يعد سندا ضروريا لتنمية طب الأسنان وبلوغ الأهداف المرجوة منه في ملائمة الخدمة الطبية للمواطن المغاربي، وانسجاما مع مقتضيات دساتير بلداننا والنصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بممارسة العمل الإتحادي المؤسساتي فإنه تم تكوين اتحاد مغاربي لأطباء الأسنان. هذه الدورة، وقع اختيار رئاسة الاتحاد المغاربي لأطباء الأسنان على شخص الدكتور محمد جرار، رئيس المجلس الوطني لهيئة أطباء الأسنان الوطنية بالمغرب، وهو اختيار أملته ظروف مهنية بالدرجة الأولى والرغبة القوية لدى مهنيي المنطقة في توحيد بلدان المغرب العربي الكبير بما سيعود بالنفع العميم على ساكنة هذه البلدان التي تربطها روابط تاريخية العروبة، الإسلام، اللغة، العادات والتقاليد… كيف يمكن لهذا الاتحاد المغاربي المساهمة في خلق مزيد من التلاحم فضلا عن أهدافه الصحية والمهنية؟ يعمل الإتحاد لمصلحة الدول المغاربية متعاونا مع الهيئات الصحية والطبية المغاربية والعربية والدولية لبلوغ مجموعة من الأهداف من قبيل رفع المستوى الصحي عموما و طب الأسنان خصوصا، نشر رسالة الطب الإنسانية في نواحيها الوقائية والعلاجية، دعم العمل الاجتماعي و الخيري لطب الأسنان، وإنماء ودعم روح العمل المشترك. أين وصل الجانب التشريعي وطنيا في مجال صحة الفم والأسنان، وماهي أبرز المعيقات؟ هناك عدة قوانين تتداول لها علاقة مع قطاع طب الأسنان، من قبيل مشروع القانون رقم 25.14 المتعلق بمزاولة مهن محضري ومناولي الملنتجات الصحية والذي يهم شريحة هامة من بينها صانعي رمامات الأسنان الذين هم شركاء أطباء الأسنان، وكذا مشروع القانون رقم 109.12 بمثابة مدونة التعاضد يوجدان حاليا بمجلس المستشارين. كما أن مشروع القانون رقم 98.15 المتعلق بنظام التأمين الإجباري الأساسي عن المرض الخاص بفئات المهنيين والعمال المستقلين والأشخاص غير الأجراء تم التصويت عليه في البرلمان، أما بالنسبة لمشروع القانون رقم 99.15 بإحداث نظام للمعاشات لفائدة فئات المهنيين والعمال المستقلين والأشخاص غير الأجراء الذين يزاولون نشاطا خاصا فهو في مراحله الأخيرة. كلمة أخيرة؟ نشكركم على اهتمامكم بقضايا مهنة طب الأسنان وعلى مساهمتكم في نشر الوعي في صفوف مواطنينا في هذا المجال.