تتويجاً لمبادراتٍ بيئية شكلت نُقَطَ ضَوْءٍ في ظلام اللامبالاة واغتيال كل ما هو أخضر ، وترسيخاً لتقليدِ جائزةٍ تُصِرُّ على تأكيد استمراريتها في دورتها الثالثة عشرة، وتشجيعا للمجتمع المدني من وداديات وجمعيات ، واعترافا بجهودها في التحسيس والمحافظة على البيئة، أعلن المنتدى المغربي للمبادرات البيئية في حفل احتضنته حديقة جنان السبيل بفاس مساء الإثنين 23 أكتوبر ، عن 13 من أسماء الفائزات والفائزين بجائزته السنوية في المجال الأخضر برسم سنة 2017 . لقاءُ بيئي يأتي في سياق تخليد اليوم العربي للبيئة، يقول عنه عبد الحي الرايس رئيس المنتدى ، في تصريح صحفي، « إنه الأمل المتجدد في أن يحمل القادمُ من اللقاءات بشائرَ الفرح ، وتنويهاً بمبادرات أخرى تُعيد البهاء لفاس وتَرُدّ لها الاعتبار»، متسائلا « ألَمْ يَؤُنِ الأوانُ لترجمة الإشفاق على فاس إلى مبادراتٍ مدروسةٍ محسوبة، يُباشرُها الغيورون عليها بتنسيق مع مُدبري شأنها في إطار حكامةٍ تسْمُو على الحساسيات، وتسعى جادة إلى تبديد القتامة عنها، وإعادة الإشراقِ والأمانِ إلى مُحيّاها، وتضعُ قطارَ التنمية بها على سكة المدينةِ المستدامةِ المتجددةِ الخضراء؟ «. وقد» غصت جنبات حديقة جنان السبيل إرثِ الأجداد، في عملية تجسير بين ماض جميل وغد تواق نحو الإشراق وبدا الفضاء مُؤثثا بالخضرة، مُرصعا بالجمال مزهوا برواده من مختلف الأنحاء والأقطار، وبفريق عمل يرعى قيم الأسلاف، يصونُها، ويسْمُو بها لتُعطيَ النموذجَ والمثال، ما أجج الحنين إلى الماضي حيث كانت فاس نموذجاً مبكراً للمدينة الخضراء، بعرصاتها المنتجةِ المثمرة، وسطوحها المخضرةِ المزهرة، ومياهها المنسابة المُنْهَمِرَة، وتقاليدِها العريقةِ المُلْهِمة. و اليوم، يضيف الرئيس ، نؤوب إلى واقعنا ونرتد أجفافٌ حلَّ بها؟ ! أم إتلافٌ حاقَ بها؟ ! أم ترجمةٌ مباشرةٌ ل: كَمْ حاجةٍ قضيناها بتركها؟! ويستوقف زوار العاصمة العلمية وعاشقي الطبيعة اندثار حدائقها التي ظلت إلى زمن قريب فواحة بنسائم الأزهار والرياحين ، مُؤثثة بالخضرة، مُرصعة بالجمال، فإذا بها اليوم قَفْرٌ يَبَاب. تُرى ما ذا أصابها؟ «. وتابعت الكلمة «إذا كانت الحدائق والمتنزهات، رئات المدن والأحياء، تعد حقا لا يقبلُ التنازل عنه، ومن حق السكان على الجماعة أن تُعدد فضاءاتها، وعلى مساحاتٍ شاسعة تؤَمِّنُ التوازنَ البيئي بين المعمار والاِخضرار، فقد آن الآوان أن نُسائل أنفسنا : ماذا قدمنا ونقدمُ لفاس غير الحنين إلى الماضي، وتدبيج المَرْثيات؟» ، مضيفا «أن اللقاء مجددا للأمل في غد أفضل، وبيئة أبهى وأسلم، مع تجدد الأمل باستمرار تتعدد الفضاءات، وتتلاحق المبادرات»، منبها «ما جدوى وجود الحدائق إذا كان مصيرَها الإهمال؟ . وأشار إلى تضاؤل الوعي بأهمية التجهيز والصيانة اليومَ. واستعرض المنتدى في السياق ذاته ما رصدته «العدسة البيئية» من بعض مظاهر الإهمال وهي «تتنقل بحثاً عن مواطن الجمال، ليقف عند مُتنزَّه ملعب الخيل يتجاوز ذاته باستمرار، وينشد التألق والكمال، وعند حافة مولاي إدريس التي تتهيأ للتحول من مقلع مهجور إلى متنزه مقصود، وعند مجموعة من الأندية البيئية، والحدائق الخاصة، ووداديات الأحياء يُنافس بعضُها بعضاً في تعميم الأمن والصيانة والاخضرار، وعند مقاطعات جعلتْ وُكدها وغايتها صيانة البيئة وتعميمَ الاخضرار والإزهار» . وتميز الحفل بحضور نوعي لشركاء المنتدى المغربي وداعميه ، كما تأثث بملكة جمال حب الملوك ، وعدد من محبي المجال الأخضر ، واستمتع الحاضرون بلوحات بيئية فنية من إبداع تلاميذ مؤسسة الفلاح 2 ، وقد كان الحفل من تقديم الإذاعية بشرى بهيجي ، استمتع خلاله الحاضرون بفقرات فنية من عزف جوق فاس ، ليتم الإعلان عن قائمة الفائزين مع مسوغات الاستحقاق.