فاطمة الزهراء العروسي أو «زهرة الطرب» كما يلقبها الجمهور، فنانة جمعت بين الغناء والتمثيل وأثبتت جدارتها في الاثنين معا، هي فنانة رقيقة ومرهفة الاحاسيس ولكن جد صريحة وقوية، بدأت مسيرتها الغنائية في سن السادسة وعرف صوتها من خلال تأديتها للموشحات الأندلسية قبل أن تتوجه لغناء الطرب العربي والمغربي الذي أبدعت فيه، خلقت بلبلة إعلامية مؤخرا بعد أن ردت على أغنية عاصي الحلاني «الساطة سطاتني»، والتي اعتبرتها فاطمة الزهراء مسيئة للأغنية المغربية ودون المستوى. - كانت بداياتك مع الموشحات الاندلسية ثم الاغنية المغربية فالاغاني الطربية الشرقية، كيف من الممكن أن تضع فاطمة العروسي بصمة لصوتها في كل تلك الألوان، وهل من الممكن أن نرى العروسي تغني الامازيغية؟ - صراحة عندما تجتمع الإرادة بالاجتهاد والمثابرة وحب ما تفعله فكل شيء يهون، وهدفي خلق شخصيتي الموسيقية الخاصة بي والتي ستحصد حب الجمهور دون تكليف، وأتمنى أن أكون شرفت المرأة المغربية الطموحة الموهوبة والمجتهدة. غنائي لمجموعة من الألوان كان لا بد منه لأصقل موهبتي وأدرب صوتي على الاتقان وأتحدى قدراتي، فمن الضروري اليوم أن ترضي كل الاذواق، وقبل سنتين كان لي شرف الغناء على منصة القناة الثانية خلال أحد برايمات برنامج المواهب «ستوديو دوزيم» برفقة الفنانة الامازيغية المغربية فاطمة تيحيحيت، وكان ديو إن صح القول بين الشمال والجنوب كان ميدلي يمزج بين العربية والامازيغية. - ما رأيك في ملحمة المغرب المشرق لمصعب العنزي الملقب بسفير الأغنية المغربية؟ - أولا أنا أعترض على هذا اللقب، لأنه هو من أطلقه على نفسه وبلدنا يزخر بمجموعة من المواهب وكتاب الكلمات المغاربة، هناك كتاب وأصوات عبروا القارات بفضل موهبتهم، وأغنيتنا المغربية صدحت في أكبر المحافل العالمية، وبالتالي هم أولى من غيرهم. والعنزي أطلق على نفسه هذا اللقب ليستفيد إعلاميا فإذا ناقشنا كلمات أغانيه التي يكتبها بدعوى أنها مغربية فسنلاحظ الفرق بين لهجتنا وما يتغنى به، خصوصا اعتماده لكلمات الشارع البذيئة والتي لا تليق بنا كمغاربة وتلك الأعمال تسيء لنا وبالنسبة للملحمة جوابي هو: نحن لسنا في حاجة لأجنبي كي يعلمنا كيف نحب بلدنا أو يغني له، نحن كفنانين مغاربة بإمكاننا أن نغني ونبدع ونكتب ملحمات أكثر تعبيرا عنا كمغاربة، نحب بلدنا أكثر من أي أجنبي وأدعو كافة المغاربة فنانين وتقنيين وكتاب كلمات لنقوم بملحمة تخصنا ومتأكدة أنها ستنجح وستقدم بحب. - أنت صوت معروف وشهرتك كبيرة جدا ألم تتلقي عرضا لمشاركة زملائك الغناء ضمن الملحمة؟ - لم أتلق دعوة ولكن سبب عدم دعوتي واضح جدا، يستحيل أن تتلقى دعوة من شخص رديت عليه بأغنية مباشرة، وقلت له «حدك تما» وشرف لفنانتنا لطيفة رأفت وباطما وغيرهما أنهما لم تشاركا، وأنا متأكدة أنه لو لم أكن قد رديت على أغنية مصعب االعنزي «الساطة سطاتني» والتي غناها الفنان عاصي الحلاني، لكنت تلقيت دعوة، وبالنسبة لزملائي الاخرين ممن شاركوا فتلك حريتهم الشخصية وأكيد أنهم من ميزوا تلك الملحمة بحناجرهم الذهبية. - يقولون إن المغرب منفى الفن، لذا أغلب الفنانين يهاجرون شرقا، لم العروسي استثناء؟ -أنا أسافر كثيرا وأحيي حفلات وجولات وسهرات خاصة عديدة وكبيرة على مدار السنة، سواء في مصر أو الامارات العربية المتحدة أولبنان... ولكن محل إقامتي هو المغرب وأكيد سأبقى ببلدي لأنه مهما بلغت من شهرة أنا متشبتة ببلدي وجذوري وهويتي المغربية لأن جمهوري المغربي هو من أوصلني لما بلغته اليوم دون أن أنسى الاعلام المغربي الذي وقف الى جانبي دائما «أنا مغربية قحة» وأغاني تعبير عن ذلك وأوصلها باحساس لجمهوري المغربي والعربي ولست ملزمة أن أستقر في بلد معين كي أشتهر أكثر. - كيف استطعت المزاوجة بين التمثيل والغناء؟ - الأمر صعب في الحقيقة، ولكنه مرتبط بالأولويات وترتيب الوقت، واتمنى أن أكون قد أقنعت جمهوري وأن يحبني في التمثيل تماما كما أحب صوتي في الطرب. حب الناس هو الحافز للمضي قدما الى الامام وأي تجربة طبعا هي تضيف لأصحابها.