نعرف الجواهري الشاعر..الجواهري بنك المغرب، وهناك أيضا الجواهري كازابلانكا أو «كازا إيفنت». الجواهري، اسم ألفنا واعتدنا أن نسمعه يتردد في المناسبات المهمة. اسم مغربي ارتبط في مخيلتنا نحن المغاربة بالفن الجميل وبأغنيات خالدة غناها الراحل محمد الحياني وعبد الهادي بلخياط وغيرهما من عمالقة الطرب والغناء. من منا لا يحفظ كلمات وشعر « راحلة» التي أدّاها الراحل محمّد الحيّاني و»القمر الأحمر» من أداء عبد الهادي بلّخيّاط؟ من منا لا يعرفه، أو من منا لم يقرأ له ولم يستمتع بقصائده الرائعة؟ الشاعر الكبير عبد الرفيع الجواهري، الشاعر المبدع المولود بمدينة فاس سنة 1944 والذي تقول سيرة حياته أنه تابع تعليمه بالمدارس الحرّة التي أنشأها رجالات الحركة الوطنية المغربية لتدريس اللغة العربية. عبد الرفيع الجواهري الذي التحق بالإذاعة الوطنية سنة 1960 ثمّ حصل على الإجازة في القانون سنة 1967، ونال شهادة الدروس المعمقة من كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمراكش ليخوّل له ذلك العمل محامياً بالمدينة ذاتها. بعد ذلك انتخب رئيساً لاتحاد كتاب المغرب سنة 1996. شاعرنا الكبير الذي خلد لنا دواوين شعرية جميلة أشهرها : «وشم في الكفّ»، و «شيء كالظل». ومن الشعر والفن إلى عالم المال والاقتصاد، من منا لم يسمع باسمه ومن منا لم يشاهده مرات ومرات في نشرات الأخبار، عبد اللطيف الجواهري والي بنك المغرب، والأمر يتعلق به. عبداللطيف الجواهري المولود بمدينة فاس سنة 1939، تقلد عدة مناصب مسؤولية ببنك المغرب (1962-1978)؛ وزير منتدب لدى الوزير الأول مكلف بإصلاح المؤسسات العمومية (1978)؛ وزير المالية (1986-1981)؛ رئيس مدير عام للبنك المغربي للتجارة الخارجية ورئيس المجموعة المهنية لبنوك المغرب (1986-1995)؛ رئيس مدير عام للصندوق المهني المغربي للتقاعد (2002-2003)، ثم واليا لبنك المغرب. ومن الشعر والفن وعالم المال والاقتصاد، إلى عالم مجهول صنعه كائن غريب سقط على مدينة الدارالبيضاء وخلخل ما تبقى من توازن فيها، خصوصا في جانبها الرياضي. الكائن الغريب اسمه «كازا إفنت» ومديرها العام اسمه، بالصدفة، الجواهري محمد. ثلاثتهم يحملون نفس الاسم، ولا أعتقد أن للشعر والفن أي علاقة بذلك العالم المجهول أو بالكائن الغريب، بقدر ما أتوقع أن يكون هذا الأخير في علاقة قرب ممكنة جدا مع الاسم الذي يدير بنك المغرب. والاثنان معا يشتغلان في المال. الأول ساهر على توازننا الاقتصادي والمالي، أرقامه وأوراقه واضحة، ولون كل ورقة تخرج من بنكه معروف ومحدد، فيما الثاني محيطه مجهول لا نعرف كيف يدبر ومن يشرف عليه ولا كم من مال يتحرك في دواليبه، ما نعرفه عن هذا الكائن الغريب عن كازابلانكا « كازا إيفنت» هو أنها شركة تسلمت (كيف ولأي غاية) مفاتيح التدبير الرياضي وتنشيط وتنظيم التظاهرات الرياضية في مدينة بحجم مدينة الدارالبيضاء. وما نعرفه، ونقرأه ونسمعه ونشاهده، هو تعدد زلات وسقطات هذه الشركة، بل إنه لا يمر أسبوع دون أن تنتشر أخبار فضائح «الجواهري» وشركته، والغريب أن لا أحد من صناع القرار في الدارالبيضاء أو مركزيا، يجرؤ على طرح السؤال: ماذا تفعل يا جواهري أنت وشركتك في كازابلانكا؟؟!!! في كازابلانكا، هناك كائن غريب اسمه « شركة التنمية المحلية «الدارالبيضاء للتنشيط والتظاهرات». في كازابلانكا تحولت تلك الشركة إلى «بعبع» مخيف، ومصدر إزعاج وهدم وتخريب لكل متعة تمنحها الرياضة. في كازابلانكا، تصر « كازا إفنت» على تدمير جمال الرياضة، و» تكريه» الشباب والأطفال والنساء والناس كلهم في شيء اسمه الرياضة. ولكم أن تأخذوا الدروس مما فعلته فيكم الشركة ومديرها الجواهري في الفترة القصيرة الماضية، بدءا من مباراة الوداد واتحاد العاصمة الجزائري في نصف نهاية عصبة الأبطال الإفريقية وما شهدته من «أزمة تذاكر» ورواج للسوق السوداء، مرورا بما سمي بماراطون الدارالبيضاء الذي تحولت من خلاله الدارالبيضاء إلى أضحوكة بين مدن إفريقيا والعالم، بسبب الاختلالات التنظيمية التي رافقت تنظيم ماراطونها، والأخطاء التي تتحملها الشركة المنظمة « كازا إيفنت»، خاصة وأبطال الجري من إفريقيا والعالم عاينوا تلك الأزبال والقاذورات التي عمت مدارات الماراطون، كما عاينوا كل عناوين الفوضى واختلاط كوكبة السباق بالسيارات والدراجات النارية، وصولا إلى ما يسبق مباراة الرجاء والجيش الملكي المقامة يومه الخميس برسم نصف نهاية كأس العرش حيث عادت «أزمة التذاكر» لتطفو على السطح من جديد. لا علاقة.. بين جمالية الشعر( عبد الرفيع الجواهري)، وحلاوة الفلوس والتوازن المالي (عبد اللطيف الجواهري) ومتعة الرياضة وقيمها، مع شركتك « كازا إيفنت» (محمد الجواهري) ! ! !