سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
احتجاجا على القرارات المجحفة التي طالت هيأة الإدارة التربوية .. المجلس الوطني للجمعية الوطنية لمديرات ومديري التعليم الابتدائي يندد بالإعفاءات العشوائية والمجانية ويقرر تسطير برنامج نضالي تصعيدي دفاعا عن كرامة ومصالح مديري المؤسسات التعليمية
خلصت أشغال المجلس الوطني للجمعية الوطنية لمديرات ومديري التعليم الابتدائي بالمغرب المنعقدة يومي 20 و21 أكتوبر الجاري بمدينة المحمدية، تحت شعار « نضال وإصرار من أجل الكرامة والإطار» إلى المصادقة على البيان الختامي الذي تضمن مجموعة من القرارات النضالية الهامة, ومن بينها خوض معارك نضالية ممتدة وتسطير برنامج نضالي تصعيدي دفاعا عن مصالح وكرامة مديرات ومديري التعليم الابتدائي, بتنسيق مع باقي الشركاء، حيث فوض أعضاء المجلس الوطني صلاحية تحديد توقيت وصيغ الأشكال النضالية المزمع اتخاذها إلى المكتب الوطني للجمعية، ويأتي هذا التصعيد النوعي وغير المسبوق في ظل القرارات المجحفة التي طالت هيأة الإدارة التربوية وإثقال كاهل المديرات والمديرين بأعباء إضافية في غياب الإطار الذي يحدد المهام حسب ما راج من نقاش قوي أثناء مناقشة تقارير وعرض المكتب الوطني. ودعا بيان المجلس الوطني انخراطه المطلق واللامشروط في نضالات جميع الفروع الإقليمية للجمعية بمختلف المديريات التي طالتها الإجراءات التعسفية (الرشيدية ميدلت …)، وفي اتخاذ القرارات النضالية ومعلنا استعداده للمشاركة في النضالات المرتقبة المساندة لفرع الجمعية بالرشيدية وطنيا و جهويا و مثمنا في نفس الوقت تضامن النقابات الست المساندة لمديرات ومديري الراشيدية. واعتبر البيان أن الإطار الخاص بهيئة الإدارة التربوية، والدعم الإداري المؤهل بالتعليم الابتدائي هما مفتاح إنجاح الإدارة التربوية بالمؤسسات التعليمية للارتقاء بالمدرسة العمومية. مؤكدا على أن خريجي مسلك الإدارة التربوية قيمة مضافة لهيئة الإدارة التربوية بالمؤسسات التعليمية ويدعوهم إلى الانخراط وتحمل المسؤوليات داخل أجهزة الجمعية إقليميا وجهويا ووطنيا. وثمن البيان التنسيق بين الجمعيات الثلاث (الابتدائي والإعدادي و التأهيلي والحراس العامون…) من جهة وبين النقابات من جهة أخرى ويعتبره قيمة إضافية ومكسبا حقيقيا لمواجهة التحديات، داعيا وبإلحاح المكاتب المحلية والجهوية إلى تنظيم لقاءات تواصلية تعبوية استعدادا لتنفيذ البرنامج النضالي المشترك بين الجمعيات الثلاث. ومهيبا بكافة المديرات والمديرين التحلي بأقصى درجات اليقظة والاستعداد لتنفيذ هذه القرارات والالتفاف حول جمعيتهم دفاعا عن المكتسبات وعن الكرامة. ومناشدا كافة الإطارات النقابية والجمعوية والمنابر الإعلامية مساندة الجمعية في مواقفها ونضالاتها. وقد خيمت على أشغال المجلس الوطني نقاشات قوية وساخنة حول ما تعرضت له فئة الإدارة التربوية من مشاكل ومعاناة كبيرة, جراء تحميلها لوحدها عملية تنزيل الإصلاح في غياب توفير الظروف المناسبة والوسائل الضرورية والموارد المالية الكافية للقيام بدورها ,والمساهمة في هذا الورش الإصلاحي، مما نتج عن ذلك هجوم ممنهج على المديرات والمديرين واتخاذ قرارات عشوائية وتعسفية في حق فئة عريضة من هيأة الإدارة التربوية تمثلت في إقدام الوزارة على اتخاذ قرارات الإعفاء في حق مجموعة من المديرين لأسباب واهية وغير منطقية بمختلف المديريات الإقليمية، خاصة بجهة درعة تافلالت التي تعرف بعض مديرياتها التعليمية توترا واحتقانا غير مسبوق، بعد إعفاء خمسة مديرين في ظرف قياسي لا يتجاوز عشرين يوما بدعوى عدم الصباغة وعدم تبييض المؤسسة ونتيجة غطرسة وتسلط بعض المديرين الإقليميين للتعليم الذين لم يجدوا بدا في استهداف أعضاء الجمعية الوطنية لمديرات ومديري التعليم الابتدائي، ومطاردة والتضييق على المديرين المناضلين والمسؤولين في الأجهزة المحلية والجهوية لها، وخير مثال على ذلك ما يقوم به المدير الإقليمي للتعليم بالراشيدية من تصرفات غير مسؤولة، لا تمت للتدبير المعقلن المبني على الاحترام والتعاون بين مختلف مكونات المنظومة التربوية بأية صلة، فقد عمد هذا الأخير ومنذ انطلاق الموسم الدراسي الحالي حسب ما دار من نقاش بأشغال المجلس الوطني بزرع البلبلة وخلق جو الاحتقان بمطاردته للمديرين واتخاذه لقرارات عشوائية في حق الغالبية منهم بعد توجيهه ل82 استفسارا للمديرين دفعة واحدة، وذلك من أجل تركيعهم وثنيهم عن ممارسة حقهم المشروع في الدفاع عن كرامة وقضايا هيأة الإدارة التربوية وفق ما تقرره الأجهزة الوطنية والجهوية والمحلية لجمعية مديري التعليم الابتدائي بتنسيق مع الشركاء الاجتماعيين. مما اضطر معه الفرع المحلي لجمعية المديرين بالراشيدية إلى الإعلان عن خوض معارك نضالية محلية لقيت مساندة وتضامنا مطلقا من طرف أعضاء المجلس الوطني وباقي التنظيمات الجهوية والمحلية. وتطرقت مداخلات أعضاء المجلس الوطني إلى مشاكل الدخول المدرسي الذي اعتبرته جل المناقشات دخولا مدرسيا كارثيا وتدنيا غير مسبوق لم تشهده المدرسة العمومية من قبل نتيجة القرارت الارتجالية والعشوائية للوزارة الوصية على القطاع والتي أدت إلى الارتباك وخلق معاناة كبيرة ومشاكل عديدة لفئة الإدارة التربوية، حيث طالبت المديرات والمديرين بتأهيل المؤسسات التعليمية (الصباغة، الترصيص، التبليط و…) خلال العطلة الصيفية ودون توفير الشروط الضرورية والموارد المالية الكافية لهاته العملية، مما دفع ببعض المديرين إلى اللجوء إلى الاقتراض من اجل القيام بهذا التأهيل للمدارس؟ وسجل المجلس الوطني في هذا الصدد التأخر في توقيع محاضر الخروج والتأخر في توزيع مليون محفظة واستمرار الخصاص في أطر الدعم الإداري والتربوي والاجتماعي، التشهير بنساء ورجال التعليم بسبب استفادتهم القانونية من رخص مبررة (الحج، الولادة، المرض…)وهو ما يعتبر إفشاء للسر المهني يستوجب التنديد والمتابعة القضائية. والهجوم الشرس الذي يتعرض له المديرون بمختلف الجهات، خاصة بالمديريات الإقليمية للتعليم التابعة لجهة درعة تافلالت (الراشيدية، ميدلت، زاكورة، ورزازات…)، إضافة إلى استمرار العنف الذي تتعرض له فئة الإدارة التربوية (أكادير، فاس، الحاجب…)، رفض الوزارة فتح الحوار مع الجمعية الوطنية لمديرات ومديري التعليم الابتدائي لطرح ومناقشة القضايا التي تهم فئة الإدارة التربوية وإيجاد حلول لها. وهي مظاهر وتراجعات تبين بالملموس حسب قرارات المجلس الوطني المفارقات العجيبة والغريبة بين خطابات المسؤولين حول إصلاح المنظومة التربوية وما تعرفه هذه الأخيرة من اختلالات بنيوية عميقة على أرض الواقع، مما يدعو إلى الشك حول حصول الإرادة الحقيقية لدى المسؤولين في النهوض بأوضاع المدرسة العمومية. واستغرب بعض المتدخلين لقرارات ومواقف المسؤولين بوزارة التربية الوطنية تجاه هيأة الإدارة التربوية التي لم تدخر جهدا في إنجاح الدخول المدرسي الحالي من خلال التسجيل المبكر للتلاميذ الجدد والقيام في فترة العطلة الصيفية بتأهيل المؤسسات التعليمية بتوظيف الإمكانيات المادية الذاتية لإنجاح هذه العملية في غياب توفير ما تتطلبه هاته الأخيرة من وسائل وموارد مالية مهمة، لكن في المقابل حسب استغراب المتدخلين, نجد أن المسؤولين بالوزارة قاموا بمجازاة المجهودات الكبيرة للمديرين باتخاذ قرارات الإعفاء المجانية والمجحفة في حق بعضهم عوض التنويه باجتهاداتهم ومبادراتهم الرامية إلى المساهمة في إصلاح التعليم والنهوض بأوضاع المدرسة العمومية؟!!! وكانت أشغال الجلسة الافتتاحية للمجلس الوطني المشار إليه قد عرفت حضورا مميزا لأعضاء التضامن الجامعي المغربي يتقدمهم عبد الجليل باحدو رئيس التضامن الجامعي وامبارك المباركي المدير التنفيذي للتضامن وكذا إبراهيم الباعمراني مسؤول باللجنة العلمية للتضامن الجامعي. بالإضافة إلى رئيس الجمعية الوطنية لمديرات ومديري الثانويات العمومية بالمغرب وكذا رئيس الجمعية الوطنية للحراس العامين والنظار ومديري الدراسات. وفي كلمة له بالمناسبة أشار رئيس التضامن الجماعي المغربي إلى الأجواء والحماس الذي واكب الدخول المدرسي الحالي انطلاقا من إصلاح المؤسسات التعليمية والذي تحملت فيه الإدارة التربوية بمختلف مكوناتها عبء تحسين الفضاءات المدرسية، وإنجاز عملية تسجيل التلاميذ وتحسين ظروف الاستقبال مع ما تطلب ذلك من تضحية بعطلتها الصيفية. وبذلك تضيف كلمة رئيس التضامن الجامعي يكون المديرات والمديرين قد أعطوا القدوة في الوطنية للإصلاح والتضحية للمساهمة في عملية الإصلاح. مؤكدا على دعم ومساندة التضامن الجامعي لمطالب فئة الإدارة التربوية المشروعة والعادلة خاصة وأنها تحتل مكانة أساسية كهيأة فاعلة داخل منظومة التربية والتكوين, وعلى اعتبار أن المديرات والمديرين شريك أساسي في إصلاح المنظومة، ينبغي معه إشراك هذا المكون في جميع مراحل الخطط الإصلاحية من بلورة المشاريع وإعدادها وتنفيذها وتقويمها، وهذا يتطلب حسب نفس المتحدث فتح الحوار مع الجمعية الوطنية لهاته الفئة وإيجاد الحلول لملفها المطلبي. كما أشار بالمناسبة إلى المشروع الوحدوي الذي سيرى النور مستقبلا المتمثل في إحداث إطار وشبكة للجمعيات المهيكلة المهتمة بالمجال التربوي والتعليمي. نفس الاتجاه سارت فيه مداخلات كل من رئيس الجمعية الوطنية لمديرات ومديري الثانويات العمومية ورئيس الجمعية الوطنية للحراس العامين والنظار ومديري الدراسات ,حيث أجمعت المداخلتين على ضرورة توحيد الجهود والعمل على التنسيق للدفاع عن قضايا الإدارة التربوية في أفق تحقيق الوحدة المنشودة بين الجمعيات الثلاث. وعلى هامش أشغال المجلس الوطني,كان لجريدة«الاتحاد الاشتراكي» لقاء مع عبد الرحيم النملي رئيس الجمعية الوطنية لمديرات ومديري التعليم الابتدائي حول الدخول المدرسي ومطالب فئة الإدارة التربوية، حيث صرح هذا الأخير بأن الدخول المدرسي الحالي لم يكن في المستوى المطلوب, وفق ما كان متصورا في خطابات المسؤولين بالوزارة الوصية على القطاع والإعلام العمومي لم يواكب بشكل المناسب لمشاكل المنظومة التربوية، بل نجده يجتهد في مواكبة زيارات الوزير إلى الأكاديميات والمديريات الإقليمية و لا يهتم بالقضايا والمشاكل الحقيقية التي تعاني منها المدرسة العمومية. كما أشاد رئيس الجمعية بالدور الكبير الذي قامت به هيأة الإدارة التربوية لإنجاح نسبة مئوية من هذا الدخول المدرسي من خلال القيام بمجموعة من التدابير لتحسين فضاءات المؤسسات التعليمية والانكباب على التسجيل المبكر للتلاميذ الجدد، و… من أجل ضمان السير العادي للدراسة والتحصيل الدراسي لفائدة أبناء الشعب المغربي في حده الأدنى. مطالبا بإشراك المديرين في كل مراحل الإصلاح لكونهم يعتبرون أحد المكونات الأساسية والرئيسية في المنظومة التربوية. وحول مطالب فئة الإدارة التربوية, شدد رئيس الجمعية على ضرورة إخراج نظام أساسي جديد لأسرة التعليم يراعي المطالب الفئوية بما فيها تحقيق مطلب إطار متصرف للمديرات والمديرين, سواء بالنسبة للإسناد ولخريجي مسالك الإدارة التربوية دون وضع أية شروط أو قيود على مسار هذا الإطار, مع حفظ كرامة رجال ونساء التعليم والتعجيل بالدعم الإداري للإدارة التربوية وبالمؤسسات التعليمية في خضم ما تعرفه الوزارة من تعاقدات. وعرفت أشغال المجلس ليلة السبت 20 أكتوبر 2017 إقامة حفل تم خلاله تكريم مجموعة من المديرين الذين أحيلوا على التقاعد.