أدانت الفرق البرلمانية أغلبية ومعارضة بالغرفة الأولى، أول أمس الاثنين 23/10/2017، في بداية انطلاق الجلسة الشفوية، تصريحات وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل، وقالت الفرق البرلمانية إن التصريحات غير المسبوقة للمسؤول الجزائري هي تصريحات مغرضة ومسيئة للروابط التاريخية التي تربط الشعبين المغربي والجزائري، وهي محاولة يائسة من الدبلوماسية الجزائرية للتغطية على فشلها الدبلوماسي والاقتصادي، أمام ما حققه المغرب من انتقال دبلوماسي واستثمارات اقتصادية مهمة في المجال الإفريقي. ووجهت الفرق البرلمانية نداء إلى الشعب الجزائري والمغربي لمواجهة مثل هذه التصريحات التي لن تزيد الوضع إلا تعقيدا، وهي تنم عن عقلية متسلطة ضد إرادة الشعبين الجارين في التعاون والتضامن وتقوية روابط الأخوة. ونبهت الفرق البرلمانية إلى أن تصريحات مساهل تنوي عرقلة بناء ورش المغرب العربي الكبير، ومحاولة التشويش على عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي، وكذلك التشويش على الزيارة التي قام بها الأمين العام للأمم المتحدة للمنطقة، وعلى القمة المرتقبة بين الاتحاد الأفريقي والأوروبي بأبيدجان. وعرفت الجلسة الشفوية مساءلة الفرق البرلمانية للحكومة في مختلف القطاعات في التربية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي والعدل والشغل والإدماج المهني والصحة والأسرة والتضامن والتنمية الاجتماعية والتجهيز والنقل واللوجستيك والماء والثقافة والاتصال. وفي هذا الصدد نبه الفريق الاشتراكي الحكومة إلى مجموعة من الاختلالات في قطاعات التعليم والصحة والنقل واللوجستيك. وساءلت النائبة البرلمانية السعدية بنسهلي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي حول برنامج إصلاح وترميم المؤسسات التعليمية. وقالت النائبة إن مجموعة من المؤسسات التعليمية تعرف وضعا مزريا، حيث أصبح عدد منها غير قابل للاستغلال. ونبهت النائبة إلى ما يخلفه فصل الشتاء من أوضاع صعبة تنعكس مباشرة على التلاميذ و الأطر التعليمية والإدارية. مطالبة الوزير بالإجابة عن سؤال ملح وآني حول برنامج الإصلاح وترميم المؤسسات التعليمية، الذي أعلنه الوزير الوصي، و كذلك طرق تصريفه على المستوى الجهوي والإقليمي، خصوصا في المناطق التي تتواجد بها مؤسسات مهترئة وأخرى آيلة للسقوط. وفي جوابه بسط وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، محمد حصاد، مختلف أوجه الترميم والإصلاح التي همت الكثير من المناطق في ظرف وجيز، فمن أصل 11ألف مؤسسة تم التدخل في أكثر من 10 آلاف مؤسسة، معترفا بأن هناك أكثر من 300 مؤسسة في البادية على الخصوص حالتها متردية جدا، مؤكدا أن أمرا استعجاليا صدر من وزارته من أجل إصلاح بعضها والبعض الآخر يحتاج إلى الهدم من أجل البناء من جديد. وفي تعقيبها سجلت النائبة السعدية بنسهلي ارتياح الفريق الاشتراكي لمنحى الوزارة في الإصلاح، مستدركة أنه مع ذلك فإن المدخل الحقيقي للإصلاح هو تأهيل هذه المؤسسات، وفي قلبها الفاعل التربوي الممثل في الأستاذ والتلميذ، الشيء الذي يستدعي برنامجا استباقيا يتيح تفعيل الحق في التربية والتعليم على مستوى التراب الوطني. وساءل النائب البرلماني الشرقاوي الزنايدي باسم الفريق الاشتراكي، وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء عن الاستعدادات الاستباقية والاحترازية لموسم الشتاء المقبل. وذكر الزنايدي بالمخاوف التي تسود أوساطا مهددة بأخطار الفيضانات في عدد من المناطق التي تعبرها الأنهار والأودية، وتعرف انهيار القناطر وتصدعها و تشهد إغراق عدد من المنازل والحقول وانقطاع التيار الكهربائي بمجموعة من الأحياء، كما تعرف تعطيل الأشغال في عدد من الأوراش وقطع بعض الطرق في وجه حركة السير. وساءل النائب البرلماني الشرقاوي الزنايدي، الذي كان شاهدا على الأحداث الأليمة التي عرفتها أزيلال، عن الاستعدادات الاستباقية والاحترازية التي اتخذتها الحكومة لمواجهة الأزمات التي تطرأ مع اقتراب فصل الشتاء، و كذا السبل الكفيلة بالحد من أخطار الفيضانات. وفي جوابه أكد الوزير أن الحكومة ماضية في العمل على إجراءات قبلية لمواجهة كافة التحديات المرتبطة بالكوارث الطبيعية، وأن هناك تنسيقات مع كل الشركاء في الإدارات المعنية، مع إحداث مصالح جديدة مختصة. وفي تعقيبه أبى الشرقاوي إلا أن يكرر أمام البرلمان كل تلك المشاهد التي تعتري كل خدمات القرب مع حلول فصل الشتاء، والتي تنعكس على أوضاع المواطنين وحياتهم في الصحة والتعليم والسكن والتنقل، قائلا إنه ليس من المعقول أن يحدث هذا مع فيضانات لا تشكل في قيمتها إلا نسبة صغيرة جدا، مقارنة مع ما يحدث في دول أخرى تعمل على مواجهة الكوارث الطبيعية ضمن مخططات مدروسة ومفكر فيها قبلا. وفي تعقيبه عن سؤال تقدمت به إحدى فرق المعارضة حول توفير الخدمات الصحية للمواطنين، ساءل محمد ملال باسم الفريق الاشتراكي وزير الصحة عن تأخر إنجاز بعض المؤسسات الاستشفائية، مطالبا بتوضيح عن مآل استكمال إنجاز المستشفى الإقليمي بالصويرة ومستشفى تامنار. مذكرا الوزير بما تعانيه الساكنة في المنطقة من ضعف للخدمات الصحية، ملحا في طلبه للحكومة، في ضرورة التسريع بالإنجاز لرفع الحيف عن المنطقة. وفي جوابه وعد الوزير ببداية استكمال الإنجاز الأسبوع المقبل في ما يخص المستشفيين المذكورين، قائلا إن المشكل قد عرف طريقه للحل. وكان النائب البرلماني عن دائرة الصويرة محمد ملال قد ترافع في جلسات عمومية عديدة وفي اللجنة المختصة في ولاية سابقة حول موضوع الصحة في الإقليم والجهة، منبها الحكومة السابقة للأوضاع الكارثية المترتبة عن ضعف الخدمات الصحية، مشيرا إلى أن أزمة القطاع الصحي بالمنطقة من بين الإشكالات الحقيقية، التي تقتضي تدخلا عاجلا من الحكومة لتقريب الخدمات الصحية للمواطنين. ولم يفت محمد ملال، في كافة مرافعاته التي سجلنا حدتها في متابعة،عن قرب، لأشغال الفريق الاشتراكي، نقل مشاهد التهميش والإهمال التي تلقي بظلالها على مدينة الصويرة من الهامش المحيط بمدينة تؤسس لمستقبلها بحلم سياحي واقتصادي، ومن شأن معالجة هذا الأمر خلق نفس جديد للتوجه لمستقبل مغاير.