مع حمى الإعلان عن قضايا التحرشات المسكوت عنها إثر انفجار قنبلة قطب هوليوود هارفي واينستين، برزت قضية الفرنسية "هند عياري" التي اتهمت المفكر الإسلامي السويسري طارق رمضان، حفيد مؤسس الإخوان المسلمين باغتصابها والاعتداء عليها جنسياً فيما قال محامي رمضان، إن موكله "ينفي قطعياً هذه المزاعم"، وسيرفع شكوى بتهمة الافتراء. فمن هي هند عياري ؟ التي تنحدر من أصول عربية، وتقود حاليا "جمعية النساء المتحررات" في فرنسا، تلك الأربعينية التي سبق لها أن ألفت كتاباً ونشرته في نهاية عام 2016 تحت عنوان "اخترت أن أكون حرة.. الهرب من السلفية في فرنسا". في ذلك الكتاب تحدثت عن مثقف إسلامي اعتدى عليها ورمزت إليه باسم "الزبير" ليتضح لاحقاً أن المقصود – بحسب زعمها – هو طارق رمضان، وذلك إثر ما كتبته على صفحتها بالفيسبوك مؤخراً. تبلغ هند من العمر أربعين عاماً، وقد نشرت الكتاب المذكور لتروي قصتها عن كيف أنها قررت التخلي عن النهج السلفي وخلع الحجاب، لتعيش كمسلمة "حرة" وذلك قبل عام تقريباً. تروي هند أنها التقت أستاذ الدراسات الإسلامية المعاصرة بجامعة أوكسفورد البالغ من العمر 55 عاما، بشكل مستمر للسماع إلى نصائحه الدينية والاجتماعية، إلى أن كان اللقاء في فندق بباريس 2012 والذي فجّر الأزمة التي تتكلم عنها اليوم. كان طارق رمضان قد ألقى محاضرة على هامش مؤتمر اتحاد المنظمات الإسلامية في باريس، ومن ثم دعا هند إلى غرفته بالفندق، وتقول إنه استفاد من ضعفها ليقوم بمعانقتها وتقبيلها، وعندما تمردت عليه بحسب – روايتها – قام بصفعها بعنف. وقالت: "لقد صمت لعدة سنوات خوفاً من الانتقام"، موضحة أنه هددها، وأضافت: "كنت خائفة وصمت كل هذا الوقت".