ارتفع عدد ضحايا الحريق الذي اندلع الجمعة الماضية بأحد المنازل بمدينة ميلانو إلى خمسة قتلى، جميعهم من جنسية مغربية ومن أسرة واحدة، بعد أن لفظت طفلتان نفسيهما بمستشفى كومو التابع للنفوذ الترابي لميلانو متأثرتين بحروق بالغة الخطورة. واستنادا إلى السلطات الإيطالية، فإن الأب، الذي كان عاطلا عن العمل وفي حالة نفسية حرجة، وكانت زوجته تتلقى العلاج بمستشفى الأمراض النفسية بإيطاليا، تعمد إضرام النار في منزله. الرجل، أقدم على إشعال النار داخل شقته المتواجدة بأحد الأحياء الشعبية بمدينة كومو، بعدما ملأها عن آخرها، بالمواد القابلة للاشتعال بسرعة من جرائد وأثواب …وأحكم إغلاق الباب على نفسه بمعيّة أطفاله الصغار فوق السرير بغرفة النوم ،حيث وجدت فرق الإغاثة البعض منهم جثة هامدة ونقل الباقي على وجه السرعة إلى المستشفيات وفق التصريحات ذات الفرقة التي حضرت إلى عين المكان إلى جانب سيارات الإسعاف والشرطة والدرك ومسؤولي السلطات الإدارية والترابية. وأوضح القنصل العام للمملكة المغربية بميلانو مباشرة بعد الحادثة في تصريح صحفي له أن مصالح القنصلية اتخذت الترتيبات اللازمة مع المسؤولين الإيطاليين للوقوف على مجريات التحقيق وتحديد الإجراءات التي يجب اتخاذها لترحيل جثامين الضحايا إلى المغرب. من جهة أخرى، أكدت التحقيقات التي باشرتها الشرطة فرضية إقدام الأب على وضع حد لنفسه ولأطفاله الصغار، بعدما فقد هذا الأخير عمله ،وتعرضت زوجته إلى مشاكل نفسية واجتماعية، مما زاد من تفاقم وضعه الاجتماعي ، علاوة على تزايد حدة الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالاقتصاد الايطالي، والتي تجثم بثقلها على الفئات الهشة وعلى رأسها المهاجرون. بعض الصحف المحلية، كشفت عن أخر رسالة بعث بها رب الأسرة إلى المصالح الاجتماعية، يشرح فيها صعوبة وضعيته ، خصوصا بعدما ألزمت المصالح الطبية زوجته البقاء بإحدى مستشفياتها للمعالجة النفسية ،مطالبا تلك المصالح بمزيد من المساعدات الاجتماعية حتي يتمكن من متابعة وتربية أبنائه ومواكبة دراستهم، وأن لا تقتصر المساعدات فقط على تأدية واجب الكراء وفاتورات الماء والكهرباء. وحسب شهادات بعض الجيران فإن المصالح الاجتماعية رفضت التجاوب مع مطلبه، وأن رب الأسرة يتمتع بخصال وتربية حسنة، وكان دائم البحث عن العمل، لكن حدة الأزمة كانت أقوى منه، وذهب أحد الشهود إلى أن المصالح الاجتماعية ببلدية (كومو) بدأت تباشر مساطر نزع الأبناء من أبيهم ،مما عجل بعملية الانتحار.