سطع نجم الدكتورة في الرياضيات مريم ميرزاخاني إيرانية المولد في الأيام الماضية لتظهر في وسائل الإعلام العالمية كأول امرأة تحصل على جائزة فيلدز في الرياضيات التي تعد بمثابة جائزة نوبل، ولمدة 78 عاما ظلت هذه الجائزة حكرا على الرجال، وكانت ميرزاخاني الأستاذة في جامعة ستانفورد بكاليفورنيا من بين أربعة علماء فازوا بالجائزة في المؤتمر الدولي للرياضيات الذي عقد في سيول وأول امرأة من بين 56 فائزا بالجائزة منذ إطلاقها عام 1936. الجائزة العالمية لأحدث الاكتشافات والإنجازات في علم الرياضيات والمعروفة دوليا بجائزة فيلدز للرياضيات قد سميت بهذا الاسم تقديرا لعالم الرياضيات الكندي جون فيلدز، ويحصل الفائز بالجائزة على مكافأة مالية قدرها 15 ألف دولار كندي (8000 جنيه إسترليني) وهي تمنح كل أربع سنوات لثلاثة أو أربعة علماء رياضيات شريطة أن يقل سنهم عن أربعين سنة. وخلال المؤتمر الدولي للاتحاد العالمي للرياضيات الذي انعقد هذه السنة في سيول عاصمة كوريا الجنوبية، ونال الجائزة أربعة باحثين في الرياضيات وهم كل من أرتور أفيلا من المركز الوطني لأبحاث العلوم في فرنسا والمعهد الوطني البرازيلي للرياضيات البحتة والتطبيقية، ومانجول بارجافا من جامعة برينستاون، ومارتين هايرر من جامعة وارويك في بريطانيا، ومريم ميرزاخاني من جامعة ستانفورد. وحصلت ميرزاخاني على الجائزة تقديرا لعملها في فهم تناظر الأسطح المنحنية ويتناول بحثها بالتحديد أشكالا يطلق عليها اسم ?سطوح ريمان?، وهي مواد رياضية يمكن تحليلها باستخدام الأعداد المركبة، وشاءت الصدف أن تتسلم أول امرأة تفوز بهذه الجائزة ميداليتها من أول امرأة تتقلد منصب رئاسة كوريا الجنوبية باك جون هاي. ونقل موقع جامعة ستانفورد على الإنترنت عن ميرزاخاني قولها: ?هذا شرف كبير، سأكون سعيدة إذا شجع هذا عالمات الرياضيات الشابات?، مضيفة ?أنا متأكدة من فوز المزيد من النساء بمثل هذه الجائزة في الأعوام القادمة?. بدأت مريم تعليمها الثانوي في مدرسة فارزنجين للفتيات حيث ظهرت علامات نبوغها وتفوقها وتابعت تعليمها في المنظمة الوطنية لتنمية المواهب الإستثنائية (NODET) في العاصمة الإيرانية طهران. وبدأت تحصد نتائج نبوغها في الرياضيات منذ المرحلة الثانوية فقد فازت في دورتين متتاليتين من مسابقات الأولمبياد العالمية في الرياضيات؛ الأولى عام 1994 في هونغ كونغ وكان عمر مريم حينها 17 عاما وحصلت على الاعتراف الدولي بعد تلقي الميدالية الذهبية وسجلت 41 نقطة من 42، لتحتل المرتبة 23 لها بالاشتراك مع خمسة من المشاركين الآخرين، وفي الأولمبياد الدولي للرياضيات بمدينة تورنتو بكندا عام 1995 حصلت على الدرجة الكاملة 42 نقطة من أصل 42، لتحتل المرتبة الأولى بالاشتراك مع 14 شخصاً من المشاركين الآخرين، بعدها حصلت على شهادة البكالوريوس في الرياضيات من جامعة شريف التكنولوجية في طهران عام 1999. ومكّنها نجاحها بمجموع عال من الدخول لأعظم الجامعات في العالم التي احتلت لسنوات المرتبة الأولى في تصنيفات أفضل الجامعات عالميا وهي جامعة هارفارد الأميركية حيث حصلت على شهادة الدكتوراه في الرياضيات عام 2004، تحت إشراف كورتيس مكمولن الحاصل على ميدالية فيلدز، وفي تلك السنة الجامعية كانت ميرزاخاني باحثة في معهد كلاي للرياضيات وأستاذة مشاركة في جامعة برنستون الأميركية، وفي سبتمبر 2008 أصبحت عضوا من هيئة التدريس بجامعة ستانفورد إحدى أكبر الجامعات العالمية أيضا، كأستاذة في الرياضيات.