انطلقت يوم الاثنين بمدينة طنجة فعاليات ندوة إفريقية من تنظيم المركز الافريقي للتدريب والبحث الاداري للإنماء (كافراد)، حول موضوع « مكانة ودور الموارد البشرية في بلورة أهداف الحكومات وتحقيق التنميتين الاقتصادية والاجتماعية». وأكد المدير العام للمركز الافريقي للتدريب والبحث الاداري للإنماء ستيفان موني مواندجو بالمناسبة ،ان تنظيم هذه الندوة، التي يشارك فيها مسؤولون حكوميون يمثلون الدول الافريقية الأعضاء بالكافراد، يهدف إلى إبراز دور الموارد البشرية في تحديث الادارة وتجويد خدماتها ، وكذا بلورة البرامج الحكومية في مجالي التنمية الاجتماعية والاقتصادية. كما تهدف الندوة ،حسب ذات المصدر، الى تقاسم الخبرات والتجارب الجيدة والناجحة في مجال تدبير الموارد البشرية والحكامة والخدمات العمومية والمؤسساتية، وطرح النظريات العلمية المؤطرة للمسؤوليات المناطة بالموارد البشرية في الهرم الاداري على المستويين الافقي والعمودي، خاصة في ما يتعلق بالكتابات العامة ومديريات الموارد البشرية. وفي هذا السياق ،أشار المدير العام للكافراد الى ان الندوة الافريقية ،التي تحتضنها الى غاية يومه الاربعاء مدينة طنجة وما يرمز إليه ذلك من أبعاد اقتصادية تنموية وإنسانية وتاريخية، تسعى إلى تعزيز وصقل الكفاءات والقدرات والمهارات الإدارية للمسؤولين الأفارقة، مع التركيز بشكل خاص على الحاجة المتزايدة لمثل هذه المهارات في بلورة الاستراتيجيات الوطنية وأهداف الألفية الثالثة، التي تشكل فيها الموارد البشرية رأسمالا ماديا أساسيا للنهوض بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بالقارة السمراء والتجاوب مع انتظارات شعوبها وتخطي الاكراهات والعوائق، واستشراف المستقبل بآليات حكامة جيدة وجديدة قادرة على استيعاب الطموحات المتجددة للقارة. ويتضمن برنامج الندوة عدة مداخلات لخبراء أفارقة في إطار خمس ورشات موضوعاتية، وتهم «المسؤولية الادارية والتدبيرية للكتابة العامة ومديرية الموارد البشرية بالمؤسسات الحكومية» و«دور الكتابة العامة ومديرية الموارد البشرية في تنفيذ برامج الاصلاح والتحديث» و«آليات التدبير المحكم للموارد البشرية في إطار نسق تحديث الادارة (التكوين والتكوين المستمر وتدبير القرب والتواصل الجيد)» و «إصلاح وتحديث تدبير المصالح والخدمات العمومية والحكامة من خلال استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات» . كما سيتم بمناسبة الندوة طرح تجارب الدول الافريقية الرائدة في مجال تدبير الموارد البشرية، من ضمنها المغرب، على مستوى القيادة والتدبير الاداري، وذلك عبر جلسات تفاعلية يشارك فيها مؤطرو الندوة والمستفيدون منها. وللإشارة فقد خلد الكافراد ،الذي يضم في عضويته حاليا 37 دولة افريقية، في ماي المنصرم بمراكش، الذكرى الخمسين لإنشائه تحت شعار «خمسون سنة من الابتكار وتحديث الادارة العمومية»، وذلك بمشاركة وزراء الدول الافريقية والدول العربية وأمريكا اللاتينية ومنظمات دولية وإقليمية وخبراء دوليين. ويذكر أن المركز الافريقي للتدريب والبحث الاداري للإنماء، كان قد تأسس بمبادرة من المغرب تقدم بها خلال أشغال الدورة ال 12 للجمعية العامة لليونسكو، والتي وافقت عليها حينها عشر دول أفريقية أخرى. وتكمن المهمة الرئيسية للمركز في المساهمة في دراسة المشاكل الإدارية المرتبطة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية في إفريقيا من خلال إجراء البحوث المختلفة والتكوين والتشاور.