عرفت مشاركة وفد الشبيبة الاتحادية في أشغال المهرجان العالمي للاتحاد الدولي للشبيبات الاشتراكية، المعروف اختصارا باليوزي، والمنعقد بمالطا في الفترة الممتدة بين 20 و 26 من الشهر الجاري، تميزا قويا وانخراطا كبيرا للوفد الاتحادي، خاصة في اجتماع اللجنة الإفريقية للأممية الاشتراكية للشباب، لا من ناحية قبول طلب الشبيبة الاتحادية من طرف اللجنة المنظمة على ضرورة حضور جميع أعضاء وفد الشبيبة الاتحادية لأشغال اللجنة الإفريقية وليس عضوين فقط عن كل وفد، وذلك من أجل خلق نقاش واسع ومعمق بين الشباب الافريقي حول وضعية بلدان إفريقيا في مختلف المجالات. وفي هذا الاطار عبر وفد الشبيبة الاتحادية على المستوى الراقي للحوار و النقاش، حيث أنه بعد تقديم تعريف عن الشبيبة الاتحادية، كمنظمة يسارية لأعرق الأحزاب اليسارية بالمغرب، ومدافعة عن قيم الحداثة، الديمقراطية، العدالة الاجتماعية، حقوق الانسان والمساواة، ركزت مداخلات وفد الشبيبة الاتحادية على وجوب الاهتمام ومناقشة القضايا الأساسية للقارة الافريقية ولبلدانها، من مشاكل الفقر، الصحة، التنمية الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية وحقوق الانسان، كما طلب من اليوزي إحداث لجنة لمراقبة وتتبع وضعية حقوق المرأة بإفريقيا لما تتعرض له من تهديدات من طرف التنظيمات الاسلاموية والمتطرفة، خاصة وأننا أصبحنا نعيش في عالم يغلب عليه وقع الاضطرابات السياسية والأزمات الاقتصادية والمالية. وتفاعلا مع مداخلات وفد الشبيبة الاتحادية، أكد الممثلون عن شبيبات النيجر، التشاد، افريقيا الوسطى و أوغندا، على المستوى الجيد لوفد الشبيبة الاتحادية، لا من حيث طرحه لهذه القضايا الهامة، والقدرة لدى الشبيبة الاتحادية على خلق جيل جديد من الشباب المسؤول والقادر على خوض التحديات والرهانات المستقبلية. وفي نفس الاطار دائما عبر الممثلون عن الوفود الافريقية عن ترك القضايا الفارغة والمفتعلة، والاهتمام بشكل كبير بما طرحته الشبيبة الاتحادية، كما تجدر الاشارة الى أنه تم سحب النقطة المتعلقة بمناقشة قضية الصحراء من جدول أعمال اللجنة الافريقية، بناء على طلب ومفاوضات وفد الشبيبة الاتحادية مع اللجنة الافريقية لليوزي. وفي ما يتعلق بالقضية الوطنية، أكد وفد الشبيبة الاتحادية على ضرورة مواصلة تبادل الزيارات وخلق حوار مباشر بين الشبيبة الاتحادية، وشبيبة البوليساريو من أجل تعميق النقاش والبحث عن حلول واقعية لهذا النزاع المفتعل، كما طلب مرة أخرى من اليوزي أن يتم نشر تقرير الزيارة الأخيرة للأقاليم الجنوبية المغربية ولتندوف، بالموقع الرسمي لمنطمة اليوزي. وقد اقترح وفد الشبيبة الاتحادية تنظيم ملتقى الشباب الإفريقي بالمغرب، بحضور شبيبة البوليساريو وبتنسيق مع منظمة اليوزي، لخلق جو من النقاش والحوار حول مختلف القضايا الجوهرية، المتعلقة بالبلدان الإفريقية وذات الاهتمام المشترك. وفي ما يخص اقتراحات وفد الشبيبة الاتحادية لليوزي، داخل اللجنة الافريقية للنهوض بهذه المنظمة الدولية، أكد الوفد على الاهتمام الكبير بالطلبة والباحثين الشباب في مختلف الحقول المعرفية، وذلك بتنظيم ملتقيات طلابية ودورات تكوينية لمناقشة مسألة البحث العلمي، التعليم العالي وواقع الجامعات الافريقية، من أجل تحليل واقع الشباب بإفريقيا والعالم كله، بطريقة علمية وأكاديمية ومن مختلف الزوايا، خاصة وأن مسألة البحث العلمي تعتبر الوسيلة الأساسية، لإنتاج الحلول التي تساعد على تحقيق النهوض بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للبلدان الإفريقية، بعيدا عن المزايدات السياسوية الضيقة والنزاعات المفتعلة والفارغة لضرب وحدة الشعوب والأمم. ولقد طلب وفد الشبيبة الاتحادية انضمام القطاع الطلابي الاتحادي لمنظمة اليوزي، خاصة وأن هناك توجها لليوزي بقبول الهيئات الطلابية داخلها، وليكون هذا الأخير فاعلا أساسيا في اليوزي. ولقد عرف اليوم الثاني للمهرجان تنظيم ما سمي ورشة حول "الصحراء الغربية" من طرف شبيبة البوليساريو. وفي سابقة من نوعها تمكن وفد الشبيبة الاتحادية من تحقيق انتصار هام في ما يخص القضية الوطنية، وذلك بأن الوفد وبذكاء شبابي اتحادي، لم يستجب لاستفزازات البوليساريو، وانخرط في نقاش رصين وهادف بين مختلف الحاضرين، مما أدى إلى دحض خطاب المظلومية وتزييف الحقائق. وبعد تدخل جميع أعضاء وفد الشبيبة الاتحادية، تم توضيح الصورة الحقيقية لملف قضيتنا الوطنية، مما خلق انطباعا جيدا لدى جميع الوفود الاجنبية، وخاصة المساندين للبوليساريو، وذلك لأول مرة في تاريخ مشاركات الشبيبة الاتحادية في التظاهرات الدولية. كما تطرق الوفد الاتحادي لمدى جدية المغرب في إيجاد حل سياسي وواقعي لهذا الملف الذي يعرقل الوحدة المغاربية والتنمية بإفريقيا. ومن جهة أخرى عقد وفد الشبيبة الاتحادية مجموعة من اللقاءات الثنائية مع عدة وفود أجنبية، أولها كان مع البلدان الافريقية (التشاد، النيجر، إفريقيا الوسطى)، والعربية ( فلسطين ، لبنان) وأوروبية (فرنسا، إسبانيا، ألمانيا، فنلندا، غريلاند) وهناك برمجة مكثفة للقاءات ثنائية مع الوفود المشاركة. الكاتب العام للشبيبة الاتحادية