لم تعد أخبار تألق شباب مغاربة في أرقى المنافسات العالمية للغولف تثير الاندهاش، بفضل تزايد عدد الممارسين لهده الرياضة التي كانت في وقت مضى،تعتبر حكرا على نخبة المجتمع. آخر الأخبار تشير مثلا إلى تأهل لاعب الغولف المغربي أيوب الغيتاري إلى المرحلة الثانية لإقصائيات الدوري الاوروبي للمحترفين 2018 ، بعد أن سجل نتيجة إيجابية في المرحلة الأولى من «الإقصائيات المدرسية ، الفئة الرابعة»، التي جرت في بوغونيو بإيطاليا. فقد ذكر بلاغ للجامعة الملكية المغربية للغولف أن الغيراتي ، اللاعب الهاوي، تمكن من إنهاء أربعة أيام من التباري في المركز السابع عشر بمجموع 280 ضربة أي ثماني ضرات تحت المعدل المطلوب (67 و 70 و 68 و 75 )، ليتأهل إلى المرحلة الثانية لإقصائيات الدوري الاوروبي للمحترفين إلى جانب 21 لاعبا آخرا من بين 110 مشاركين . ويتضمن برنامج الدوري الاوروبي للاعبين المحترفين أربعة مراحل ستقام جميعها بإسبانبا، وسيتأهل في كل مرحلة 21 لاعبا إلى الدور الأخير الذي سيقام يوم 11 نونبر بنادي لومين غولف بتاروغون الإسبانية. وسيدخل اللاعبون ال25 الأجود في المراحل الأربعة إلى عالم الإحتراف بالدوري الاوروبي للاعبي الغولف المحترفين . الغولف في المغرب، أضحى وجهة مفضلة لعدد كبير من الأطفال والشباب، حيث فتحت أندية الغولف المغربية أبوابها للراغبين في ممارسة هذه الرياضة بفضل سياسة خلق مدارس وأكاديميات لا تضع شروطا تعجيزية لولوجها. في المحمدية كنموذج،أصبح بإمكان أكثر من ثمانين طفل وطفلة ينحدرون من أسر محدودة الدخل، ومن مختلف الأحياء والمناطق الاجتماعية الشعبية، مزاولة الغولف في النادي الملكي آنفا – المحمدية، وذلك بفضل أكاديمية الغولف التابعة للنادي الملكي آنفا – المحمدية. عدد كبير من الأطفال ينحدرون من أسر بسيطة اجتماعيا، ومن أحياء المحمدية الشعبية، يزاولون رياضة أحبوها ووجدوا في النادي الملكي آنفا – المحمدية الأبواب مفتوحة ومجانا لممارستها. عددهم يفوق ثمانين لاعب مبتدئ، وفر لهم المكتب المسير للنادي كل الظروف الجيدة بالرغم من أن النادي، كما جاء في توضيح للرئيس وأعضاء المكتب المسير، يجد صعوبات بالغة في توفير الميزانية المطلوبة للاستجابة لمتطلبات الأكاديمية وهي الميزانية التي تتراوح قيمتها ما بين مليون ومليونين درهم في السنة. ولتجاوز هذه الصعوبات، يعكف المكتب حاليا على التواصل مع بعض المؤسسات الاقتصادية من أجل إقناعها بالانخراط في دعم الأكاديمية. يذكر أن أكاديمية المحمدية وتحمل اسم الرئيس الراحل للنادي « صالح قبوض» والتي تأسست قبل خمس سنوات، بدأت تمنح كل سنة مواهب واعدة في رياضة الغولف حيث أبان عدد منهم عن مؤهلات جيدة جعلت الجامعة تلحقهم بالمنتخبات الوطنية كما هو الحال عند اللاعبين أمين خراز والمهدي الفاخوري خريجي الأكاديمية. ويبقى من المأمول أن تلتفت الجامعة الملكية المغربية لدعم هذه المبادرات في فتح مزيد من الأكاديميات والمدارس وتمكينها من شروط العمل خاصة في الجانب المالي، فكثير من أبطالنا الكبار السابقين اقتحموا هذه الرياضة ولا معالق من ذهب في أفواههم، وبرزوا بالصدفة وهم يشتغلون أطفالا في جمع الكرات أو في «السخرة» ليتحوا إلى أبطال ماتزال أسمائهم يسجلها التاريخ والذاكرة.