تحقق حلم عدة أصوات نادت منذ زمن سابق بضرورة فتح أبواب أندية الغولف في وجه أطفال الطبقات الاجتماعية الشعبية البسيطة وأسر محدودة الدخل. فقد أضحى بإمكان أبناء الأحياء الشعبية في عدة مدن مغربية، والمحمدية نمودج لذلك، ولوج فضاءات هذه الرياضة التي حملت في الذاكرة الرياضية وصف رياضة النخبة. في النادي الملكي آنفا – المحمدية، وكما عاينت جريدة « الاتحاد الاشتراكي» زوال أول أمس الأربعاء، قرابة ثمانين طفل وطفلة يمارسون الغولف في مقر النادي في أجواء جميلة ومشجعة وتحت إشراف محمد مقرون البطل السابق ومساعديه، وتحت رعاية خاصة وحضور مباشر لرئيس وأعضاء المكتب المسير للنادي الملكي آنفا – المحمدية. أحمد، طفل بعشر سنوات، يقطن في حي « الراشدية» الشعبي بمنطقة العاليا، بدا منشرحا وهو يجيب على سؤال الجريدة حول سر اختياره لهذه الرياضة: « لأني متفوق في مدرستي وأحصل على معدلات ونقط جيدة، وعندما طلب منا أشخاص قيل لنا أنهم من الغولف وحلوا بمدرستنا عن وجود رغبة لدينا لممارسة هذه الرياضة، لم أتردد لأني أحب الغولف وأشاهده في التلفزيون. والدي رحب بالفكرة، وأنا الآن أتدرب كل أربعاء وسبت، كما أشارك في بعض المنافسات وأسافر لمدن أخرى عدة مرات». وعن حقيبة التجهيزات المكلفة ماديا، أضاف الطفل أحمد: كل شيء متوفر هنا في النادي، لقد منحنا المسؤولون هنا كل ما نحتاج إليه من تجهيزات وبدل وغيرها من اللوازم الرياضية، كما أننا ندرس في قاعة موجودة بالنادي، المبادئ الأولى لهذه الرياضة. عدد كبير من الأطفال يوجدون في نفس حالة الطفل أحمد. جلهم ينحدرون من أسر بسيطة اجتماعيا، ومن أحياء المحمدية الشعبية، يزاولون رياضة أحبوها ووجدوا في النادي الملكي آنفا – المحمدية الأبواب مفتوحة ومجانا لممارستها. عددهم يفوق ثمانين لاعب مبتدئ، وفر لهم المكتب المسير للنادي كل الظروف الجيدة بالرغم من أن النادي، كما جاء في توضيح للرئيس وأعضاء المكتب المسير، يجد صعوبات بالغة في توفير الميزانية المطلوبة للاستجابة لمتطلبات الأكاديمية وهي الميزانية التي تتراوح قيمتها ما بين مليون ومليونين درهم في السنة. ولتجاوز هذه الصعوبات، يعكف المكتب حاليا على التواصل مع بعض المؤسسات الاقتصادية من أجل إقناعها بالانخراط في دعم الأكاديمية. يذكر أن أكاديمية المحمدية وتحمل اسم الرئيس الراحل للنادي « صالح قبوض» والتي تأسست قبل خمس سنوات، بدأت تمنح كل سنة مواهب واعدة في رياضة الغولف حيث أبان عدد منهم عن مؤهلات جيدة جعلت الجامعة تلحقهم بالمنتخبات الوطنية كما هو الحال عند اللاعبين أمين خراز والمهدي الفاخوري خريجي الأكاديمية.