أكدت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» نبأ تمكن مصالح مديرية المياه والغابات لإفران، مساء الجمعة الماضي، سادس أكتوبر 2017، من إيقاف سيارة من نوع بيكوب، محملة بكمية كبيرة من الأخشاب المسروقة، عبارة عن حطب للتدفئة من شجر البلوط الأخضر اليانع، ولم تتوصل مصادرنا إلى حقيقة الوجهة التي كانت السيارة في الطريق إليها، بينما لم يفت هذه المصادر الإشارة إلى أن عملية الإيقاف تمت بناء على معلومة توصلت بها المديرية حول موضوع الشحنة المهربة، وتم إيفاد عناصر منها إلى الموقع المسمى «إسوال»، ووضع حاجز على الطريق للحيلولة دون تغيير السيارة المشبوهة لمسارها، ليتم «اصطيادها» وهي محملة بالخشب المهرب بطريقة غير مشروعة. وأثناء عملية تحديدها لهوية السائق ومرافق له، كم كانت مفاجأة عناصر مديرية المياه والغابات كبيرة، بعد وقوفها على أن المرافق ليس سوى عون بمركز التنمية الغابوية لعين اللوح، والذي وصفته مصادرنا من المنطقة ب «الذراع اليمنى للمسؤول عن هذا المركز»، وعبرت عن شكوكها في أن الفضيحة تكون قد تمت بعلم هذا الأخير. وبعد تعميق البحث في مصدر الأخشاب المهربة، توصل المحققون إلى أنها مقطوعة من موقع «تمروت» وسط غابات عين اللوح، باستعمال منشار آلي لتسريع وتيرة الجريمة، دون أن تستبعد ذات المصادر وجود كميات أخرى من الأخشاب ظلت بمواقع مختلفة من مسرح الواقعة. وفور ذلك، تم اعتقال السائق ومرافقه، واقتياد السيارة والأخشاب المحجوزة بالمستودع القروي لجماعة وادي إفران، في أفق استكمال المساطر القانونية الجاري بها العمل، واحتمال إحالة المعنيين بالأمر على العدالة لاتخاذ ما تراه مناسبا في حقهما، علما بأن غابات المنطقة لاتزال تتعرض إلى استنزاف ممنهج من قبل عصابات ومافيات منظمة، وأحيانا تتم عمليات السرقة والتخريب بتواطؤ مع جهات معلومة، بالنظر لما تتوفر عليه هذه الغابات من أجود الأشجار، خاصة شجر الأرز، إلا أنه لم يكن أي أحد بالمنطقة يتوقع أن يكون «حاميها حراميها» هذه المرة. ولم تمر الواقعة دون عودتها بالأذهان إلى شهر نونبر من عام 2015، حيث تم ضبط جرار، بغابة أحلال، في ملكية مصالح إدارة المياه والغابات بجماعة عين اللوح، محملا بكمية كبيرة من خشب الكروش الموجه للتدفئة، وكم كانت دهشة الجميع قوية في ادعاء المهربين أن «شحنة الخشب كانت في طريقها لقائد المنطقة»، ما كان طبيعيا أن يرفع من درجة الاهتمام بالفضيحة بين أوساط المنادين بحماية الثروة الغابوية. ويشار إلى أنه قبل مدة قصيرة من العملية المذكورة، سبق لمصالح المياه والغابات أن وضعت يدها على جريمة بيئية فادحة بموقع «تاكونيت»، تم خلالها ضبط عملية تهريب 160 عمودا من خشب الأرز، كانت في طريقها لأشخاص رحل يقومون باقتنائها لتشييد بيوتها، وهي الكارثة التي دعت بعض الفعاليات الجمعوية والبيئية إلى إعلاء استنكارها الشديد، والدخول على الخط للمطالبة بتشديد الجزاءات ومحاسبة المتورطين، مع فتح تحقيق شامل حول ظروف وملابسات هذه الفضيحة؟ وخفايا قطع الكمية المذكورة بتلك السهولة؟ إلى غيرها من الاستفهامات المحيرة. وكانت ساكنة عين اللوح، قبل أشهر معدودة، قد استبشرت بإيفاد لجنة مركزية إلى المنطقة للتحقيق في ما تتعرض له الثروة الغابوية من استنزاف وتخريب ممنهجين، وفي مكامن الخلل بمركز عين اللوح الذي تشهد موارده الطبيعية تصاعدا خطيرا في أعمال التخريب والتهريب، سيما «في الفترة الممتدة تحت إمرة المسؤول الحالي»، على حد مصادر متتبعة للشأن العام المحلي.