على ضوء ما انفردت «الاتحاد الاشتراكي» بنشره حول تداعيات ضبط جرار، تابع للمياه والغابات بعين اللوح، وهو محمل بكمية خشب التدفئة المهرب من محمية غابوية، وما تلا ذلك من تطورات لم يفلح المتورطون في احتوائها، كان الرأي المحلي بالمنطقة قد استبشر خيرا بما راج من أنباء تتحدث عن قرارات تم تسطيرها لمساءلة ومعاقبة المتورطين والفاسدين الغابويين، إلا أن كل ما تم تداوله لم يكن سوى «إشاعات»، إذا لم يكن خلف الأمر «مظلات» تقي هؤلاء من حر المحاسبة وقر المسؤولية، في حين كشفت مصادرنا، دخول مصالح الداخلية على الخط في تكليف عيونها بعين اللوح، من شيوخ ومقدمين، خلال الأيام القليلة الماضية، بمهمة جمع ما يمكن من المعلومات والمعطيات حول وضعية غابات المحمية. وفي الوقت الذي كان فيه الجميع ينتظر حلول لجان للتقصي والتحقيق في الدمار والتخريب الذي تعرضت له المحمية المذكورة، تمت طمأنة المتورطين الرئيسيين في مأدبة عشاء، أقيمت بمأوى يقع ب «اجعبو»، وحضرها ثلة من الشخصيات، يتقدمهم وزير الشباب والرياضة الذي يعتبر بمثابة إطار وازن بقطاع المياه والغابات، إلى جانب رئيس المجلس الإقليميلإفران ورئيس المصلحة بعين اللوح والمسؤول الأول عن المحمية، حيث انصب النقاش تلك الليلة حول المقال المنشور بجريدتنا، على حد ما أكدته مصادرنا. وصلة بالموضوع، لم يفت ذات المصادر الإشارة إلى أن مالك المأوى المعلوم تربطه علاقات وطيدة بالوزير ورئيس المجلس الإقليميلإفران، وليس من المستبعد أن يكون أحدهم قد لعب دور «الإطفائي» خلف ستار الفضائح، بينما عاينت بعض مصادرنا بعض سيارات «بيكوب» محملة بخشب التدفئة وهي تتردد على المأوى المعروف بسهراته الليلية و»ضيوفه» المعروفين، رغم التشكيك في عدم توفره على أي ترخيص. وكم كانت مفاجأة الجميع كبيرة أمام تمكن صاحب المأوى من توظيف أحد أقربائه مكان عامل بالإنعاش الوطني الذي سبق طرده من عمله بالمحمية، وحرمانه من قوته اليومي، بتهمة «تسريب فضيحة الخشب المهرب على جرار الدولة»، رغم أن وظيفة ضحية الطرد لا تتعدى الاشتغال تحت إمرة رؤسائه المتورطين والمسؤولين المستفيدين من الغنيمة الغابوية، وقد قام بوضع مراسلة له على مكاتب المندوب السامي للمياه والغابات، عامل إقليمإفران، قائد عين اللوح، وهو يفجر فيها ما جرى ويجري بالمحمية من فضائح على يد المتورطين الذين اختاروا التضحية به.