سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لجنة بعين اللوح للتحقيق في ما فضحته «الاتحاد الاشتراكي» حول تورط غابويين وراء تهريب أخشاب تدفئة، واكتشاف «مستودع» جديد .. اعتقال وتعذيب فاعل جمعوي قام، على ضوء جريدتنا، بالتقاط صور من الغابة المحمية
فور انفراد «الاتحاد الاشتراكي»، يوم الأربعاء 2 دجنبر 2015، بنشر فضيحة ضبط جرار، في ملكية مصالح إدارة المياه والغابات بعين اللوح، محملا بكمية كبيرة من خشب الكروش الموجه للتدفئة، شُكّلت لجنة إقليمية برئاسة المدير الإقليمي للمياه والغابات، زارت محمية «غابة أحلال» المشار إليها بجريدتنا، ووقفت ميدانيا على أثار الجريمة المقترفة بالموقع الغابوي، ولم تتوقع أن تكتشف عدة أطنان من خشب التدفئة المهرب وهي بداخل إسطبلات كانت قد شيدت أصلا لفائدة الكسّابين، وأمامها امتدت أصابع الاتهام، من جديد، للحراس الذين تقرر توقيفهم، صبيحة الاثنين الماضي، وهم من العاملين بالإنعاش الوطني التابع لمصالح عمالة إقليمإفران، وتحت إمرة قائد عين اللوح. وارتباطا بالموضوع، كشفت مصادرنا أن نفس الجرار، التابع لمصالح المياه والغابات، قد عمدت عناصر غابوية إلى استعماله في شحن ما تبقى من الخشب داخل المحمية، والذي كان مودعا في أماكن يصعب العثور عليها، ليتم إلحاقه بما تم حجزه ب «غابة أحلال»، يوم الاثنين 30 نونبر المنصرم، أي اليوم الذي ضبطت فيه «فضيحة الجرار»، وقد جرت عملية الشحن الإضافي، يوم الأحد 6 دجنبر 2015، عندما كانت فيها الأنظار متجهة صوب المحكمة الابتدائية بأزرو التي كانت تنظر لحظتها في ملف فاعل جمعوي تم اعتقاله بالمحمية يلتقط صورا لآثار الأشجار التي تم اجتثاثها، بناء على ما اطلع عليه من خلال صفحات جريدتنا. الفاعل الجمعوي المشار إليه، محمد السباعي، صرح لمصادرنا، بعد الإفراج عنه، بأنه لم يقم بعملية التصوير إلا باعتباره من الفاعلين المهتمين بالمجالين البيئي والمحلي، وقد سبق له أن أخطر الجهات المسؤولة أكثر من مرة بما تعرفه الثروة الغابوية من تجاوزات وفوضوية، مؤكدا أنه صرح للدرك بأن انتقاله إلى المحمية للمعاينة والتصوير قد جاء بدافع من المقال الصادر على صفحات «الاتحاد الاشتراكي»، حسب قوله، وكم كانت مفاجأته كبيرة لحظة تطويقه من طرف حراس غابويين ورئيس لهم، ثم قائد المنطقة الذي حضر إلى جانب عناصر أمنية، وموازاة مع مزاعم إصلاح ذات البين، كان أحدهم يلتقط صورا لمنصات القنص ورمي القرص لغاية نسبها له من باب قلب الحقائق. ووفق مصادر «الاتحاد الاشتراكي» دائما، أكد الفاعل الجمعوي عملية نقله نحو مركز الدرك الملكي، وما تعرض له من معاملة سيئة وأعمال تعنيف على يد أحد الدركيين، بصورة تعود إلى العهد البائد، وذلك إلى حين تقديمه، يوم الأحد الماضي، أمام نائب وكيل الملك بابتدائية أزرو، في حالة اعتقال، حيث تم الاستماع له وللحراس الغابويين، مشيرا من جديد إلى مقال جريدتنا الذي كان دافعا له لمعاينة الخراب الذي لحق بالغابة، ومدليا بالصور التي التقطها، ومتهما المسؤولين على حراسة الغابة بالتصرف في المحمية حسب هواهم، وكم استبشر خيرا عند تأكده من أن الصور التي التقطها لم يجرؤ أحد على مسحها. ومباشرة بعد الإفراج عنه، أكدت مصادرنا أن إتمام البحث مع المعني بالأمر سيُستأنف، يوم الأربعاء 9 دجنبر 2015، لدى مركز الدرك الملكي بعين اللوح بتعليمات من نائب وكيل الملك، وأمام المؤازرة الواسعة التي لقيها المعني بالأمر من طرف العديد من الهيئات السياسية والحقوقية والجمعوية بالمنطقة، لوّح هذا الأخير، بأنه سيقوم بمتابعة المعتدين عليه قضائيا، لمحاولتهم تضليل العدالة بغاية الإيقاع به والزج به في ظلمات السجن، ولم يفته التأكيد على حقيقة ما ورد ضمن مقال «الاتحاد الاشتراكي»، وأنه تمكن من التوغل في الغابة المعنية وغير المسيّجة أصلا، والتقاط أزيد من 20 صورة تُظهر هول الكارثة التي لحقت بالأشجار، ومنها شجر البلوط اليانع، قبل أن يفاجأ بإيقافه تعسفا من طرف الحراس الغابويين، حيث قام اثنان منهم بتعنيفه جسديا ومصادرة آلة تصويره وهاتفه النقال، وهددوه على أساس اقتحامه المحمية.