بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب، وبمبادرة من المجلس البلدي لمدينة ابن احمد وبتنسيق مع المندوبية السامية للمقاومة وأعضاء جيش التحرير ترأس السيد المصطفى الكثيري المندوب السامي للمندوبية بمقر بلدية ابن احمد أنشطة متنوعة تخلد للذكرى و للمقاومة المزابية، استهلت بندوة علمية استحضر فيها المحاضرون اسماء بعض المقاومين الذين خلدوا اسماءهم في بعض المحطات البارزة في مقاومة المستعمر والتصدي لمخططاته الارهابية، كما تم تكريم بعض من نساء ورجال المقاومة بالمنطقة عربون تقدير وعرفان بالتضحيات الجسام التي اسدوها للوطن ولمقدساته، حيث سلمت لذويهم لوحات تذكارية رمزية وإعانات مالية، كما أشرف السيد المندوب على وضع الحجر الأساس بحديقة مقر البلدية لتشييد نصب تذكاري لوثيقة المطالبة بالاستقلال ترسيخا لثقافة صون الذاكرة التاريخية، وأيضا اعتزازا وفخرا بالفقيه الحمداوي التاغي ابن المنطقة أحد الموقعين عليها، كما أعطى السيد المندوب موافقته المبدئية على تشييد فضاء تربوي وتثقيفي ومتحفي للمقاومة وجيش التحرير بالمدينة بشراكة مع المجلس البلدي. الندوة العلمية تناولت بعض المحطات البارزة لمقاومة قبائل امزاب للمحتل الفرنسي من وادي زم إلى الدارالبيضاء التي قدم عناوينها الكبرى السيد رئيس المجلس البلدي مبرزا أهمية ودواعي استحضار الذاكرة التاريخية لمنطقة ابن احمد مناشدا مختلف المهتمين والمعنيين إلى تكثيف الجهود من أجل رد الاعتبار إلى هذه المنطقة التي لم تنل حظها الاوفر للعناية برأسمالها اللامادي والتنموي...، وفي كلمته الافتتاحية للندوة العلمية، استحضر السيد المندوب السامي نضالات وبطولات قبائل امزاب الكبرى بالشاوية، التي اعتبرها مشتلا للمقاومة وللثقافة ...مذكرا بمساهمة ابطالها المقاومين في حركة الفداء والتحرير بقوة وشجاعة وإيمان في صفوف المقاومة بكثافة، وخوضهم غمار المظاهرات والانتفاضات الشعبية بشهامة وإقدام وتضحية مسترخصين كل غال ونفيس في سبيل عزة الوطن وكرامته والدفاع عن مقدساته الغالية مخلدين صفحات مشرقة في ملحمة الكفاح الوطني. كما حث مختلف الفاعلين من منتخبين ومجتمع مدني وهيئات تربوية وحقوقية وثقافية إلى ايلاء عناية كبرى بالتربية على القيم الدينية والاخلاقية والوطنية والانسانية صونا للذاكرة التاريخية الجماعية، وسيرا على مبادئ المقاومة والنضال من أجل وحدة الوطن ذكر السيد المندوب في كلمته بالقضية الوطنية الاولى وبتوجيهات جلالة الملك محمد السادس في خطاب العرش الاخير الداعية إلى اليقضة والتعبئة الجماعية الاستباقية لجميع المغاربة كل من موقعه لافشال كل مناورات ومؤامرات خصوم وحدتنا الترابية. الاستاذ الجامعي علال لخديم ركز في عرضه على بعض الوقائع المشهورة التي التي برز فيها أبناء امزاب الكبرى ( امزاب و اعشاش ) في مقاومة الاحتلال الفرنسي سنتي 1907 و1908 في انتفاضة ضد مجزرة الدارالبيضاء التي احبط المجاهدون مخططات الاحتلال رقم تفوق العتاد والعدد، مبرزا مشاركة ابناء قبائل امزاب في كل معارك الدارالبيضاء والشاوية مشاركة فعالة وقوية ، ذكر المحاضر بعضهم منهم «محمد ولد بوعبيد» من قبيلة اولاد عتو اعشاش باولاد امحمد الذي كان قائدا وراميا يتقدم الصفوف الامامية في معركة 28 غشت 1907 بدار بوعزة. وقد توفي سنة 1909 مسموما بفاس في كمين هيأه له القنصل الفرنسي. مضيفا أن استماتة المقاومة وعدم تحقيق النصر السريع الذي كان يتوقعه المحتل بأقل عدد واقل عتاد سرع في اتخاذ سلطات الاحتلال قرار عزل الجنرال «كرود» وعينت مكانه جنرالا سفاحا اسمه «داماد» الذي ارتكب عدة مجازر انتقامية لتجفيف منابع المقاومين منها مذبحة مكارطو أولاد امحمد .. نواحي ابن احمد. محمد الغازي باحث في تاريخ المنطقة تناول جانبا من نضالات ومقاومة قبائل اولاد فارس اولاد امراح سنتي 1907 و1908 مبرزا بعض الوقائع التي انطلقت شرارتها العفوية بمقتل شيخ باولاد فارس حيث تزعم ابنه الصحرواي بن المعطي شرارة المقاومة باولاد فارس وامتدت لتنخرط في معارك الدارالبيضاء لاسيما معركة دار بوعزة. كما ذكر المحاضران مختلف الحركات التي شارك فيها ابناء امزاب كالهجوم الذي شنه المقاومون على بعض الاعيان الذين كانوا تحت طاعة الاحتلال الفرنسي الذين راكموا الثروات على حساب الجماعات. اليوم الاحتفالي بالمقاومة تميز بعرض صور تاريخية تؤرخ لبعض الوقائع ولبعض المقاومين من ابناء قبائل امزاب الكبرى كما تم عرض كتب مختصة بباحة البلدية. مبادرة استحسنها ابناء المنطقة وكذا المتتبعون والمهتمون بتاريخ المقاومة بامزاب، أملنا أن تتم رعاية هذه المبادرة وتطويرها بالانفتاح على البحث العلمي في التاريخ المحلي وتعميم التاريخ المشترك. وأملنا أن يخصص يوم تاريخي للنبش في تاريخ المجاهد الفقيه الحمداوي التاغي ابن الزاوية التاغية بحضور ذوي الحقوق بتنوير ابناء المدينة بتفاصيل من تاريخ هذا المناضل والاستفادة من كنوز مكتبته.