لعل من الظواهر الأكثر إثارة للاهتمام ما أصبح يعانيه عمال الشركة جراء طردهم من عملهم، والذي جاء نتيجة تواطؤ مكشوف وواضح للعيان، لا يحترم إنسانية الإنسان في الدفاع عن حقوقه بل قاعدته الأساس في التجاوب غالبا ما تكون مبنية على قرارات جائرة، وصم الاذان، وعدم الاكتراث، وفتل للعضلات بقرارات طائشة ليس فيها أدنى حد لتحمل المسؤولية وخصوصا ما يتعلق بطرد شركة SOS لعمال النظافة وبتواطؤ مكشوف من طرف المجلس الجماعي بالقصر الكبير، والذي نعرف خلفياته والمتجلية أساسا في رفضهم الانصياع لقرارات النائب الأول الطائشة واللامسؤولة إلى الانضمام إلى نقابته وهذا ديدنه وديدن من لا يركز على الحس الإنساني في التعاطي مع مثل هذه القضايا، والتي تتطلب البصيرة قبل اتخاذ أي قرار قد يشرد أسر،ويحرمهم من المعيش اليومي، وللتذكير فهم معتصمون ببلدية القصر الكبير لمدة تربو على شهر ونصف، بدون حوار معهم مبني على الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، ولا الاستجابة لبعض مطالبهم والمتجلية أساسا في الرجوع إلى عملهم بدون شروط مسبقة وهي كثير وأخطرها التوقيع على بياض في وثيقة الاستقالة وغيرها من القرارات المجحفة... إن أمر رصد الظواهر المستخفة بالمواطن كثيرة ومتعددة، فمن الطرد لعمال النظافة إلى الاستخفاف بالمواطنين، فالقاصد للمجلس الجماعي من أجل قضاء مآربه لا يجد ولا عضوا واحدا من المجلس البلدي. كل شيء معطل، وكأن هذا المجلس وبهذا السلوك يجعلك تتساءل عن الحس الإنساني في تحمل المسؤولية كذلك، وما أكثر الأشياء التي تضيع مصالح المواطنين بسببها، ويكفي مثالا واحدا من الأمثلة التي تتكرر يوميا، وهي أن أحد المسؤولين بقسم الأشغال وتحديدا عن المحروقات والمعروف بمناوراته المكشوفة لكل قاصد بابه من أجل قضاء بعض المصالح، لا تسمع منه إلا كلمات التسويف، فقد أصبح متفننا ويتقن فن المراوغات بامتياز لدلك كان استقراره في مقر عمله تفرضه ضرورات تستجيب لمن أوكلوا له هذه المهمة، وعلى مثل هؤلاء يعتمدون ، إلا أن الغريب في الأمر أن الانتقائية كذلك في التعامل مع الفئات الموالية للونهم السياسي. إن مثل هذه الظواهر وغيرها كثير ومتعدد ، بتعدد السلوكات التي يتفنن أصحابها بهذا المجلس، والذين أهملوا جوانب هامة تتعلق بمصلحة المواطنين حين وعدوهم أثناء حملاتهم الانتخابية ببرنامج انتخابي واعد يخلق شروط التنمية المستدامة ، ويجعل من المدينة تواكب التطورات الاقتصادية والاجتماعية عن طريق خلق مناصب الشغل ، والتخفيف من ظاهرة الباعة المتجولين عن طريق بناء أسواق نموذجية، وتحرير الملك العمومي من مستغليه سواء أكانوا أصحاب المقاهي أو غيرهم فأين هي الوعود ,أين هي الانجازات ونحن أمام العد العكسي للانتخابات الجماعية، أليس الصبح بقريب؟.. .