الشحنات جاءت من أمريكا الجنوبية، وأفرغت في السواحل المغربية، وتم تخزينها في ضيعات فلاحية بالصخيرات وتمارةوبوزنيقةوالناظور قال عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية بسلا، إن المكتب المركزي تمكن، أول أمس الثلاثاء، من حجز كمية غير مسبوقة من الكوكايين، تفوق قيمتها 2,5 طن بقيمة مالية تفوق 25 مليار درهم، أي ما يعادل 2,75 مليار دولار. وأضاف الخيام في ندوة صحفية عقدها،أول أمس بمقر المكتب المركزي للأبحاث القضائية بسلا، أن تتبع هذه الشبكة يرجع إلى سنة 2014، موضحا في هذا الصدد أن العقل المدبر لهذه الشبكة هما شخصان هولنديان من أصل مغربي يوجدان الآن بالسجن بعدما تم اعتقالهما في عمليات سابقة بين 2014 و2015. وأكد نفس المتحدث، الذي كان مرفوقا بأكبر مساعديه، أن العملية أسفرت لحد الساعة عن اعتقال حوالي 13 شخصا، مشددا في نفس الوقت على أن البحث مازال جاريا من أجل إيقاف متورطين آخرين ضمن هذه الشبكة التي تتلقى الشحنات من دول بأمريكا الجنوبية. وأشار مدير المكتب المركزي إلى معطى أساسي، وهو أن كمية الكوكايين المحجوزة هي كمية خام، مبرزا أن عملية تصنيعها ستتضاعف في ما بعد إلى حوالي 6 مرات. إلى هذا، أضاف الخيام أن عمليات الحجز أسفرت، أيضا، عن ضبط 105 كيلوغرامات من مخدر الحشيش بضواحي الناظور، ومبلغ مالي بالعملة الأوروبية يناهز 172.620 درهما (حوالي 17 ألف دولار)، بالإضافة إلى ثماني سيارات يشتبه في استخدامها لنقل وتهريب المخدرات والمؤثرات العقلية. و بخصوص وصول هذه المخدرات إلى المغرب، أوضح الخيام أن الشحنات التي تصل من دول أمريكا الجنوبية يتم تفريغها في السواحل المغربية، ويتم نقلها بكميات صغيرة إلى ضيعات فلاحية، حيث يتم تخزين جزء منها بضيعات على الطريق الساحلية بين تمارة والصخيرات، والجزء الأكبر بضيعة فلاحية بالقرب من "واد الشراط" بإقليم بوزنيقة، بالإضافة إلى كمية أخرى بإقليم الناظور. وذكر الخيام أن الكمية المحجوزة التي أدخلتها الشبكة إلى المملكة المغربية، تم ضبطها قرب ضيعات بواد الشراط، فيما تم توقيف المتهمين بكل من الناظور والدار البيضاء والصخيرات وتمارة، وتم حجز مبالغ 394 ألف أورو وناقلات و8 سيارات، كانت تستعمل في نقل جزء من المخدرات الموجهة للاستهلاك الداخلي. كما تم حجز بندقيتين وخراطيش وهواتف يتواصل بها تجار المخدرات عبر القمر اصطناعي، وأكد الخيام أن أعضاء شبكة الكوكايين كانوا يعملون بهذه الوسيلة للتواصل عبر البحر، واستفادت هذه الشبكة من خدمات الشبكات المخصصة للتهريب من الجنوب إلى الشمال. وأشار مدير المكتب المركزي إلى أن هذه العملية كانت موفقة، وتمت بتعاون وثيق وتنسيق مضبوط بين المكتب المركزي للأبحاث القضائية والمديرية العامة للأمن الوطني، وهذا يبين يقظة المصالح الأمنية المغربية، على حد تعبيره.