اكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" و"منظمة العفو الدولية" الحقوقيتان الجمعة إن السلطات السعودية اعتقلت خلال الفترة الماضية اكثر من 20 شخصا بينهم رجال دين بارزون، في إطار ما اعتبرتا انها حملة منسقة ضد حرية التعبير. وبحسب "هيومن رايتس ووتش"، لم تكشف السلطات عن أسباب محددة للتوقيفات، لكن مديرة قسم الشرق الأوسط في "هيومن رايتس ووتش" سارة ليا ويتسن رات ان حملة الاعتقالات هذه تحمل "دوافع سياسية". وقالت "منظمة العفو الدولية" ان حملة الاعتقالات هذه هي الاكبر خلال اسبوع واحد منذ سنوات، مشيرة الى توقيف اكثر من 20 شخصا واقتيادهم الى جهات غير معلومة. واوضحت "على مر السنوات الماضية، لم نشهد اسبوعا جرى خلاله اعتقال هذا العدد الكبير من الشخصيات السعودية المعروفة في وقت قصير، معتبرة ان اوضاع حقوق الانسان في المملكة تراجعت منذ اعلان الامير محمد بن سلمان وليا للعهد في يونيو. اعتقلت السلطات السعودية 20 شخصا على الأقل، بينهم الداعيان البارزان سلمان العودة وعوض القرني، بحسب ما أعلن أفراد من عائلاتهم وناشطون. وأفاد ناشطون أن الاعتقالات بدأت منذ التاسع من سبتمبر وشملت ستة رجال دين وشقيق العودة، خالد. ورجحت المصادر أن يكون سبب توقيف خالد العودة تأكيده عبر موقع "تويتر" الاثنين أن شقيقه سلمان تعرض الى الاعتقال. واعتقل الداعية البارز بعدما رحب بأول اتصال جرى بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بعد جفاء دام ثلاثة أشهر. وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر منذ الخامس من يونيو وفرضت عقوبات اقتصادية عليها، متهمة اياها بدعم مجموعات متطرفة والاخوان المسلمين والتقرب من ايران. وبعد مرور مئة يوم على الازمة الاسوأ في الخليج منذ عقود، لا يرى خبراء آفاق حل لها ويرجحون استمرارها حتى العام 2018 وربما بعده. ولدى عودة والقرني ملايين المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي. وكانا عارضا وجود قوات أميركية في المملكة خلال حرب الخليج عام 1991. واتهم القرني بالارتباط بجماعة الإخوان المسلمين، التي تدرجها السعودية على لائحة الإرهاب. وفي السياق ذاته، منعت صحيفة "الحياة" الكاتب والصحافي السعودي البارز جمال خاشقجي من الكتابة فيها، على ما يبدو بسبب نشره تغريدات عبر "تويتر" دافع فيها عن الإخوان المسلمين. وذكر حساب على "تويتر" تحت اسم "معتقل" يديره ناشطون معارضون للحكومة السعودية، أسماء 21 شخصا على الأقل تم اعتقالهم حتى الآن، معظمهم رجال دين. ورجح القائمون على الحساب تضاعف أعداد الموقوفين خلال الأيام المقبلة، دون أن يذكروا مصادر معلوماتهم فيما أطلقوا عريضة للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين. وأشارت منظمة "هيومن رايتس ووتش" إلى عدم وجود معلومات مباشرة لديها بشأن الاعتقالات، إلا أنها رجحت بأن تكون على ارتباط بمساعي الأمير محمد بن سلمان لتعزيز سلطته. وقال الباحث في شؤون الشرق الأوسط لدى المنظمة الحقوقية آدم كوغل لوكالة فرانس برس "ما يمكنني قوله هو أن التوقيفات تعكس بشكل كبير طريقة تعامل السعودية مع المعارضة السياسية أو الدينية".