عقد منخرطو الرجاء الرياضي مساء أول أمس الأربعاء اجتماعا بالدار البيضاء، بدعوة من الرئيس السابق محمد بودريقة، أفضى إلى تشكيل لجنة رباعية، تضم كلا من خالد الإبراهيمي ونور الدين بلعوباد وإدريس عدلي وبنيعقوب سماطو، كلفت بعقد اجتماع مع الرئيس الحالي، سعيد حسبان. وحسب مصدر مطلع، فإن هذه اللجنة أسندت إليها مهمة التفاوض مع الرئيس الحالي حول نقطة أساسية، وهي تحويل الجمع العام ليوم 12 أكتوبر المقبل من عادي إلى استثنائي، مع فتح باب الترشيحات وفق الضوابط القانونية. ومن المرجح أن تكون هذه اللجنة قد جالست حسبان أمس الخميس، وحددت معه خارطة طريق الفريق، في أفق التوصل إلى رؤية موحدة بغاية وضع حد للخلافات التي قسمت الأسرة الرجاوية. وكشف مصدرنا أن بودريقة أعلن رسميا خلال اجتماع أول أمس عن ترشحه لرئاسة الفريق، غير أنه لم يحصل على دعم مباشر من المنخرطين، بعدما أكدوا له أن هذا الاجتماع كانت الغاية منه توحيد الصف الرجاوي، وإنهاء حالة الانقسام. وشدد المنخرطون على وقوفهم على نفس المسافة بالنسبة لكافة المرشحين المحتملين لقيادة الفريق، بمن فيهم حسبان إذا ما أراد الاستمرار في منصبه، بشرط تقديم لائحة تنال إجماع الأسرة الرجاوية، ووفق برنامج عملي لحل مشاكل الفريق. وعاب مصدرنا على الرئيس كثرة خرجاته الإعلامية، حيث أكد أنه عقد ندوات صحافية أكثر من اللقاءات التواصلية مع المنخرطين، إذ كان يتعين عليه جمع البرلمان الرجاوي، وأن يكون هناك تفكير جماعي من أجل الوصول إلى حلول علمية، بدل نشر غسيل الرجاء على صفحات الجرائد والمواقع الإلكترونية. وأكد المصدر نفسه على أن الأسرة الرجاوية مطالبة بتوحيد كلمتها، ونبذ كل أشكال الخلافات التي دفعت العديد من المنخرطين إلى جمع عريضة تضم توقيع أكثر من ثلثي المنخرطين، وقامت بكافة الخطوات اللازمة لعقد جمع عام استثنائي يوم 06 شتنبر الجاري، لكنه فشل في نهاية المطاف، بعدما تعذر الوصول إلى النصاب القانوني، ليتأجل عشرة أيام في مشهد كاريكاتوري، شهد بعض المظاهر المسيئة للفريق، حيث رفض بعض المنخرطين ترؤس محمد صغرور، رئيس اللجنة التحضيرية، لأشغال الجمع العام. وساعات بعد ذلك، قدم أعضاء اللجنة التحضيرية استقالتهم، احتجاجا على ما تعرضوا له من تجريح، الأمر الذي ساهم في تعميق هوة الخلاف داخل البيت الرجاوي، وكان من تبعات ذلك تأجيل الجمع العام العادي، الذي كان مقررا يوم 19 من الشهر الجاري، إلى يوم 12 أكتوبر. واستغرب المنخرطون حالة الارتباك التي وجد عليها المكتب المسير نفسه، حيث أن أحد أعضائه أعلن أن جمع 12 أكتوبر سيكون استثنائيا، في حين أكد الموقع الرسمي على أنه عادي. يذكر أن الرجاء البيضاوي يعيش أزمة مالية خانقة، حدت كثيرا من طموحاته، وأنتجت العديد من المظاهر التي أثرت على صورة الفريق، حيث أضرب اللاعبون عن التداريب احتجاجا على تأخر مستحقاتهم، وسرب المكتب المسير لائحة تتضمن حجم المكافآت التي يتوصل بها اللاعبون، ما دفعهم إلى عقد ندوة صحافية استنكروا فيها الأمر واعتبروه اعتداء على حقوقهم الخاصة، وأيضا التلاسنات بين المدرب السابق امحمد فاخر وأعضاء من المكتب المسير، فضلا عن الحجز القضائي على الحسابات البنكية للفريق، بالإضافة إلى استخلاص الرئيس لواجبات الانخراط نقدا، كلها مظاهر قزمت صورة الرجاء وأعادته إلى الوراء، بعدما كان قاطرة الكرة المغربية، ونموذجا يحتذى به في التدبير المعقلن.