اختتمت فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان «ثويزا» بطنجة، مساء الاحد، بعروض موسيقية مغربية وافريقية متنوعة عرفت حضورا جماهيريا قياسيا. فقد تابع واستمتع جمهور مهرجان «ثويزا» باعداد كبيرة ، فاقت ما تم تسجيله خلال الدورات السابقة، بعروض موسيقية متنوعة عكست غنى وتنوع الروافد الموسيقية، أحيتها اسماء فنية وازنة من المغرب والجزائر وبلدان افريقية ،من ضمنهم عائشة تشنويت وصابيرن وتغراست والدوزي ومجموعة إثران وسوار والسينغالي اسماعيل لو ومجموعة افريقيا يونايتد والجزائري الشاب مامي. ورغم اختلاف هذه الألوان الموسيقية وتنوع ريبيرتواراتها الغنائية ولغاتها والمواضيع التي تطرقت اليها، فقد تجاوب معها الجمهور بشكل عكست الذوق الراقي للجمهور المغربي ومسايرته للموجات الموسيقية الافريقية والوطنية المتنوعة، وهو ما عكس الشعار الذي حملته دورة المهرجان «افريقيا للأفارقة» والامتداد الافريقي للمغرب في بعده الانساني والفكري والثقافي، عبرت عنه الموسيقى في أنبل تجلياتها وحلقت باستحقاق وتميز كبيرين في كل فضاءات المهرجان التي غطت مواقع كثيرة من مدينة البوغاز. وموازاة مع ذلك تضمن برنامج المهرجان خلال نهاية الاسبوع المنصرم فقرات ثقافية مختلفة من ندوات وحلقات نقاش وموائد مستديرة شارك فيها باحثون ومفكرون مغاربة وأجانب، وهمت مختلف القضايا الادبية والاقتصادية والفكرية والسياسية التي تستأثر باهتمام الرأي العام الافريقي، كما لامست المؤهلات البشرية والطبيعية التي تزخر بها القارة السمراء وقضايا الهجرة وحقوق الانسان والرهانات الهوياتية لافريقيا من أجل تقريب وجهات نظر الفاعلين الافارقة والمساهمة في مواجهة التحديات الآنية والمستقبلية المطروحة أمام شعوب القارة. وكانت الدورة ،التي أشرفت على تنظيمها مؤسسة المهرجان المتوسطي للثقافة الأمازيغية ،قد انطلقت الخميس الماضي وتضمن برنامجها فقرات متنوعة منها تنظيم وصلات موسيقية افريقية وسهرة الراب بمشاركة المغنيين المغربيين العربي ومسلم وصبيحة للاطفال الافارقة وجلسة حوار في موضوع «افريقيا بعيون جيلها الجديد من البرلمانيين»، وندوة حول موضوع «إفريقيا للأفارقة.. عبر من أعماق التاريخ» وتقديم كتاب «بلاد الريف وحاضرة نكور». كما احتوى برنامج التظاهرة على عدة سهرات أحياها كل من عبد الواحد القصري وأم الربيع أحيدوس وگناوة إكسبريس ومجموعة صنهاجة سراير وتيفيور تجاوب معها جمهور غفير حج بكثافة من مختلف مدن المغرب. وحسب المنظمين، فإن المهرجان يشكل حدثا سياحيا وثقافيا بامتياز يواكب الطفرة البنيوية والتنموية التي تعرفها منطقة طنجة الكبرى والتي تتعزز من سنة لأخرى كوجهة سياحية وطنية مهمة تستقطب اهتمام اعداد كبيرة من السياح المغاربة والاجانب.