افتتحت بطنجة فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان "ثويزا"، الذي تشرف على تنظيمه مؤسسة المهرجان المتوسطي للثقافة الأمازيغية، والذي يتواصل إلى غاية بعد غد الأحد، بمشاركة مكثفة لمفكرين وفنانين مغاربة وأفارقة من مختلف الاهتمامات الفكرية والأدبية والفنية. وقال مدير المهرجان، عبد المنعم بري، بمناسبة حفل الافتتاح، الذي حضرته عدة شخصيات سياسية وفكرية ومنتخبون، إن اختيار شعار الدورة "إفريقيا للأفارقة" جاء من منطلق ارتباط المغرب الجغرافي والاقتصادي والاجتماعي بالقارة السمراء، وتأكيد الامتداد الإفريقي للمغرب في بعده الإنساني والفكري والثقافي، وتجاوبا مع سعي المملكة إلى تقوية التعاون جنوب - جنوب، وتعزيز أواصرها، في مختلف تمظهراتها، مع الدول الإفريقية التي تجمعها وإياها العديد من القواسم المشتركة، وانسجاما مع المبادرات الملكية الرشيدة التي كللت، مؤخرا، بزيارات ناجحة بكل المقاييس لعدد من الدول الإفريقية الصديقة. كما أعلن خلال كلمة قصيرة له في افتتاح المهرجان عن أن تخصيص جزء من مداخيل "ثويزا" لدعم فلسطين، بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، كما سيحتضن المهرجان فرقة فلسطينية بالمناسبة، كأحد أنواع الدعم المقدم لأهل فلسطين الذين يتعرضون للعدوان الإسرائيلي، وهو ما لاقى تجاوبا كبيرا لدى الحضور. في السياق ذاته، أضاف بري أن تنظيم هذا المهرجان يشكل حدثا سياحيا وثقافيا بامتياز، يواكب الطفرة البنيوية والتنموية التي تعرفها منطقة طنجة الكبرى، والتي تتعزز من سنة لأخرى كوجهة سياحية وطنية مهمة تستقطب اهتمام أعداد كبيرة من السياح المغاربة والأجانب. وتضمن برنامج اليوم الأول من هذه الفعالية تنظيم وصلات موسيقية إفريقية، وسهرة الراب بمشاركة المغنيين المغربيين العربي ومسلم تجاوب معها جمهور غفير حج بكثافة من مختلف مدن المغرب.. فيما يشتمل المهرجان على فقرات ثقافية وفنية متنوعة من ندوات وأمسيات وسهرات غنائية، مفتوحة في وجه العموم بالمجان، يؤطرها ويشارك فيها باحثون ومفكرون وموسيقيون ومطربون مغاربة وأجانب. وستتواصل هذه الفعاليات بلقاء فكري "في رحاب خيمة شكري .. محمد شكري بصيغة إسبانية"، بحضور كتاب وأصدقاء الكاتب المغربي الراحل وتنشيط الشاعر والإعلامي عبد اللطيف بنيحيى.. كما يتضمن برنامج المهرجان الإقصائيات النهائية لمسابقة "مواهب ثويزا 2014"، ولقاءات إفريقية كفضاء جمعوي دولي للتبادل حول الثقافة والهجرة وحقوق الإنسان بتأطير من لولا بانون (الشبكة الدولية للحقوق والتنمية) ومارسيل أمييتو (جمعية إفريقيا الثقافية المغرب) ودونيا بنسليمان (جمعية جذور - المغرب) وهيلينا مالينو (المشي عبر الحدود) وامحمد المرزكيوي (مركز الثقافة والأبحاث الأمازيغية - طنجة) وخديجة سوراي وسيلفيا كوارلي (جمعية تبادل) ومارتيل طالفو (جمعية بوخالف للأفارقة جنوب الصحراء - طنجة) وإريك فوفو (مجموعة يد على القلب). وستنظم في سياق المهرجان ندوة في موضوع "الأمازيغية، إفريقيا .. رهانات هوياتية" يشارك فيها كل من محمد بودهان من المغرب، وستيفاني بويسل من تونس، وعبد الرحمان العيساتي من هولاندا، وكمال الدين فخار من الجزائر، وموسى إغ طاهر من مالي، وسيكرم في إطار هذه الندوة كل من محمد الشامي ومريم الدمناتي، قبل أن يلتقي جمهور طنجة مع سهرة موسيقية يحييها كل من ديزو بلاتجي من جنوب إفريقيا، وإيدر من الجزائر والفنان المغربي سعد لمجرد. اليوم الثالث من هذه التظاهرة يعرف برمجة صبيحة للأطفال الأفارقة، تليها جلسة حوار في موضوع "إفريقيا بعيون جيلها الجديد من البرلمانيين" سيؤطرها كل من نتومبنهال بربتيا مسيزا من جنوب إفريقيا، وكريميرا جون طييري من رواندا، وأدجمبكا أجبيسي ثيوفيل من الطوغو، وعلي اليازغي وعبد اللطيف برحو وأنس الدكالي ومهدي بنسعيد من المغرب، وندوة حول موضوع "إفريقيا للأفارقة .. عبر من أعماق التاريخ"، وتقديم كتاب "بلاد الريف وحاضرة نكور" يشارك فيها كل من أحمد الطاهري من المغرب ونيكول الصباغ السرفاتي من فرنسا. وسيكون جمهور طنجة على موعد مع عدة سهرات يحييها كل من عبد الواحد القصري، وأم الربيع أحيدوس، وكناوة إكسبريس، ومجموعة صنهاجة سراير، وتيفيور، وعائشة تشنويت، وإسماعيل لو من السنغال، والشاب مامي من الجزائر، وحادة أوعكي ومجموعة لمشاهب، إضافة إلى كل من صابرينا وإفريقيا يونايتد وتغراست ومجموعة سوار من فلسطين وإثران من بلجيكا والشاب الدوزي. كما يحتوي برنامج هذه الفعالية الثقافية على مائدة مستديرة في موضوع "إفريقيا : الدين والسياسة .. أي تأثير على الديمقراطية"، بمشاركة ثلة من المفكرين من المغرب وموريتانيا والسنغال وليبيا وإسبانيا ومصر والجزائر، ولقاء فكري حول "إفريقيا والشرق الأوسط .. تأملات في الثوابت والتحولات" يؤطرها صنع الله إبراهيم من مصر وعبد الرحمان طنكول وأحمد عصيد.