سلّمت الفيدرالية الدولية لجراحة الدماغ والأعصاب، البروفسور عبد الصمد الأزهري، نهاية الأسبوع الفارط بتركيا، ميدالية الشرف، اعترافا منها بكفاءته العلمية وما راكمه من خبرات مكّنته من تكوين أساتذة وأطباء متخصصين في المجال إضافة إلى آلاف الطلبة، فضلا عن إصداره للعديد من الكتب والأبحاث العلمية القيّمة، ليكون بذلك أول إفريقي يتوّج بهذه الميدالية، إلى جانب تعيينه عضوا بالأكاديمية العالمية لجراحة الدماغ. تتويج تم خلال الجلسة الرسمية للمؤتمر العالمي للفيدرالية الذي احتضنته إسطنبول التركية، والذي شكّل حدثا علميا تم خلاله التداول في كل المستجدات العلمية التي لها صلة بجراحة الدماغ والأعصاب. وفي تصريح ل «الاتحاد الاشتراكي»، أكد البروفسور الأزهري في اتصال هاتفي، أنه لم يكن يتوقع بادرة من هذا القبيل، مبرزا أنه يؤدي رسالته العلمية والمهنية بشكل طبيعي ويساهم في منح الخبرات التي راكمها لغيره بكل نكران ذات، حتى تتطور جراحة الدماغ والأعصاب وتتسلّم المشعل أجيال أخرى. وأشار البروفسور عبد الصمد، ابن مدينة خريبكة التي رأى فيها النور سنة 1952، إلى أنه تلقى بفخر واعتزاز كبيرين تتويجه بالميدالية، مؤكدا على أن هذه الخطوة التي هي فخر للمغرب والمغاربة، ستشكّل له دافعا لمواصلة مهمته ومجهوداته العلمية، والاستمرار في منحى تصاعدي بما يشرّف البلاد، داعيا الأطباء في كل التخصصات إلى التفاني في أداء رسالتهم وإلى مزيد من التكوين والبحث العلمي والمساهمة بنشر ما يصلون إليه، مؤكدا أن لحظة الاعتراف بالكفاءات ستأتي لامحالة. وفي جواب له بشأن المعايير المعتمدة في اختيار المتوّجين، أوضح البروفسور الأزهري، أن هناك عدة عوامل يتم اعتمادها من خلال تتبع المسار العلمي والمهني للمرشح، ومشاركته في المؤتمرات العالمية، والإضافات التي ساهم بها في تطوير جراحة الدماغ والأعصاب، مستشهدا في هذا الصدد بالعمل الذي شهدته ولاتزال مصلحة جراحة الدماغ والأعصاب بالمستشفى الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء التي شهدت أول عملية جراحية لفائدة مريض يعاني من مرض الباركنسون، مبرزا أنه يتم سنويا تكوين العديد من الأطباء الأفارقة من 10 بلدان بكل المراكز الاستشفائية الجامعية على الصعيد الوطني والذين يصل عددهم إلى حوالي 30 طبيبا كل سنة. وجدير بالذكر أن البروفسور الأزهري، الحاصل على شهادة الباكالوريا سنة 1973، تخرّج بكلية الطب بالرباط في 1981، ثم انخرط في تدريس الطب، وانطلق مشواره في جراحة الدماغ والأعصاب، سنة 1983، بإجرائه أول عملية جراحية في هذا التخصص، كما أنه اشرف على تكوين حوالي 70 طبيبا اختصاصيا في جراحة الدماغ والأعصاب، و 10 أساتذة وآلاف الطلبة بمختلف أرجاء المملكة. البروفيسور الأزهري سبق له أيضا أن تقلّد عدة مهام ومنها ترؤسه للجمعية المغربية لجراحة العمود الفقري، والجمعية المغربية لجراحة الدماغ والأعصاب، ثم الفيدرالية المغاربية لجراحة الدماغ والأعصاب، وحاليا رئاسة الفيدرالية الإفريقية لجراحة الدماغ والأعصاب، فضلا عن تتويجه في العديد من المحافل الدولية.