اختارت الأكاديمية العالمية للجراحة العصبية مؤخرا البروفسور عبد الصمد الأزهري عضوا فاعلا ونشيطا ضمن فريقها العلمي، أخذا بعين الاعتبار إسهاماته في هذا الاختصاص الطبي الأكثر تعقيدا. وقد وجهت الأكاديمية المرموقة الدعوة للبروفسور الأزهري، رئيس قسم جراحة الدماغ والأعصاب بالمستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، للانخراط في الأنشطة السنوية لهذه الشبكة الواسعة النطاق، والتي تسخر اجتماعاتها السنوية بمختلف أصقاع العالم لتطوير البحث في جراحة الدماغ والأعصاب، وإتاحة الفرصة لأعضائها للتبادل حول آخر المستجدات والتطورات في هذا المجال. وأوضح البروفيسور الأزهري ( من مواليد 1952 بخريبكة) أن هذا التتويج جاء ثمرة ل34 سنة من البحث والممارسة والإسهام في ترسيخ ثقافة العناية المكثفة بالمرضى والاحتكاك عن قرب بآخر ما جادت به الأبحاث العلمية في المجال. ويظل الهدف، حسب البروفيسور المتوج، هو تطوير الخبرات وتوسيع الرؤى بشكل يغني المرضى المغاربة عن اللجوء للخارج لإجراء مثل هذه العمليات الجراحية التي أضحت اليوم أمرا متاحا بالمغرب. ومن خلال تسليط الضوء على مسار البروفيسور الأزهري، يتأكد أن الاعتراف الدولي الأخير بإسهاماته ليس الأول من نوعه، حيث سبق للأخصائي المغربي أن حظي خلال السنة الجارية بسلسلة من الالتفاتات التقديرية، منها تقلده وسام الشرف في حفل رسمي أقيم في 8 شتنبر الماضي بالعاصمة الايطالية روما، على هامش اجتماع للاتحاد العالمي لجمعيات جراحة الأعصاب. كما خصته الجمعية المغربية لجراحة الدماغ والأعصاب والمؤتمر المغاربي لطب جراحة الاعصاب بتكريم خاص استحضر تفاني ومساهمات البروفيسور، والتي أهلته لتقلد عدة مسؤوليات ذات صلة بجراحة الاعصاب، كرئيس للاتحاد الافريقي لجراحة الدماغ والأعصاب، والرئيس الشرفي لكونفدرالية القارة الافريقية لجراحة الدماغ والأعصاب. كما سبق أن تولى رئاسة كل من الجمعية المغربية لجراحة العمود الفقري والجمعية المغربية لجراحة الدماغ والأعصاب، وبعدها رئيس الفيدرالية المغاربية لجراحة الدماغ والأعصاب. ويعود الفضل للبروفيسور الأزهري، الذي يشرف منذ سنة 1999 على أكبر أقسام جراحة الأعصاب بالمغرب، في انعقاد وضمان حضور مغربي في عشرات من المؤتمرات العلمية، سواء على الصعيد الوطني أو الدولي، خاصة بأوروبا واليابان وأمريكا، وبعدد من الدول العربية (يحضر ما معدله 6 مؤتمرات في السنة). ويذكر أن البروفسور الازهري الحاصل على شهادة الباكالوريا في 1973، تخرج بكلية الطب بالرباط في 1981 ثم انخرط في تدريس الطب. وقد انطلق مشوار البروفيسور في جراحة الدماغ والأعصاب سنة 1983 بإجرائه أول عملية جراحية في هذا التخصص، كما أنه أشرف على تكوين أزيد من 50 طبيبا أخصائيا في جراحة الدماغ والأعصاب يمارسون بمختلف أرجاء المملكة.