فقدت الساحة الإعلامية الوطنية يوم الجمعة الماضية رجلين من طينة الكبار، الذين بصموا على مسيرة مهنية شريفة ومتألقة..، حظوا من خلالها وبها، بتقدير بكل من انتسب إلى مجال السلطة الرابعة، وبكل من له علاقة من قريب وبعيد بها.. وذلك على مدار العشرات من السنين، ويتعلق الأمر بالإعلامي الكبير خالد مشبال، الذي وفاه الأجل المحتوم عن سن 83 سنة، في الساعة الحادية عشرة و45 دقيقة من ليلة الجمعة السبت، بعد اشتداد وطأة المرض الذي لم ينفع معه علاج. ويعد الفقيد، الذي هو من مواليد مدينة تطوانوالدارس للإعلام بارض الكنانة مصر، من قيدومي الصحافيين بالمغرب، حيث ارتبط اسمه بشكل وثيق بإذاعة إفريقيا ومن بعدها إذاعة طنجة التي قضى بها ردحا من مسيرته المهنية إلى أن أشرف على إدارتها بين سنتي 1984 و 1995، بالإضافة إلى قسم الإنتاج بالتلفزة المغربية. كما توج بالجائزة الوطنية الكبرى للصحافة في دورة 2005، وأشرف على إصدار صحيفة «الشمال» الجهوية، وأطلق مبادرة لتشجيع القراءة من خلال إصدار سلسلة كتب الجيب «شراع» . ويتعلق الأمر، كذلك، بالزميل والصحافي المتمكن، عبد القادر شبيه، الذي وافته المنية، عشية يوم الجمعة بالعاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء، بعد معاناة طويلة، أيضا، مع المرض. وقد كان الراحل شبيه، الذي يعد من خريجي أول دفعة للمعهد العالي للصحافة بالرباط، من بين الصحافيين المغاربة المتميزين، ممن لهم كفاءة جد واضحة ومميزة في الكتابة وإدارة التحرير، وممن يمتلكون تكوينا عاليا في المجال الإعلاميٍ..، عضده بثقافته الواسعة وتمكنه من عدة لغات، حديثا وكتابة، وهي العربية و الفرنسية و الانجليزية..، وخول ذلك، بكل اقتدار، للراحل، ابن مدينة مراكش، المعروف بطيبوبته وتواضعه، وابتعاده عن الأضواء والنجومية..، الاشتغال في العديد من المنابر الصحافية الوطنية (رسالة الأمة، لوميساج دو لانسيون، الصحراء المغربية) وفي تكوين أجيال صحافية، بل كان من بين المؤسسين الأوائل لتجربة «ميدي آن» الإذاعية..، حيث تحمل مسؤولية رئيس التحرير إبان انطلاق عملها.. هذا، وقد وروي جثمانا الفقيدين بعد عصر أول أمس السبت الثرى، حيث أقيمت صلاة الجنازة على روح الفقيد الكبير خالد مشبال بمسجد محمد الخامس، قبل أن يوارى الثرى بمقبرة سيدي اعمر بطنجة.. بحضور زمرة من زملائه الإعلاميين وأقربائه وكل من عشق نبرة الصوتية الجادة التي حملت لواء الإعلام الهادف والنزيه طيلة العشرات من السنين على أثير طنجة، في طبعاته الليلية (منتصف الليل وإلى غاية الخامسة صباحا)، كما أقيمت صلاة الجنازة، أيضا، على روح الفقيد الكبير عبد القادر شيبة، بمسجد الشهداء، قبل أن يوارى الثرى بمقبرة الشهداء، بتواجد من العديد من زملائه الإعلاميين وأصدقائه.. ، حيث ألقى محمد برادة، كلمة مؤثرة باسم النقابة الوطنية للصحافة المغربية وفيدرالية الناشرين عدد فيها خصال الفقيد الكثيرة، مذكرا بدوره في رسم معالم إعلام حر ونزيه في كافة المنابر الورقية أو السمعية البصرية، إذ كان مثالا للتفاني والإخلاص في العمل.. رحم لله الفقيدين الإعلاميين الكبيرين، الذين غفت عيناهما عن الدنيا ووسع مثويهما .. وإنا لله وإنا إليه راجعون