اتصلت بنا زوجة السيد أبو الرخا عبد الرحيم ، المعتقل بسجن سلا 1 ، حي جيم ، في جماعة ما أصبح يعرف بخلية بلعيرج ، تريد أن تطلع الرأي العام ، وتشكو الى المسؤولين ما تعرض له زوجها ، من اعتداء وتعذيب في اليوم الثاني من عيد الفطر ، ما زاد من تحطيم حالته النفسية المحطمة أصلا .. تقول زوجة السجين أبو الرخا ، إن زوجها وبالنظر الى ما أصبح يعانيه من اضطراب نفسي ، جعله يضيق ويصاب بالاختناق، جعل مدير السجن يعطي تعليماته بالسماح له بالخروج من الزنزانة متى شاء ، وطبعا تحت أنظار الحراس .. هذا الامتياز تقول الزوجة يتم احترامه حسب مزاج الحراس ، إذ طالما تعرض زوجي للمنع إمعانا في تهييج أعصابه ، وخاصة من طرف الحارس المسمى حسن كما حدث يوم الأربعاء ثاني عيد الفطر ، حيث عمد هذا الحارس الى منع زوجي من الخروج .. ما تسبب له في حالة ضيق ، لم يجد من متنفس منها ، سوى الضرب بالكرسي على الباب ، والدخول في نوبة من الصراخ .. لم يبد الحارس وقتها أي رد فعل ، حتى كانت الساعة السادسة مساء ، وأغلب الموظفين غادروا الى منازلهم ، وانتهى وقت الزيارة .. فقصد هذا الحارس زوجي ، ودون مقدمات باغته بضربتين على رأسه وصدغه ، مما أفقده الوعي في الحال .. ولم يبدأ في استعادة بعض من وعيه إلا وهو يترنح في الكاشو مصفد اليدين ، والحارس المذكور يغمس اصبعه في المداد ويبصمه على ورقة فارغة ؟؟ .. وقد أبلغتني العائلات التي زارت ذويها قبلي ، ما تعرض له زوجي من تعذيب ، وهو ما تأكد لي يوم زرته ، حيث آثار الضرب والدم والكدمات في الوجه والرأس ، وآثار الأصفاد بادية من خلال الدم المضغوط بالمعصمين .. مع فقدانه السمع بأذنه اليمنى .. ؟؟ لم أجد باليد حيلة إلا طلب مقابلة المدير ، التي لم أظفر بها إلا بعد مماطلة وممانعة دامت زهاء ثلاث ساعات .. لينفي المدير كل ما تعرض له زوجي جملة وتفصيلا .. استنجدت بالمرصد المغربي للسجون تقول الزوجة حيث أخبرني بعض أعضاء مكتبه التنفيذي بأن أحرر شكاية في الموضوع في انتظار اللقاء المطلوب مع المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج .. توجهت بعدها بالنداء الى المجلس الوطني لحقوق الإنسان ، الذي يسمح القانون بدخول أعضائه السجن ، والاتصال بالسجناء مباشرة ، وما زلت أنتظر النتيجة التي لا أريدها شيئا آخر غير حماية زوجي مما يتعرض له من تعذيب نفسي ممنهج ، قد يأتي على ما تبقى من طاقة تحمل ، فيذهب بعقله الى الأبد .. خاصة وأنها ليست الحالة الأولى التي يكون فيها زوجي ، ضحية للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في مسيرته السجنية ؟ كما أناشد المسؤولين بمعاقبة المعتدي حماية للرسالة التي من المفروض أن تقوم بها المؤسسة السجنية في إعادة إدماج السجناء .. هذه حالة من عشرات ، إن لم تكن المئات من حالات الاعتداء غير المبرر على السجناء ، وتتوزع أسبابها حسب الأستاذ عزيز ع . أحد أعضاء المجلس الإداري للمرصد المغربي للسجون ، بين دافع انتقامي ، أو رغبة في ابتزاز السجين و أسرته ، أو الى النظرة المتخلفة لفئة عريضة من موظفي السجون ، التي ما زالت لم تؤمن بعد بدور العقوبة السجنية في الإصلاح وإعادة الإدماج ، والحد من الجريمة .. فالسجين في نظرها ليس مواطنا مسلوب الحرية فقط ، وإنما هو مسلوب الحرية والكرامة معا .