نظمت جمعية الوصل ندوة: «مغاربة العالم : المواطنة والحكامة الجيدة» يومي الجمعة والسبت 8 و9غشت 2014 بالرباط, بمركز الاستقبال بوهلال, وذلك بمشاركة جمعيات مغاربة الخارج من فرنسا،اسبانيا، بلجيكا، هولندا والدنمارك، ايطاليا وساحل العاج.وناقشت هذه الجمعيات خلال يومين الاشكالات الكبرى للهجرة المغربية التي تمس قضايا الحقوق الدستورية لمغاربة العالم والمشاركة المواطنة، التعاون التضامني، تجارب وممارسة، التحول، التحدي والرهانات. في بداية هذا النقاش, أكد رئيس الجمعية صلاح المانوزي، أن الدستور الجديد خصص مكانة متميزة لمغاربة العالم,ويعكس واقع التنوع المغربي. الجدير بالذكر أن اكثر من 4ملايين مغربي يعيشون ويعملون في القارات الخمس بالعالم. واضاف انه بعد ثلاث سنوات على اقرار الدستور الجديد، مازال النقاش مفتوحا حول تطبيق الحقوق الدستورية لمغاربة العالم,وذلك في ظل واقع يتميز بالعولمة التي تشهدها الهجرة,وانعكاسات الأزمة الاقتصادية التي تمس بشكل مباشر مئات الآلاف من المغاربة، والدور الأساسي الذي أصبح يلعبه في التوازنات الجيوستراتيجية. المشاركة المواطنة لمغاربة العالم تطرح عدة اسئلة وعلى مستويات متعددة (استراتيجية، سياسية وتقنية)، بدءا بقضية تمثيلهم في مؤسسات الحكامة. إن مبادئ القانون الدستوري تكرس الديموقراطية التشاركية، وتعترف بتنوع مكونات المجتمع المغربي، والتي يعتبر مغاربة العالم جزءا منها. التجارب المتنوعة للمشاركة المواطنة عبر العالم لا يمكنها إلا أن تغني هذا النقاش المفتوح, وهي تمكن من تعميق النقاش المتبادل حول قضايا المشاركة السياسية والإشكاليات المرتبطة بها :الانتماء الترابي، الجنسية والجنسية المزدوجة، الديموقراطية التشاركية والحكامة الجيدة. هذا النقاش المستعرض يطرح نقاشا سياسيا وجيها. لكن يتعرض في نفس الوقت الى القضايا ذات الطابع الاقتصادي، القانوني، الاجتماعي والثقافي. لهذا يستلزم هذا النقاش - الحوار مقاربة تشاركية، تجمع بين شركاء مؤسساتيين وفاعلين في الحياة الاجتماعية، الاقتصادية الثقافية والسياسية.وفي نفس الوقت تستخلص العبرة من البلدان الأخرى والممارسات المواطنة لمغاربة العالم في مجال الحكامة الجيدة، التعاون والتبادل الثنائي والتضامني الذي يتطور بشكل بارز مع المغرب. إن الهدف المتوخى من هذه المبادرة الجديدة، والتي تضع نفسها في اطار استمرارية اعلان الدارالبيضاء «مواطنون أولا» (8 غشت2009)هي تعميق النقاش حول آفاق الهجرات المغربية من أجل مساهمة جيدة لمغاربة العالم في التنمية الثقافية، الاقتصادية، السياسية والاجتماعية للمغرب. وبعد التقديم العام الذي قام به رئيس الجمعية، أعطت رئيسة الجلسة بوتينة الفلسي, الكلمة إلى رئيس الوكالة الدولية للتنمية عبد الكبير الحقاوي, الذي أشار إلى أن عمل منظمته يعود إلى 29 سنة، وأضاف أنه يهتم بقضايا المهاجرين وبقضايا الميز التي يتعرضون لها. هذه التجربة التي نقوم بها منذ سنة 1986 ننقلها اليوم إلى المغرب، هذه المشاريع الذي تطرقت إليها في لقاء 2009 بالدارالبيضاء هي اليوم موجودة على ارض الواقع. ومنذ أسبوعين تم افتتاح مركز لاستقبال المهاجرين بالمغرب وبلغ عدد المسجلين به 220 فردا، ونقوم اليوم بتقديم خدمات صحية وادارية وحق التمدرس للمهاجرين وهي خدمات نقوم بها وننجزها في الواقع. بالاضافة الى مركز لاستقبال المسنين ومركز للتضامن وهي مشاريع كانت مجرد احلام في لقائنا الاخير وهي اليوم جزء من الواقع.وقد تم هذا اللقاء بفضل دعم مدينة الرباط ،مجلس الجالية المغربية بالخارج ومندوبية الشبيبة والرياضة بالرباط. تزايد التطرف في بعض وساط الهجرة بعد كلمة الافتتاح التي قدمها رئيس الجمعية, اعطت منشطة هذا اللقاء بوتينة الفلسي, الكلمة لعدة فاعلين جمعويين بالخارج حول الموضوع. بالنسبة لشكيب بوعلو, رئيس المجلس العلمي الفرنسي المغربي للمهندسين العلميين, اشار في تدخله الى التزايد الكبير للتطرف في وسط ابناء المهاجرين والذين توظفهم المنظمات الجهادية في الحروب الضارية التي تعرفها سوريا والعراق.كما اشار الى الاحصاء الذي سوف يعرفه المغرب من خلال احصاء الثروات اللامادية والذي اشار اليه الخطاب الملكي.وهو ما يطرح قضايا الطاقات المغربية بالخارج واشار إلى ان المغرب يتوفر على 15 الف طبيب منهم النصف يشتغل بالخارج وخصوصا بفرنسا.تطرق لقضية نقل الخبرات والبحث عن الكفاءات التي تلبي حاجيات المغرب بدل البحث عن مهندسين اجانب في عدة مجالات. زوهرة دراس, رئيسة جمعية بين الضفتين قالت « أشرح لكم عملي كوسيطة بالادارة بمدينة اميان، حيث أكلف بمختلف مشاكل المهاجرين، بفرنسا اغلب المهاجرين ليس لهم مستوى تعليمي ويشعرون بالتهميش، نحن نقوم بدور التسهيل في هذا المجال.المشاكل الادارية التي تعترض اغلب المهاجرين تعود الى كونهم يعانون من تكوين محدود.هذه المشاكل الادارية تعترض ايضا النساء. والتي تعتبر عائقا من اجل العمل وكذلك التعليم والبطالة. زوهرة طرحت قضية تعلم اللغة وطرحت مشكلة بعض العائلات ، حيث ان بعضها رغم توفير اساتذة للغة العربية رفضت تسجيل ابنائها باللغات الحية الاجنبية. طريق سلام, فاعل جمعوي واطار في السياحة باسبانيا تطرق الى مشاكل التعليم الذي يخص ابناء المغاربة باسبانيا, والتي تطرح مشاكل عدة لهذه الجالية والتي ترتبط بالازمة الكبيرة التي تعرفها اسبانيا والتي دفعت ببعضهم الى العودة الى المغرب اوالهجرة نحو بلدان شمال اوربا. وكل هذه الخصائص تجعل الجالية المغربية باسبانيا تعيش وضعية خاصة. عبد الرحيم لغبابرة, مدير مركز التكوين المهني بمدينة اروليون بفرنسا ومناضل سياسي وجمعوي, تحدث من موقع مسؤوليته في الميدان من خلال عمله مع شباب من اصول مهاجرة في الاحياء الشعبية بمدينة اورليون, منهم حوالي 70 من اصول مغربية من شمال المغرب واغلبهم لا يثقن اللغة الفرنسية و لغة بلد الاصل, وهو ما يطرح عليهم مشاكل كبيرة في مسار الاندماج على المستوى المهني ومستوى التكوين وهو ما يجعلهم في وضعية الهشاشة. هناك مشاكل العمال الشيوخ داخل مراكز الايواء ومشاكلهم الاجتماعية والمادية المتعددة, وطرحنا ذلك عدة مرات مع ممثلي الدولة المغربية يقول عبد الرحيم لغبابرة، مشاكل المغاربة الذين يعيشون بالخارج بمختلف اشكالها ، قضايا الاحتيال التي يتعرضون لها, مشاكل النقل المطروحة مع الناقلة الوطنية, المشاكل الادارية. ولا بد من ايجاد الحلول خاصة ان الاجيال الجديدة تتطلب منا ان نكون في مستوى هذه التحديات الجديدة،ولا بد من أن تتحمل الاحزاب والدولة مسؤوليتها في هذا المجال. رئيس جمعية» المغاربة ضحايا الطرد التعسفي», ميلود الشاوي من الجزائر, قال في تدخله ان «الحدود تفتح للأحياء وليس للأموات كما وقع مؤخرا ، نحن كمغاربة نعتمد على بعضنا ولا بد من مطالبة مختلف المؤسسات الخاصة بالهجرة من التدخل في حل مختلف المشاكل التي يمكن ان يتعرضوا لها. فريد حسني, وهو فاعل جمعوي وحزبي, عضو جمعية «العمال المهاجرين المغاربة» اكد في تدخله حول عدم ترديد ما تروجه بعض الاحزاب والإعلام بأوربا, حول تزايد الشباب الذين يلتحقون بالجهادية وهي ظاهرة محدودوة حسبه ,واضاف انه هذه الاحزاب وهذا الاعلام لا يتحدث عن الجهاديين الاسرائليين بالجيش الاسرائيلي وهم يحملون الجنسية الفرنسية ويقومون بتقتيل الفلسطينيين دون ان يطالهم اي عقاب. كما ان منهم 170 فردا من القاصرين لا يتجاوز عمرهم 17 سنة ويحملون الجنسية الفرنسية. ورغم ذلك يتم الحديث عن الجهاديين من اصل مسلم وعددهم ليس كبيرا ولا يتم الحديث عن المتطرفين الاسرائيليين. ويتم فقط الحديث عن هذه الاقلية الجهادية من طرف اليمين الفاشي باوربا. تدخلات الحاضرين بالقاعة كانت حول مختلف المشاكل التي تعترض مشاكل الجالية في مختلف المجالات منها المشاكل الادارية التي تعترضهم بالمغرب، والمؤسسات التي تعني بحقوقهم. والعديد منهم تحدث عن المشاركة وقضية الحقوق. احمد بودا وهو فاعل جمعوي من بلجيكا, يشتغل بالإعلام كمدير لموقع «بلادنا «طرح قضية الإعلام الموجه ودوره السلبي في اعطاء صور غير حقيقية، وطالب بضرورة الانتباه الى ذلك. الزجل المغربي في ضيافة جمعيات الهجرة زوهرة دراس رحبت بجمعية الزجل المغربي لحضورهم في هذا اللقاء وفي هذه الأمسية وان تكون هذه الشراكة بداية لأعمال أخرى. افتتح هذا اللقاء باسم اتحاد الزجل المغربي الأستاذ عبد الإله الرابحي, أكد أن الزجل ارتبط بالطبقات الشعبية وبقضاياها ، وقال إن شعار الاتحاد المغربي للزجل تحصين للذات وتربية الذوق المغربي، وأشار إلى الهجرة وما ينتج عنها من اقتلاع للجدور الثقافية ومن خلال الشراكة معكم هو نوع من الارتباط بالأصل وبثقافة البلد الأصلي. الاتحاد المغربي للزجل عقد عدة لقاءات وإسهامات لتحصين الثقافة الشعبية في رجة العولمة التي تسعى الى اجتثاث ثقافتنا المحلية. ولقد كان للاتحاد رواق بالمعرض الدولي نشرت به عدد من الدواوين من مختلف المدارس الابداعية بمختلف اشكالها, الاتحاد هو فضاء للتلاقح لكل ما يشكل الثقافة المغربية. واضاف ان المقاربة التشاركية التي رفع الاتحاد شعارها، يندرج في هذا النشاط مع جمعية الوصل. و خلال هذه الامسية تمت عدة قراءات شعرية زجلية لكل من لوبنى الصغيري، بوعزة ضغاوي، عبد الرزاق بوهيا، عزيز غالي, مومير محمد. هذه القراءات تجاوب معها جمهور الهجرة. أوراش الهجرة حول المواطنة والتنمية وضرورة ابلاغ هذه المطالب للأحزاب السياسية الاوراش تمت حول عدة مواضيع ، الورشة الاولى كانت حول «الحقوق الدستورية لمغاربة العالم والمشاركة المواطنة» الورشة الثانية كانت حول «التعاون التضامني، تجارب وممارسة» والورشة الثالثة : «التحول، التحدي والرهانات.» وقد أكد محمد غلام «دورنا ان نكون فاعلين في الهجرة وهذا النقاش ساهمنا فيه في النقاش الوطني الذي عرفه البلد من خلال عدة ندوات، وحضور مفكرين وفاعلين في مجال الهجرة، ومجموعة من الحقوق تحققت ببلد الاصل لا تتوفر في بعض بلدان الاستقبال مثل فرنسا, التي لا تفتح مجال التصويت في الانتخابات المحلية» . واكد على ضرورة تكوين شبكة دولية لنقل الخبرة في جميع المجالات التي يقوم بها المغاربة من مختلف بلدان العالم. ودورنا في الوصل هو التأثير في مجال اتخاذ القرار،رشيد العلوي قال أن «لنا نقص في رصد مشاكل الهجرة، ومفهوم الدياسبورا اصبح مثل مفهوم جميل ، في حين ان دياسبورا هي نتيجة اسباب سياسية, في حين ان اغلب المغاربة الذين غادروا هم لأسباب اقتصادية.و نلاحظ انه ليس هناك شبكة للعلاقات بين هذه الجالية بين مختلف بلدان العالم. هذا المصطلح تغير عدة مرات حسب الوضع, فكيف يمكن أن نختار مصطلح يمثل مغاربة العالم. سعيد زغلول، «اناضل من اجل المشاركة السياسية للأجانب ومشاركتهم في الانتخابات المحلية وأنا مع عدم عزل الاجانب في الغيتوهات،واعتبر اننا نحن في المغرب لا يتم اعطاؤنا الأهمية كمهاجرين . ضرورة تفعيل الدستور فيما يخص حقوق مغاربة العالم والتساؤل حول تجاهل الحكومة,كانت احد اكبر مطالب الجمعيات المشاركة في ندوة الوصل , يقول محمد غلام, وأضاف بضرورة بلورة ذلك من خلال إبلاغ هذه المطالب للأحزاب السياسية. في ختام هذه الأشغال أكد رئيس الوصل صلاح المانوزي على ضرورة تكريم عدد من جمعيات الهجرة, خاصة الرعيل الأول من الجمعيات التي كانت رائدة في العمل الجمعوي منهم المختار الغيلاني من مؤسسي العمل الجمعوي ببلجيكا.وقدم في حقه رفيقه بودا احمد كلمة تذكر بمساره الاستثنائي..