شهدت مدينة بوزنيقة في الآونة الأخيرة توسعا عمرانيا ملحوظا، حيث تناسلت التجزئات السكنية بشكل كبير عند مداخل المدينة. و قد كان لهذا الانتشار الواسع للعمران دور أساسي في دفع المسؤولين إلى إعادة تأهيل و تهيئة البنية التحتية للأزقة و الشوارع التي تكاثرت بها التجزئات السكنية، لكي تستجيب للوضعية الجديدة التي أصبحت عليها أحياء المدينة. حيث تم توسيع مداخل المدينة و إقامة مدارات عليها. لكن هذه العملية بقدر ما كان الغرض منها هو تسهيل عملية السير و المرور بقدر ما أصبحت تشكل خطرا و عرقلة حقيقية للسير لمستعمليها. فعند مدخل بوزنيقة من جهة مدينة بنسليمان، سيفاجأ السائق بتعدد المدارات العشوائية الكبيرة الحجم التي أقيمت على طول الشارع، حيث وصل عددها إلى سبع مدارات، تم تشييدها على مسافة تقارب الكيلومترين فقط، و هي جد متقاربة فيما بينها، بحيث أن المسافة الفاصلة بين المدار و المدار لا تتجاوز 300 متر. مما أصبح يشكل خطرا دائما و عرقلة حقيقية لمستعملي هذا الاتجاه، لدرجة أصبح فيها المرور عبر هذا الشارع لا يطاق بعد أن تضاعفت معاناة السائقين أيضا مع إقامة الحواجز المرتفعة (دودان) بالقرب من المدارات. الشيء الذي يضطر معه السائقون إلى التقليل من السرعة إلى الحد الأدنى و الميل بسياراتهم تارة إلى الجهة اليمنى و تارة إلى الجهة اليسرى و كأنهم يمارسون رياضة التزحلق على الجليد أو القفز على الحواجز. و هي وضعية تربك السائقين و تساهم في اختلالات حركة السير والجولان. و تتسبب في وقوع حوادث السير، خصوصا أثناء الليل. كما حصل مؤخرا لأحد المهجرين المغاربة بالديار الأوروبية حين تخطى المدار الأول وفاجأه المدار الثاني الذي يوجد على مسافة قريبة من الأول، حيث ارتطمت سيارته بالمدار. و أدت هذه الحادثة إلى وقوع خسائر وأضرار كبيرة بالسيارة التي تحطم جزء كبير منها. و لحسن الحظ أنها لم تتسبب في أضرار بشرية. إن الشكل الهندسي لتلك المدارات ووضع حواجز مرتفعة (دودان) وسط الطريق لم يناسب توسيع مدخل بوزنيقة من جهة مدينة بنسليمان. لكونها (المدارات) كبيرة الحجم ومتقاربة جدا في ما بينها. مما يضفي عليها طابع العشوائية و يجعل منظر مدخل المدينة مشوها. كما أنها خلقت معاناة كبيرة لمستعملي الطريق و ساهمت في عرقلة السير. مما يطرح أكثر من علامة استفهام حول تتبع و مراقبة المصالح التقنية التي واكبت مشروع توسعة و تهيئة مدخل بوزنيقة؟ لكون مواصفات بعض المدارات المقامة عليه غير ملائمة. فهي كبيرة الحجم. الشيء الذي ينبغي معه التفكير في إعادة هندستها و التقليص من حجمها و كذا إلغاء بعض المدارات المتقاربة و التي أصبحت تؤدي إلى اختلالات في حركة السير و الجولان عند مدخل مدينة بوزنيقة.