المكتب الجهوي ل « ف.د.ش» يستعرض مشاكل الحركة الانتقالية واختلالات التسيير ببعض المديريات الإقليمية أكد كل من مدير الأكاديمية ورئيس قسم الموارد البشرية بالأكاديمية الجهوية للتربية الوطنية بجهة الدارالبيضاء – سطات على أن كل الإمكانيات متاحة لمعالجة مشاكل الحركة الانتقالية المحلية، وأن على المديريات الإقليمية للتعليم بالجهة أن تعمل على عقد لقاءات مع الشركاء الاجتماعيين وإشراك النقابات التعليمية الأكثر تمثيلية في تدبير مجال الموارد البشرية. تم ذلك خلال اللقاء التواصلي الذي عقده المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم ( ف د ش) يوم الخميس 20 يوليوز 2017 مع المسؤولين بالأكاديمية المشار إليهما، حيث تطرق أعضاء المكتب الجهوي إلى جو الاحتقان والتوتر الذي يعرفه قطاع التعليم جراء ما خلفته نتائج الحركة الانتقالية التي دبرتها الوزارة الوصية على القطاع بمنهجية "طبعها منطق المزاجية والعشوائية والتي كان من نتائجها حرمان فئة عريضة من نساء ورجال التعليم من الاستفادة من الانتقال رغم أحقيتهم بذلك، بعدما تعمدت الوزارة إقصاء طلبات المشاركين على المستوى المحلي من التباري في الحركتين الوطنية والجهوية"، حيث اعتبر المتضررون هذا الإجراء "حيفا لحقهم وجب الانكباب عليه بالجدية والمسؤولية المطلوبتين قصد إنصافهم". وشدد المسؤولون النقابيون في لقائهم مع مدير الأكاديمية على ضرورة وأهمية إيجاد الحلول المنصفة للمتضررات والمتضررين من الحركة الانتقالية لضمان دخول مدرسي مقبل في جو تطبعه أجواء عادية وسليمة، حيث تم اقتراح مجموعة من الحلول كفتح المناصب في مناطق الجدب وفي المجالات الحضرية بكل مديرية إقليمية لكي يتبارى عليها المحليون بناء على مبدأ الاستحقاق وكذا دراسة ومعالجة الطعون وفق مبدأ الإنصاف بإشراك النقابات التعليمية، وكل ذلك من أجل إنصاف المتضررين. كما تدارس اللقاء التواصلي بعض الاختلالات التي واكبت عملية التوظيف بالعقدة التي تم إجراء مبارياتها مؤخرا على مستوى المديريات الإقليمية بالجهة، ومنها الارتجالية والعشوائية في البرمجة الزمنية بعد أن أصدرت الوزارة مذكرة في شأن تنظيم هذه المباريات، أتبعتها ببلاغات في موضوع السن، مما أدى إلى حرمان مجموعة من الراغبين في التوظيف بالعقدة جراء عدم علمهم ببلاغات الوزارة التي تحدد السن، بالإضافة إلى الفترة الزمنية الضيقة التي خصصت لكل محطة من عمليات تدبير التوظيف بالعقدة إن على مستوى عملية الانتقاء أو على مستوى اجتياز الاختبارات الكتابية والشفوية أو على مستوى المداولات وإعلان النتائج الذي تم في وقت متأخر من الليل، علما بأن المرشحين كانوا مطالبين بالحضور في اليوم الموالي من أجل اجتياز الامتحان الشفوي. مما يطرح عدة مشاكل من بينها مشكل التنقل والبعد عن مركز الامتحان لدى البعض منهم؟ إضافة إلى امتناع لجان الاختبارات الشفوية عن الإشراف على هذه العملية إلى حين تسوية مستحقاتها العالقة مما خلق نوعا من الارتباك خلال الفترة الصباحية . كما أن الوزارة لم تحترم المنهجية التي تم الاتفاق عليها مع النقابات التعليمية والتي تقضي بإجراء مباريات التوظيف بالعقدة بعد إجراء الحركات الانتقالية على المستوى الوطني والجهوي والمحلي لضمان توزيع عادل للحصيص من هذا التوظيف بناء على الخصاص بكل مديرية إقليمية. وقد عرف اللقاء التواصلي نقاشا ساخنا حول المشاكل المتفاقمة التي يعرفها قطاع التعليم ببعض المديريات الإقليمية بالجهة، وعلى رأسها المديرية الإقليمية للتعليم بالجديدة التي حظيت بالنصيب الأكبر من النقاش نتيجة الاختلالات الكبيرة التي عرفتها منذ التحاق المدير الإقليمي الحالي لتدبير شؤونها سواء على مستوى التواصل والعلاقة مع مكونات منظومة التربية والتكوين بالإقليم أو على مستوى التسيير الإداري أو على مستوى التدبير المالي حيث تم تسجيل مجموعة من الخروقات و التجاوزات مع اغلاق باب التواصل مع مختلف الفاعلين في الحقل التعليمي بالإقليم من هيأة التفتيش وفئة الإدارة التربوية ونساء ورجال التعليم ، مما جعل المديرية الإقليمية المشار إليها تعيش طيلة الموسم الدراسي الحالي على إيقاع التوتر والاحتقان والحركات الاحتجاجية الشاملة والمستمرة المنظمة من طرف كل المكونات والتي ما زالت مستمرة لحد الآن جراء التدبير الانفرادي للمدير الإقليمي واتخاذه لقرارات مزاجية وعشوائية أثرت بشكل سلبي على المنظومة التربوية بالإقليم، حيث يوجد ملف شامل بكل التجاوزات التي عرفتها هذه المديرية على طاولة وزارة التربية الوطنية قصد النظر في محتواه و اتخاذ الاجراءات اللازمة في شأنه. كما طالب المكتب الجهوي في هذا الصدد "بإيفاد لجنة للتحقيق في شأن الاختلالات المذكورة و العمل على ايقاف نزيف الهدر المالي و الاستغلال المفرط لآليات و تجهيزات المديرية الاقليمية …". وقد كان رد مدير الأكاديمية واضحا في هذا الجانب حيث اعتبر" أن ملف المديرية الإقليمية للتعليم بالجديدة جاهز وكامل سيتم افتحاصه والتحقيق فيه في الوقت المناسب بعد تكليف لجنة خاصة في شأنه "، نفس الشيء يمكن أن يقال عن المديرية الإقليمية بسيدي بنور حيث تم تقديم عرض يشمل " أهم المشاكل والاختلالات الناتجة عن التدبير الانفرادي للمدير الإقليمي بها المتسم بالمزاجية والمحاباة واتخاذ قرارات عشوائية كانت لها انعكاسات سلبية على القطاع والتي تم في شأنها توجيه عدة مراسلات وشكايات إلى المعني بالأمر وإلى الجهات المسؤولة والمعنية دون جدوى" ، كما أشار التقرير المنجز الى التعثرات التي يعرفها قطاع التعليم بسيدي بنور والتي أدت بالسلطات الاقليمية الى تكوين لجن اقليمية قامت بزيارات ميدانية لعدد من المؤسسات التعليمية وقفت من خلالها على الوضع الكارثي لبعض منها ، كما كان" لتعنت المدير الاقليمي و سياسته الفاشلة في تدبير القطاع و عدم الوفاء بالتزاماته النصيب الأوفر في توسيع رقعة الاحتقان بالإقليم و تزايد نسبة الاختلالات و التجاوزات التي قد تم نشر وفضح البعض منها عبر مجموعة من الجرائد الوطنية … ". المكتب الجهوي طالب بتدخل مدير الأكاديمية للتحقيق في موضوع هذه الاختلالات ، بالإضافة إلى "محاولة بعض المديرين خلط الأوراق وتمييع العمل التشاركي بين الفرقاء الاجتماعيين من خلال لجوء بعضهم إلى فرض بعض النقابات التعليمية التي لا تتوفر على التمثيلية في اللقاءات التواصلية وفي الاجتماعات التي تتم بين الشركاء الاجتماعيين والمديريات الإقليمية لمعالجة بعض المشاكل والقضايا التعليمية، وفي مقدمتهم المدير الإقليمي لسيدي بنور "الذي ما فتئ يستقبل في إطار المحاباة إحدى النقابات التي ليس لها تمثيلية وإشراكها، ضاربا عرض الحائط كل الأعراف والقوانين التي تنظم هذه العملية والغرض من هذا كله هو ضرب العمل النقابي الجاد واستهداف النقابات المسؤولة وفي مقدمتها النقابة الوطنية للتعليم العضو في الفدرالية الديمقراطية للشغل و افشال المشاريع الاجتماعية التي تهم نساء و رجال التعليم بالإقليم ( تأسيس فرع الاعمال الاجتماعية نموذجا ) … ، نفس الأمر يمكن أن ينطبق على المدير الإقليمي لبرشيد الذي مازال مستمرا في التواصل مع إحدى النقابات غير الممثلة رغم تنبيهه من طرف إحدى النقابات التعليمية الأكثر تمثيلية ، مما يعد خرقا سافرا للقوانين المنظمة و المؤطرة للعلاقة ما بين الشركاء الاجتماعيين والإدارة التربوية. ومن بين القضايا التي تم التطرق إليها من طرف المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم ( ف د ش) مع مدير الأكاديمية نجد عملية التنزيل التدريجي للرؤية الاستراتيجية لإصلاح التعليم (2015-2030) من خلال مواكبة النقابة الوطنية للتعليم لعملية تفعيل برامج ومشاريع التدابير ذات الأولوية حيث تطرق البحث المنجز في هذا الجانب بالمديرية الإقليمية للتعليم بسطات إلى الإكراهات التي تواجه عملية التنزيل ومن بينها ما هو تربوي وإداري والبعض الآخر يتعلق بضعف البنية التحتية لبعض المؤسسات التربوية. فالميزانية المرصودة لهاته المشاريع غير كافية وبنيات الاستقبال غير ذات جودة ملائمة كانتشار البناء المفكك حوالي 1300 حجرة دراسية، غياب التكوين والمصاحبة، مشكل تدبير الزمن المدرسي، البكالوريا الدولية ووجود فقط المسلك الفرنسي، مشكل الاكتظاظ والوضع الكارثي بالداخليات والنقص الملحوظ في التجهيزات ببعض المؤسسات التربوية. كما جدد المكتب الجهوي مطالبته بتسوية مستحقات الإدارة التربوية بجهة الشاوية ورديغة ( بنسليمان، برشيدوسطات) وكلفتها المالية التي تقدر بحوالي 400 مليون عن أربع حصص المتعلقة بالأسدس الثاني عن سنة 2013 و2014 والأسدس الأول والثاني عن سنة 2015. رد مدير الأكاديمية في هذا الجانب أشار إلى أن هذا المشكل يعرفه جيدا وأن معالجته ترتبط بالإمكانيات المادية وهناك مجهودات كبيرة من أجل تغطية هذه المستحقات. وفي ردهما على تساؤلات النقابيين أكد كل من مدير الأكاديمية ورئيس قسم الموارد البشرية بها على أن عملية التوظيف بالعقدة هي عملية جديدة وتم تدبيرها في ظل إكراهات معينة ، مشيرا الى حجم العاطلين بالجهة وعدد الطلبات المقدمة للأكاديمية والذي بلغ حوالي 24 ألف طلب للتوظيف بالتعاقد للتباري على حوالي 4000 منصب، وهو عدد ليس بالسهل، يقول رئيس قسم الموارد البشرية، وذلك بالنظر إلى قلة الموارد البشرية على مستوى الاكاديمية والمديريات الإقليمية التي دبرت مباريات السلك الابتدائي حيث تم انتقاء 16 ألف ملف ، أما مدير الأكاديمية فأكد على أنه سيعمل على مواكبة المشاكل المطروحة والمتعلقة بالتدبير بمختلف المديريات الإقليمية للتعليم بالجهة خصوصا تلك التي تعرف احتجاجات أو توترا ، مع حرصه على تأهيل المؤسسات التعليمية وتأهيل الداخليات وتوسيع الطاقة الاستيعابية بها ومواصلة بناء المدارس الجماعاتية للتخفيف من معاناة المتمدرسين، وتزويد المدارس بالكهرباء والماء وإحداث مراكز رياضية بالثانويات. وللإشارة فإن اللقاء التواصلي المشار إليه والذي عرف حضور مدير الأكاديمية ورئيس قسم الموارد البشرية بها وكذا أعضاء المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم ( ف د ش) بجهة الدارالبيضاء – سطات ، امتدت أشغاله إلى ما يزيد عن خمس ساعات وتميز بالنقاش الجدي والمسؤول في طرح القضايا التي تهم المدرسة العمومية والشغيلة التعليمية .