في أجواء طبعتها روح المسؤولية والجدية انعقد مساء يوم الثلاثاء 1 نونبر الجاري بمقر أكاديمية الدارالبيضاء – سطات لقاء تواصلي، حضره عن الجانب الإداري مدير الأكاديمية ورئيس مصلحة الموارد البشرية وعن الجانب النقابي أعضاء المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم ( ف د ش) بجهة الدار البيضاء – سطات. ويأتي هذا اللقاء الذي تم بطلب من الجهاز النقابي المذكور في ظل الإكراهات والصعوبات المتعددة التي تواجده الدخول المدرسي الحالي، وما تعانيه منظومة التربية والتكوين من اختلالات بنوية تتزايد مؤشراتها سنة بعد سنة وعلى رأسها معضلة الخصاص المهول في الموارد البشرية، حيث وجد المسؤولون النقابيون للنقابة الوطنية للتعليم العضو في الفدرالية الديمقراطية للشغل في الاجتماع المشار إليه فرصة ومناسبة لاستعراض أهم المشاكل والقضايا التي تعاني منها المدرسة العمومية والشغيلة التعليمية، وتعيق انطلاق الموسم الدراسي، وتؤثر بشكل سلبي على الحياة المدرسية بجهة الدار البيضاء – سطات التي تعد من أكبر الجهات بالمملكة حيث تضم 16 مديرية إقليمية للتعليم. وطرح كل هذه الاختلالات والمشاكل أمام المسؤول الجهوي على قطاع التعليم. ومن بين أهم القضايا التعليمية والإكراهات التي تم رصدها من طرف المكتب الجهوي مشكل النقص الحاصل في الموارد البشرية في هيأة التدريس وفي الأطر الإدارية خاصة بمدينة الدارالبيضاء، حيث ذكر المكتب الجهوي بالمقاربة التشاركية التي اعتمدتها أكاديمية التعليم لتدبير هذا المجال الحساس والأساسي في قطاع التعليم، من خلال إشراك النقابات الأكثر تمثيلية في هذه العملية سواء في اللقاء الأول الذي انعقد خلال شهر يوليوز الماضي بمقر الأكاديمية والذي ارتأى من خلاله مدير الأكاديمية تقاسم المعطيات مع الشركاء الاجتماعيين حول الخصاص في الموارد البشرية بالجهة والذي ناهز 800 منصب في مختلف الأسلاك التعليمية والأطر الإدارية (ابتدائي 397 وإعدادي 389 كخصاص)، أو في اللقاء الثاني الذي انعقد بنفس المكان مع انطلاق الموسم الدراسي الحالي ( 4 شتنبر 2016 )، حيث تم تحديد منهجية لتدبير الخصاص بالجهة مع الفرقاء الاجتماعيين على أساس أن يتم سد الخصاص بالمديريات الإقليمية المتواجدة بمدينة الدارالبيضاء بالفائض من الأساتذة المتواجدين بباقي المديريات الإقليمية خاصة من سيدي بنوروالجديدة وبرشيد بالاعتماد على معايير موضوعية ومنطقية يسمح على إثرها للراغبين بالانتقال إلى الدارالبيضاء أن يكونوا قد سبق لهم المشاركة في الحركتين الانتقاليتين : الوطنية والجهوية إلى نفس المدينة ولم تلب طلباتهم، مع ترتيب هؤلاء حسب الاستحقاق وحسب حسب المعاير المذكورة. وهي منهجية خلفت ارتياحا لدى الفرقاء الاجتماعيين ولقيت استحسانا من طرف المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم ( ف د ش)، لكون هذه المنهجية المعتمدة ستخفف من النقص الحاصل في الموارد البشرية وستكون لها انعكاسات إيجابية على نفسية الأساتذة الراغبين في الانتقال إلى مدينة الدارالبيضاء حيت منحت لهم فرصة استثنائية لتجديد طلباتهم والتعبير عن رغبتهم قصد الاستفادة من هذه الحركية داخل الجهة. لكن سجل المكتب الجهوي في هذا الصدد عدم التعاطي الإيجابي مع هذه العملية من طرف بعض المدراء الإقليمين للتعليم بالجهة، بل منهم من سعى إلى عرقلتها وافتعال المشاكل لكي لا تحقق هذه العملية النتائج المرجوة منها من خلال إعطاء أرقام مغلوطة حول عدد الفائضين من الأساتذة رغم زيارة لجن جهوية لهاته المديريات الإقليمية للوقوف على هذه المعطيات بعين المكان. ومن بين هؤلاء المدراء الإقليمين الذين عرقلوا عملية تدبير الفائض لسد الخصاص بمدينة الدارالبيضاء نجد المدير الإقليمي للتعليم بسيدي بنور الذي وظف كل طاقاته واستعمل جميع الأساليب بما فيها الاحتماء بالسلطات الإقليمية لكي لا تتم هذه العملية من خلال تقديمه لأرقام مغلوطة حول عدد الفائضين بالمديرية الإقليمية المذكورة ضدا في مصلحة المتعلمين وإقصاء لحق الأساتذة في الانتقال إلى مدينة الدارالبيضاء، علما أن هذه الأخيرة حسب المعطيات الأولية التي تم تقديمها تشير إلى أن هناك فائض من الأساتذة بها يناهز 148 أستاذا وأستاذة، لكن سوء تدبير المدير الإقليمي لهذه العملية نتج عنه فقط توفير أقل من 20 أستاذا ليظل بعض التلاميذ بالمديريات الإقليمية التابعة لمدينة الدارالبيضاء بدون أستاذ حسب ما جاء في كلمة مدير الأكاديمية نفس الشيء يمكن أن يقال عن المدير الإقليمي للتعليم بالجديدة التي يناهز عدد الفائضين بها 94 أستاذا وأستاذة. وبقدر ما ثمن أعضاء المكتب الجهوي المجهودات التي بذلت من طرف المسؤولين الجهويين على قطاع التعليم والشركاء النقابيين لتدبير مجال الموارد البشرية بالجهة لضمان حسن انطلاق الموسم الدراسي، بقدر ما تم تسجيل بعض الاختلالات في تدبيرها ببعض المديريات الإقليمية. مما يتطلب من القائمين على قطاع التعليم بالجهة تصحيح هذه الوضعية والضرب على أيدي كل من سولت له نفسه عرقلة المشاريع الإصلاحية التي تعرفها منظومة التربية والتكوين. واعتبر المسؤولون النقابيون في هذا الجانب أن المنهجية المعتمدة من طرف الأكاديمية في تدبير الموارد البشرية هي محطة أساسية ينبغي مواصلتها مع النقابات الأكثر تمثيلية لمعالجة باقي القضايا والمشاكل التعليمية بالجهة والتي تطرق إليها أعضاء المكتب الجهوي في مداخلاتهم ومن ضمنها النقص الحاصل في الأطر الإدارية و سوء التدبير الذي تعرفه بعض المديريات الإقليمية للتعليم خاصة بالجديدة التي تعرف توترا واحتقانا مع انطلاق الموسم الدراسي غير مسبوق بسبب استفراد المدير الإقليمي في اتخاذ بعض القرارات التي لن تخدم المنظومة التربوية في أي شيء، في تهميش وإقصاء صارخ لباقي مكونات الحقل التعليمي. مما أدى إلى تأجيج الوضع هناك من خلال استمرار تنظيم الحركات الاحتجاجية أمام مقر المديرية الإقليمية من طرف غالبية الهيآت التعليمية الشيء الذي أدى إلى تعثر الدخول المدرسي أمام إصرار وتعنت المدير الإقليمي في نهج سياسة التجاهل واللامبالاة. نفس الشيء يمكن أن يقال عن المديرية الإقليمية للتعليم بسيدي بنور التي تعاني من مجموعة من الاختلالات بسبب مواصلة المدير الإقليمي لنهجه لأسلوب عدم التعاطي الإيجابي مع مطالب الشغيلة التعليمية. ومن بين القضايا والمشاكل التي تم التطرق إليها خلال اللقاء مع مدير الأكاديمية نجد تعثر عملية مبادرة المليون محفظة حيث لا زال بعض المتعلمين بدون الأدوات والكتب المدرسية، وكذا الوضعية المتردية للبنية التحتية خاصة ببعض المؤسسات التربوية المتواجدة بالمناطق القروية والنائية باَلإضافة إلى التأخر في انطلاق الإطعام المدرسي وقلة المنح الدراسية مما يساهم في الهدر المدرسي خاصة في صفوف الفتيات المنحدرات من الوسط القروي، ناهيك عن تحطيم الأرقام القياسية في الاكتظاظ، إذا تجاوز عدد التلاميذ في القسم الواحد 60 تلميذا وتلميذة، وتزيد وثيرة الأقسام المشتركة وهي كل مظاهر ومؤشرات تؤدي إلى تدني المستوى التعليمي. كما كانت بعض قضايا الشغيلة التعليمية حاضرة في نقاشات أعضاء المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم ( ف د ش) مع مدير الأكاديمية ومن ضمنها التعويضات الجزافية لهيأة الإدارة التربوية التي كانت تابعة سابقا لجهة الشاوية ورديغة حيث ما زالت هذه الفئة تنتظر مستحقاتها ( 4 دفوعات) منذ سنة 2013 إلى 2015 وكذا ملف الاستفادة من السكنيات الوظيفيات واحتلالها من طرف بعض المتعاقدين دون اتخاذ الإجراءات الإدارية والقانونية في حقهم، ووضعية الأساتذة المصاحبين، ومعالجة الملفات الاجتماعية والصحية وإنصاف البعض من الأستاذات والأساتذة الذين ظلوا قابعين لسنوات عديدة في أماكن عملهم بالمناطق النائية دون استفادتهم من الانتقال في إطار الحركات الانتقالية بإجراء حركة استثنائية بعد التوظيف بالعقدة الذي كان محط نقاش عميق بين المسؤولين النقابيين ومدير الأكاديمية. كما طالب أعضاء المكتب الجهوي بتسريع وثيرة الهيكلة الجديدة بالمديريات الإقليمية وتدارك النقص الحاصل في بعض المصالح ببعضها. وفي ختام اللقاء تناول الكلمة مدير أكاديمية الدارالبيضاء- سطات حيث اعتبر في مستهل مداخلته إيجابية الاجتماع وروح الصراحة والشفافية التي طبعت مداخلات الحاضرين. وعبر عن تفهمه لكل القضايا والمطالب المطروحة من طرف النقابة الوطنية للتعليم ( ف د ش)، وأكد على مواصلته لنفس النهج في الاعتماد على المقاربة التشاركية مع الفرقاء الاجتماعيين في تدبير شؤون قطاع التعليم لما فيه مصلحة الجميع. وحرص المسؤول الجهوي على أن ييكون صريحا وواضحا في رده على انشغالات النقابيين، حيث اعتبر أن الدخول المدرسي الحالي يعد من أصعب ما عرفته منظومة التربية والتكوين على الأقل في ظل الخصاص المهول للموارد البشرية والذي سيتم التقليص منه في إطار التوظيف بالعقدة الذي تعقد عليه منظومة التربية والتكوين أمالا كبيرة في التخفيف من هذا الإكراه. وفي نفس الوقت طمأن مدير الأكاديمية النقابيين على مضامين الاتفاق الذي تم بين الشركاء الاجتماعيين واعتبره أنه لازال ساري المفعول وسيتم البت في الطعون في أقرب الآجال مشيرا في نفس إلى أن الخصاص في الابتدائي على مستوى الجهة وصل إلى حوالي 400 منصب وكان بالإمكان تضيف كلمة مدير الأكاديمية توفيره من الفائضين بالمديريات الإقليمية لو تم التعاطي مع عملية تدبير الفائض بشكل إيجابي من طرف المدراء الإقليميين، رغم أن هذه العملية تمت على حساب الاكتظاظ وإنه إجراء يمكن اعتباره غير تربوي. وفي ما يخص باقي النقط فقد أكد المسؤول الجهوي على قطاع التعليم بأن الأكاديمية ستعمل على إيجاد الحل للملفات المطروحة ولكل القضايا التي تثير انشغالات الشغيلة التعليمية، مضيفا إلى أنه يبذل كل ما في جهده من أجل معالجة الاختلالات بالمديرية الإقليمية بالجديدة. والتسريع بوثيرة الهيكلة الجديدة للمديريات الإقليمية للتعليم. وقد خلف هذا اللقاء النقابي التواصلي ارتياحا لدى أعضاء المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم العضو في الفدرالية الديمقراطية للشغل بجهة الدار البيضاء – سطات نظرا للأجواء التي مر فيها والتي طبعتها روح الشفافية والجدية والمسؤولية والصراحة من الجانبين وأيضا مما أظهره مدير الأكاديمية في تناوله للقضايا المطروحة بكل جرأة وصراحة والتزامه بالتعاطي الإيجابي مع كل القضايا والمشاكل التي تعاني منها منظومة التربية والتكوين بالجهة.