قبل سنوات قليلة، خطرت على بال العلماء فكرة إخضاع 76 مومياء مصرية لأجهزة تصوير طبية، مفترضين أن الأمراض التي ستظهر على جسد عمره 3000 عام ستكون مختلفة حتماً عن تلك التي تصيب الإنسان اليوم، لكن النتيجة كانت مفاجئة: لم يعرف المصريون السجائر، إلا أن شرايينهم بدت كأنهم مدخنون شرهون. الفكرة، حسب موقع «العربية»، هي أنه إذا كانت أمراض القلب والشرايين هي القاتل رقم واحد اليوم، فالإنسان لم يعرف حتماً «النوبات القلبية» و»السكتات الدماغية» قبل 3000 عام إلا نادراً، إذ لم يكن مدخناً حينها، وكان أكثر حيوية ونشاطاً من أن يعاني من البدانة، وأقل استهلاكاً للمأكولات الدسمة، ويموت باكراً دوماً بالأوبئة التي لم يعرف تفسير لها، كالملاريا والسل والكوليرا وغيره. إلا أن الأمر كان مختلفاً تحت أجهزة التصوير (ال CT scan)، بدت شرايين هذه المومياوات شبيهة بشرايين رجل أميركي بدين يدخن سيجارة بجانب وجبة «همبرغر»، وظهرت عليها علامات «تصلب الشرايين» التي تتسبب بالجلطات والموت المفاجئ والنوبات القلبية اليوم، إلا أن فارقاً واحداً استرعى الانتباه: شاع «تصلب الشرايين» عند نساء المصريين القدماء أكثر من رجالهم، في حين أنه اليوم السبب الأول للموت للرجال أكثر من النساء.