اختتمت، مساء الأحد بمكناس، فعاليات الدورة ال 15 لمهرجان وليلي الدولي لموسيقى العالم التقليدية الذي نظمته وزارة الثقافة، على مدى أربعة أيام، بتنظيم أمسية فنية أحيتها مجموعة أولاد البوعزاوي وفرقتي "نيابوليس أونسومبل" من إيطاليا و"أنوانزي" من كوت ديفوار. وتميزت دورة هذه السنة بتنظيم مجموعة من السهرات العمومية التي أحيتها عدة فرق تراثية محلية ووطنية ومن الخارج منها الطائفة الحمدوشية برئاسة المقدم عبد الرحيم العمراني (فاس)، وفرقة بنات كناوة برئاسة المعلم عبد النبي المكناسي (مكناس)، وفرقة المايسترو أشيبان حوسا (خنيفرة)، ومجموعة "وناسة صوفية" لأنور الدقاقي (مكناس) ومجموعة أولاد البوعزاوي لفن العيطة، إضافة إلى المعلم الكناوي حميد القصري، فضلا عن مشاركة فرق من إسبانيا وإيطاليا وفرنسا وأوكرانيا وفلسطين والغابون وكوت ديفوار. وقد أمتعت هذه المجموعات الغنائية، التي أثثت فضاءات الموقع الأثري وليلي ومسرح الحبول، جمهور مدينة مكناس بلحظات فنية متنوعة من موسيقى كناوة وعيساوة والعيطة وكذا موسيقى تراثية أجنبية من فلامينغو ورقص غجري وإيقاعات إفريقية. وشكلت فقرة تكريم الفنانين أمال عبدالقادر ومحمد الإدريسي (81 سنة) الذي يعد من رموز الأغنية المغربية الكبار إحدى أقوى لحظات هذه الدورة باعتبارها شكلت مناسبة للاعتراف بمسار فني لهذا المطرب صاحب أغاني "عندي بدوية" و"بنت بلادي زينة" و"محجوبة" و"البحارة"، وكذا للاحتفاء بالمسار المتميز للفنانة أمال عبدالقادر التي أغنت الربيرتوار المغربي بعدة أغاني أصيلة. ويشكل مهرجان وليلي الدولي لموسيقى العالم التقليدية، الذي نظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، حدثا ثقافيا وفنيا للتعريف بفنون وموسيقى العالم التقليدية وجسرا لحوار الثقافات وتلاقح الحضارات، وكذا للاحتفاء بالمواقع الأثرية كموقع وليلي من خلال إدماجها في الحركية الاقتصادية والثقافية والبيئية. كما يسعى المنظمون إلى جعل هذا الحدث الثقافي والفني فضاء لمد الجسور بين الحاضر والمستقبل لحوار إنساني يقوي مبادئ التسامح بين الشعوب والحضارات، ويساهم في الارتقاء بالذوق عبر تقديم برمجة فنية متنوعة لموسيقى العالم التقليدي