تألق المعلم الكناوي حميد القصري وراقصة الفلامينغو، الفنانة الإسبانية ماريا مولينو، وكذا فرقة "أركو" من أوكرانيا، في أماسي مهرجان وليلي الدولي لموسيقى العالم التقليدية بمكناس الذي تنظمه وزارة الثقافة على مدى أربعة أيام . فوسط أجواء موسيقية تنهل من عوالم وطقوس اللون الكناوي سافر مساء السبت الفنان المغربي المعلم حميد القصري، الذي يعد من أشهر الفنانين في فن كناوة، بجمهور مدينة مكناس إلى أجواء كناوية روحانية رفرفت بالنفوس رفقة إيقاعات كناوية أصيلة تفاعل معها الجمهور الذي توافد بكثافة لمتابعة فقرات هذا الموعد الفني. وأتحف هذا الفنان بمعية مجموعته، التي تميزت بلباسها التقليدي ورقصاتها الفريدة، الجمهور بباقة من أغانيه الناجحة في هذه السهرة، منها "الله لا إله إلا الله" و"الشرفة" و"مولاي أحمد" و"عيشة". أما فرقة "الفلامينغو" برئاسة الفنانة الإسبانية ماريا مولينو فقدمت رقصات على إيقاعات صنعتها القيثارة وتتخللها حركات جسدية مصممة بدقة متناهية. وعاش أبناء العاصمة الإسماعيلية مع هذه الفرقة الإسبانية لحظات من المتعة برقصات وأغاني من التراث الإسباني القديم، منها "تارانتو" و"أليخيرياس" و"بوبيرياس". وبنفس الفضاء استمتع الجمهور بلحظات موسيقية من التراث الموسيقي الأوكراني مع فرقة "أركو" التي قدمت مجموعة من الأغاني مصحوبة بلوحات من رقصة "مانغي سيغان" المستوحاة من الرقص الغجري الأوكراني. واختتمت أول أمس الأحد بمسرح الحبول فعاليات الدورة ال 15 لمهرجان وليلي الدولي لموسيقى العالم التقليدية بتنظيم أمسية فنية أحيتها مجموعة أولاد البوعزاوي لفن العيطة وفرقة "أنوانزي" من كوت ديفوار وفرقة "نيابوليس أونسومبل" من إيطاليا. وكان المهرجان قد افتتح، مساء الجمعة، بالموقع الأثري وليلي بمكناس، بتكريم الفنانين محمد الإدريسي وأمال عبد القادر كوجهين أغنيا المشهد الفني المغربي برصيد هام من الإنتاجات الغنائية الرائعة. وتميز حفل افتتاح هذا المهرجان، بتقديم شهادات في حق المطربين المكرمين. وفي هذا الإطار، أعد الفنان عبدالواحد التطواني شهادة في حق المطرب محمد الإدريسي ألقتها الإعلامية اسمهان عمور، مشيرا إلى أن هذا الفنان صاحب مجموعة من الأغاني الأصيلة ك "عندي بدوية" و"بنت بلادي زينة" و"محجوبة" و"البحارة"، يعد رمزا من رموز الأغنية المغربية الكبار. وبخصوص تكريم الفنانة أمال عبدالقادر، فقد اعتبر الملحن عز الدين المنتصر، في شهادة، أن هذه الفنانة "البلبلة المغربية" لها طاقات فنية قوية ذات صوت "أكاديمي" يتوفر على إمكانات فنية وتقنية عالية وتمتلك القدرة على أداء أغاني القصيد والزجل لكنها ترتاح لأداء أغاني القصيد. وأكد عبد الحق أفندي، مدير الفنون بوزارة الثقافة، في كلمة بالمناسبة، أن هذا المهرجان "رسم هويته الخاصة المتمثلة في موسيقى العالم التقليدية التي تتجسد لدى مختلف الشعوب كزائر قادم من الماضي السحيق يحمل معه محددات الهوية والحضارة الضاربة في أعماق التاريخ". وأضاف أفندي أن البعد الحضاري لهذه التظاهرة الثقافية ك"منصة" للتلاقي والتعارف بين الفنون القادمة من مختلف أرجاء المعمور، يتيح فرصا سانحة لمراكمة تجارب الانفتاح من خلال التعارف وتبادل التجارب الفنية، داعيا إلى استثمار مثل هذه الملتقيات الدولية لإقامة روابط ثقافية تتمخض عنها، حالا أو مستقبلا، مشاريع تنموية متبادلة. وتم خلال حفل افتتاح المهرجان تقديم عروض فنية متنوعة قدمتها فرق موسيقية من المغرب والغابونوفلسطين. فمجموعة (بوفينغا) من الغابون أتحفت جمهور العاصمة الإسماعيلية بمعزوفات موسيقية أصيلة وعريقة من الثقافة الشعبية الغابونية من خلال توظيفه آلات موسيقية تقليدية. أما مجموعة (الوناسة الصوفية) بمكناس برئاسة المقدم أنور الدقاقي فأمتعت الجمهور بكشكول مزج من خلال إيقاعات مسترسلة بين الملحون والحمدوشي والعيساوي والتواتي. كما قدمت فرقة (دلال للفنون الشعبية) لوحات فنية تحمل عناوين متنوعة ك "الشهيد " و"شديت الهجن" و"فلكلور فلسطين" وهي لوحات تعبر عن واقع الحياة الفلسطينية وتمزج بين المعاناة والفرح والحياة والأمل.