حميد القصري والإسبانية ماريا مولينو يتألقان في الدورة ال 15 وسط أجواء موسيقية تنهل من عوالم وطقوس اللون الكناوي سافر الفنان المغربي المعلم حميد القصري بجمهور مدينة مكناس إلى أجواء كناوية روحانية رفرفت بالنفوس رفقة إيقاعات كناوية أصيلة تفاعل معها الجمهور الذي توافد بكثافة لمتابعة فقرات هذا الموعد الفني. وأتحف هذا الفنان بمعية مجموعته التي تميزت بلباسها التقليدي ورقصاتها الفريدة الجمهور بباقة من أغانيه الناجحة في هذه السهرة، منها «الله لا إله إلا الله» و»الشرفة» و»مولاي أحمد» و»عيشة». أما فرقة «الفلامينغو» برئاسة الفنانة الإسبانية ماريا مولينو فقدمت رقصات على إيقاعات صنعتها القيثارة وتتخللها حركات جسدية مصممة بدقة متناهية. وعاش أبناء العاصمة الإسماعيلية مع هذه الفرقة الإسبانية لحظات من المتعة برقصات وأغاني من التراث الإسباني القديم، منها «تارانتو» و»أليخيرياس» و»بوبيرياس». وبنفس الفضاء استمتع الجمهور بلحظات موسيقية من التراث الموسيقي الأوكراني مع فرقة «أركو» التي قدمت مجموعة من الأغاني مصحوبة بلوحات من رقصة «مانغي سيغان» المستوحاة من الرقص الغجري الأوكراني. وقد اختتم، مساء يوم أمس الأحد، بالموقع الأثري وليلي بمكناس، مهرجان وليلي الدولي لموسيقى العالم التقليدية في دورته ال 15، بتكريم الفنانين محمد الإدريسي وأمال عبد القادر كوجهين أغنيا المشهد الفني المغربي برصيد هام من الإنتاجات الغنائية الرائعة. وتميز حفل افتتاح هذا المهرجان، الذي تنظمه، وزارة الثقافة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بتقديم شهادات في حق المطربين المكرمين. وفي هذا الإطار، أعد الفنان عبدالواحد التطواني شهادة في حق المطرب محمد الإدريسي ألقتها الإعلامية اسمهان عمور، مشيرا إلى أن هذا الفنان صاحب مجموعة من الأغاني الأصيلة ك «عندي بدوية» و»بنت بلادي زينة» و»محجوبة» و»البحارة»، يعد رمزا من رموز الأغنية المغربية الكبار. وبخصوص تكريم الفنانة أمال عبدالقادر، فقد اعتبر الملحن عز الدين المنتصر، في شهادة، أن هذه الفنانة «البلبلة المغربية» لها طاقات فنية قوية ذات صوت «أكاديمي» يتوفر على إمكانات فنية وتقنية عالية وتمتلك القدرة على أداء أغاني القصيد والزجل لكنها ترتاح لأداء أغاني القصيد. وأكد عبد الحق أفندي، مدير الفنون بوزارة الثقافة، في كلمة بالمناسبة، أن هذا المهرجان «رسم هويته الخاصة المتمثلة في موسيقى العالم التقليدية التي تتجسد لدى مختلف الشعوب كزائر قادم من الماضي السحيق يحمل معه محددات الهوية والحضارة الضاربة في أعماق التاريخ». وأضاف أفندي أن البعد الحضاري لهذه التظاهرة الثقافية ك»منصة» للتلاقي والتعارف بين الفنون القادمة من مختلف أرجاء المعمور، يتيح فرصا سانحة لمراكمة تجارب الانفتاح من خلال التعارف وتبادل التجارب الفنية، داعيا إلى استثمار مثل هذه الملتقيات الدولية لإقامة روابط ثقافية تتمخض عنها، حالا أو مستقبلا، مشاريع تنموية متبادلة. وأبرز أن هذه الملتقيات «تستمد أهميتها وجدواها كفضاءات رحبة لاحتضان التنوع وتعميق الإدراك بفضائله كوضع طبيعي لاستتباب السلم وتحقيق التوازن والاستقرار وتوفير شروط النماء والازدهار»، مشيرا إلى أن المغرب الذي «يستمد وحدته وتماسكه واستقراره من تنوعه الثقافي الهائل وتعدده الاجتماعي الخلاق يسعى دائما إلى تجسيد هذه الفريدة في محيطه الإقليمي والقاري والدولي». وتم خلال حفل افتتاح المهرجان الذي حضره، بالخصوص، الكاتب العام لعمالة مكناس محمد زهير، تقديم عروض فنية متنوعة قدمتها فرق موسيقية من المغرب والغابونوفلسطين. فمجموعة (بوفينغا) من الغابون أتحفت جمهور العاصمة الإسماعيلية بمعزوفات موسيقية أصيلة وعريقة من الثقافة الشعبية الغابونية من خلال توظيفه آلات موسيقية تقليدية. أما مجموعة (الوناسة الصوفية) بمكناس برئاسة المقدم أنور الدقاقي فأمتعت الجمهور بكشكول مزج من خلال إيقاعات مسترسلة بين الملحون والحمدوشي والعيساوي والتواتي. كما قدمت فرقة (دلال للفنون الشعبية) لوحات فنية تحمل عناوين متنوعة ك «الشهيد « و»شديت الهجن» و»فلكلور فلسطين» وهي لوحات تعبر عن واقع الحياة الفلسطينية وتمزج بين المعاناة والفرح والحياة والأمل. وعرفت هذه الدورة، التي تنظم فقراتها بالموقع الأثري وليلي وفضاء مسرح الحبول، مشاركة فرق تراثية من المغرب وعدة بلدان (إسبانيا وإيطاليا وأوكرانيا وفلسطينوالغابون وكوت ديفوار)، إضافة إلى مشاركة الفنان حميد القصري ومجموعة أولاد البوعزاوي لفن العيطة.