حضرت الأميرة للا مريم صباح الأربعاء، بفندق (ليزانفاليد) بباريس، مراسم تأبين وطني لسيمون فاي الشخصية البارزة في الحياة السياسية الفرنسية والأوروبية، التي توفيت الجمعة الماضي عن سن يناهز 89 عاما. وتولت سيمون فاي التي تعتبر رمز النضال من أجل حقوق النساء، عدة مناصب وزارية، ومنها وزيرة الصحة في ولاية الرئيس فاليري جيسكار ديستان. كما تولت رئاسة البرلمان الأوروبي من 1979 إلى 1982، ثم كاتبة عامة للمجلس الأعلى للقضاء، وعضو المجلس الدستوري والأكاديمية الفرنسية. واختيرت سيمون فاي سنة 2014 الشخصية المحببة لدى الفرنسيين. وتميزت هذه المراسم بشهادات مؤثرة قدمها اثنان من أبناء سيمون فاي، اللذان ذكرا بمعاناتها في (معسكرات الموت)، وبنضالها من أجل النهوض بحقوق النساء. كما عرجوا على معركتها في مجال التصدي للعنف تجاه النساء، وبتشبثها بالقيم الإنسانية، وبالسلام بأوروبا، وبالتضامن والازدهار المشترك، مبرزين أن هذا التأبين الوطني يعكس اعتراف فرنسا بمختلف الأعمال التي قامت بها سيمون فاي في عدد من الميادين. من جهته، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التزام سيمون فاي بالدفاع عن حقوق الآخر، وحماية المستضعفين، مبرزا إرادتها في الدفاع عن القضايا العادلة. وبعد أن ذكر بمحنتها في (معسكرات الموت)، عدد رئيس الدولة الفرنسية بعض المعارك التي خاضتها هذه الشخصية البارزة التي نجت من المحرقة، وخاصة لدى الأممالمتحدة من أجل المصادقة على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ومن أجل ضمان الحماية الاجتماعية، فضلا عن التزامها في التصدي للعنصرية، ومعاداة السامية، ونضالها من أجل حقوق النساء. كما تطرق الرئيس الفرنسي إلى معركة سيمون فاي من أجل أوروبا التي تعود إلى سنة 1945. وقال إن سيمون فاي «كانت تحب أوروبا وتدافع عنها»، مضيفا أنها ناضلت من أجل الحلم الأوروبي ومن أجل بلد الحريات. وذكر الرئيس ماكرون بولع وعشق سيمون فاي للأدب الفرنسي، مشيرا إلى أنها كرست حياتها أيضا للدفاع عن المستضعفين. وأعلن من ناحية أخرى أن سيمون فاي «سترقد إلى جانب زوجها في البانتيون». يذكر أن جلالة الملك محمد السادس كان قد وجه برقية تعزية ومواساة إلى الرئيس الفرنسي، عقب وفاة سيمون فاي، أعرب فيها جلالته أنه تلقى بتأثر كبير النبأ الحزين لوفاة سيمون فاي إحدى أبرز الشخصيات السياسية الفرنسية والأوروبية. وقال جلالة الملك في هذه البرقية «بهذه المناسبة الأليمة، أعرب لفخامتكم، ومن خلالكم لأسرة الراحلة وللشعب الفرنسي الصديق، عن أحر التعازي وأصدق مشاعر المواساة.» وجرت مراسم التأبين الوطني لسيمون فاي، بحضور رؤساء فرنسيين سابقين ورؤساء حكومات وعدة شخصيات فرنسية وأجنبية.