دق عدد من المواطنين ناقوس الخطر في ما يتعلق بالتدخل لمعالجة وضعية مجموعة من الخرب والمنازل المهجورة، التي يفوق عددها الألف والتي تحولت مع الزمن إلى أوكار للإجرام وممارسة الدعارة، ومأوى للتربص لسلب المواطنين أموالهم وتهديدهم في أمنهم وسلامتهم. وتحكي شهادات عدد كبير من المواطنين، أن هذه الأماكن التي أصبحت بؤرا سوداء، يلجأ إليها عدد كبير من المتشردين وأصحاب السوابق، تخلف في كل حين ضحايا، يتعرضون إما للسرقة تحت التهديد بالسلاح الأبيض… وفي مشهد حقيقي شبيه بأفلام العصابات ومافيا الشوارع، عرف شارع الجيش الملكي بفاس حالة من الرعب والفزع داخل صفوف المواطنين بعدما عمد متشردون مدججين بالأسلحة البيضاء وتحت تأثير القرقوبي ناهيك عن السكر الطافح الظاهر على بعض أفرادها، إلى شل حركة المرور، انتقل على إثرها عناصر الأمن إلى عين المكان واقتحام خربة تتوسط مقهى فاخرة وفندقا مصنفا، حيث تم إلقاء القبض على أشخاص من بينهم قاصر لا يتجاوز عمره 14 سنة وفتاة لا تكبره كثيرا، يشتبه في تورطهم في قضية تتعلق بالضرب والجرح بسبب خلاف بينهم تطور إلى الاعتداء بواسطة الأسلحة البيضاء، مع تبادل الرشق بالحجارة وإحداث الضوضاء بالشارع العام…… وقد عاينا استمرار عملية البحث عن باقي الجناة وسط المدينة إلى ساعة متأخرة من الليل، من أجل إعادة الهدوء إلى مكان التدخل، الذي لقي استحسانا واسعا في صفوف المارة وسكان العمارات المجاورة خصوصا بعد وضع المشتبه فيهم تحت تدابير الحراسة النظرية والقاصر تحت الملاحظة، رهن إشارة البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة. هذا، وتشكل المباني المهجورة مصدر قلق وخطر دائمين للسكان، كونها ملاذا آمنا للخارجين عن القانون… وترتفع وتيرة التوجس من المباني المهجورة في الأوقات الميتة، عندما ينام الناس، أو يذهبون إلى أعمالهم، أو عندما يلعب الأطفال بالقرب منها، حيث تصبح أكثر خطورة. وبسبب ما تسببه هذه المباني من مشكلات لأنها ملاذ للحيوانات الضالة والقوارض والحشرات الضارة وغيرها، فإن إزالتها ضرورية، لأنها تعكس صورة غير حضارية عن الأحياء السكنية القريبة منها، كما تعكس إهمال الجهات المعنية بإزالتها وضرورة محاسبة ملاك هذه المباني الذين أهملوها فتحولت إلى أوكار لأصحاب السوابق، وأصبحت مصدر قلق وانزعاج، لما تمثله من خطر بيئي وصحي على السكان، كما هو شأن الأرض العارية على مستوى شارع علال بن عبد الله، بعدما تحولت إلى مطرح للقمامة والنفايات المنزلية، الأمر الذي جعل السكان يطالبون أكثر من مرة الجهات المعنية بضرورة العمل على حمايتهم من أخطار هذه الفضاءات المهملة، التي يتسبب إهمالها في انتشار الحشرات والفئران، بأنواعها ما يهدد الصحة العامة ويسبب تلوثا بصريا لا يليق بجمالية المكان.