سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في حوار مع أسامة خليل الإسم البارز في الإعلام الرياضي العربي .. أعلنا في قناة « القاهرة» التي أشتغل فيها عن دعمنا للمغرب في احتضان المونديال لأنه يستحق وهو أهل لها
من المؤكد أن كل الأنظار في مصر، خاصة أنظار مسؤولي الشأن الرياضي بهذا البلد، تتجه كل يوم انطلاقا من الساعة السادسة مساء، لمتابعة قناة « القاهرة « ، حيث يطل أسامة خليل من خلال برنامجه الشهير « من ستة لتسعة» وهو يمسك ملفات ساخنة يمتزج فيها الطرح الرياضي مع السياسي والاقتصادي. لا يتردد أسامة خليل في تعرية واقع بلده، ينتقد ويهاجم ويقترح الحلول كما يفتح الباب للحوار والنقاش بأسلوب هادئ وواضح. يقولون عنه إنه «عاشق للصراحة والوضوح في طرح كل الملفات، وكثيرا ما يغضب أصحاب المناصب الكروية بسبب صراحته الزائدة». استغلت جريدة « الاتحاد الاشتراكي» زيارته حاليا للمغرب، وأجرت معه حوارا تطرق فيه لمختلف القضايا التي تهم الإعلام الرياضي العربي واختياره هذا المجال الذي قدم إليه من عالم كرة القدم وهو المعروف بكونه كان لاعبا سابقا في صفوف النادي الإسماعيلي المصري ونجما كبيرا في منتخب الفراعنة وأول لاعب عربي يحترف في الولاياتالمتحدةالأمريكية. o من لاعب لكرة القدم إلى إعلامي ناجح، كيف جاء هذا التحول؟ n بعد اعتزالي الكرة، أصبحت أكثر حرية في التعامل مع إمكانياتي الذهنية والفكرية. فقد كنت أثناء ممارستي للكرة، اللاعب المصري الوحيد الذي كان يكتب مقالات وتحقيقات عن الكرة المصرية، ونشرت مقالاتي في مجلة « المصور « تحت إشراف الأستاذ محيي الدين فكري رحمة الله عليه. وواصلت حبي للمعرفة من خلال القراءة والكتب، وبعد اعتزالي وتكوين خبرة مجتمعية من خلال احترافي للكرة في امريكا والإمارات العربية المتحدة بجانب الوطن إلام مصر، بدأت مساري في الإعلام من خلال تحليل المباريات اعتمادا على نهج أسلوب متميز جعلني أحقق بعض النجاح لأشتغل بعدها في جريدة الرياضية السعودية تحت إشراف الأستاذ علي الشريف، وفي جريدة الأخبار المصرية تحت إشراف الأستاذ حاتم ذكريا، ثم أصبحت أول لاعب كره مصري يقوم بتقديم برنامج رياضي في قناة «نايل سبورت» عام 1999،وهو برنامج « الحريفة» تحت إشراف الأستاذ حسام فرحات. ثم انتقلت بعد ذلك للرياض بالسعودية للعمل بقناة «أوربيت» الرياضية المشفرة مع شتالي وياسين وغيرهم، واستمرت المسيرة الإعلامية عن طريق الأطروحات التي كنت أقوم بعرضها وتجد قبولا عند الجمهور، من خلال القضايا التي كانت تهم الشارع الرياضي المصري الذي كان صامتا ولا يجد من يتحدث عما يشعر به، فكسرت هذا الحاجز وهو ما أعطاني شخصية مختلفة في الإعلام الرياضي المصري. تقديم البرامج ليس عملا سهلا في الحقيقة، الأمر يتطلب القبول عند المتلقي، وهي علاقة مباشرة بين مقدم البرامج وبين المتلقي، فالكاميرا حساسة وتلتقط كل شيء للمشاهد. ولذلك يجب أن يتصف مقدم البرامج بالثقافة العالية والمعرفة لينقل المعلومة الصحيحة. ليست لدي أي قيود تمنعني من إبداء كل وجهات النظر في برنامجي من «6ل9» ولدي كامل الحرية في التعبير، مع الالتزام طبعا باحترام القانون، مقتنعا أن دوري كإعلامي هو البحث عن الحقيقة وليس التستر عليها. o شهدت الندوة التي أعقبت مباراة الوداد والأهلي جدلا واسعا على إثر رفض المدرب المصري حسام البدري حضور قناة «بينسبورت» القطرية، كيف تنظر لقرار مقاطعة الأندية المصرية لقنوات «بينسبورت»؟ n يجب أن نتعامل مع موقف مدربي الأهلي والزمالك ورفضهما للتعاون مع قنوات الجزيرة الرياضية بتفهم الموقف المصري وارتباط السياسة بالرياضة. وأنا أتضامن مع موقف الأندية المصرية تجاه الجزيرة ومن حقهم أن يمتنعوا عن الندوة طالما هناك من يسيء لوطنهم الأم مصر .. هنا أود أن أطرح هذا التساؤل: لماذا لا نتذكر حينما منع ترامب رئيس أمريكا قناة «سي إن إن» من حضور المؤتمرات الصحفية بالبيت الأبيض تحت مبرر ضلوعها في الإساءة إليه؟ o تنتمي لنادي الإسماعيلي المصري الشهير، وكنت نجما متألقا فيه، لماذا لم تفكر في الترشح لرئاسة النادي ؟ n شرف لي الانتماء للإسماعيلي الذي أعشقه، فقد التحقت به صغيرا وتدرجت في كل فئاته حتى أصبحت عميده وعميد منتخب مصر ،ولم أفكر في الترشح لأنني أعتقد أن رئاستي له لن تفيده، فالنادي يعاني حاليا من كثير من المشاكل المادية نتيجة أخطاء متعاقبة من مجالس إدارات أنهكت النادي ماديا وأعاقت مسيرته الفنية. وأنا دائما رهن إشارته حيث أستجيب كلما طلب مني المشورة أو الرأي. o هل المال هو الذي يحكم في الرياضة المصرية ؟ n الذي يحكم الرياضة المصرية عدم وجود سياسة مجتمعية وعمومية للفصل في حق المواطن لممارسة الرياضة، فالدولة تصرف الكثير على رياضة النخبة، في عشوائية، وفي غياب القوانين المنظمة، وفي تداخل غريب للاختصاصات بين دور وزارة الرياضة ودور اللجنة الأولمبية ودور الهيئات الرياضية، ولذلك فالوقت الضائع الناتج عن العشوائية يتبعه إهدار للمال العام مما ينتج عنه فوضى تعرقل طبعا تطور الرياضة. o معروف عنك أن لك موقفا من قانون الرياضة الجديد في مصر وغالبا ما تقوم بمهاجمته في برنامجك التلفزي؟ n أنا لا أهاجم قانون الرياضة الجديد فقد كنت مقرر عام لجنة صياغة قانون الرياضه أثناء تولي طاهر أبو زيد وزارة الرياضة. ونجحنا مع خيرة رجال مصر بمختلف التخصصات الرياضية في عمل قانون الرياضة من155 مادة، واعتمدنا على المادة 84 في الدستور المصري لتكون أساس هذا القانون. وكان القانون جاهزا لإقراره ولكنه ترك للهامش ولم يهتم به، وطرحت أفكار أخرى بعد تولي خالد عبد العزيز الوزارة، ليخرج علينا قانون رياضة آخر به كثير من العيوب القانونية والمخالفة لبعض المواد في الدستور المصري والنتيجة أن الوضع مازال كما كان عليه. o كيف يتم إعداد برنامج من ستة لتسعة؟ وهل حصلت لكم مفاجآت أثناء تقديمه؟ n يتم إعداد برنامج «من 6ل9» من خلال فريق عمل متجانس بأفكار شابة ومتجددة. أعتمد على الشباب وقدرتهم على التطوير والانفتاح على العالم وليس الانحصار داخل الثوب المحلي المصري، لا أتحدث فقط عن الدوري المصري، ولكنني أقوم بتطريز الثوب مع كل جديد يفيد الكرة المصرية والرياضة المصرية، والمتلقي يجدني صادقا حينما آخذه معي من الفكر المحلي إلى العالمية، وكل هذا يأتي من خلال فريق يعمل معي بهدف واحد مشترك، وهو احترام عقل المشاهد من خلال المعلومة الصادقة والمفيدة. تحدث مفاجآت أثناء تقديمي للبرنامج لكنها تبقى عادية، مثل إصرار الضيف على التحدث المتواصل والتنقل من موضوع لآخر من أجل عرض أجندة خاصة به من خلال رسائل يوجهها إلى خصومه، فيستغل الهواء في ذلك، وهو مايفعله مثلا مرتضي منصور، رئيس نادي الزمالك، وأنا أتعامل مع موقف كهذا بأن أتحكم في قيادة الدفة ولا أجعله يخرج عن الموضوع ولو اقتضى الأمر قطع البث عنه. o عينتم سفيرا للنوايا الحسنة من طرف منطقة الشرق الأوسط من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، كيف تم الأمر وماذا حققتم من أعمال في تلك المهمة؟ n تم تعييني سفيرا للنوايا الحسنة من قبل الوكالة الامريكية للتنمية us aid وذلك للترويج لبرنامج صحتك-ثروتك. حيث تم اختياري لهذا العمل التطوعي الرائع لأساهم في نشر فكرة أهمية ممارسة الرياضة للوقاية من الامراض. وكنت ألقي محاضرات في كل أرجاء مصر سواء في الصعيد أو في الجامعات المصرية و الأجنبية، وقد ساعدني على ذلك إتقاني للغة الإنجليزية. وكنت أجد سعادة كبيرة للمشاركة في هذا العمل الخدمي التطوعي، وهو دوري كمواطن أعطته الجماهير كثيرا من الحب وعلي أن أرد لها الجميل..وبعد نجاحي مع الوكالة الأمريكية اختاروني سفيرا للنوايا الحسنه مرة أخرى لصندوق مكافحه الإدمان والمخدرات والذي يشرف عليه رئيس الوزراء المصري. وكان دوري هو التركيز على أهمية ممارسة الرياضة للحد من تعاطي المخدرات والتعافي منها. o توجد حاليا في عطلة بالمغرب، ومعروف عنك حبك الكبير له؟ n نعم أحب المغرب .. أعشق الطبيعة فيه. فالمغرب متعدد الثقافات متجدد الأفكار. بلد جميل في رقعة جغرافية أعطاها الله الجمال في تضاريسها. فأنا في كازابلانكا من غابات بوسكورة إلى عين الذئاب على المحيط الأطلسي في عشرين دقيقة، وأنا في السيارة ذاهب للرشيدية مبهور بجبال الأطلسي ومبهور بعظمة الخالق في رسم هذه الجبال، وأنا في مراكش أجد كل هذه الأجناس في ساحة الفنا، وأنا في طنجة أطل على جبل طارق وأرى التقاء المتوسط بالمحيط. كيف لا أحب المغرب حينما أجد فيه مدينة صغيرة في روعة إفران حيث الخضرة والزهور والجو الصيفي المعتدل والذي لا يزيد عن 20 درجة مئوية، وهي المدينة التي غنى فيها عبد الحليم حافظ، وهي التي صنفت كأنظف ثاني مدينة في العالم، وأنا كعربي أفتخر بذلك، وكل بقعة في المغرب لها شخصيتها المميزة ..عرفت ليه أنا بحب المغرب. كما أن زوجتي المغربية هي نموذج للمرأة المغربية الذي جعلتني أحترم هذا البلد وأقدره، ولزوجتي أيضا الدور الأهم في مسار حياتي. o أعلنتم في قناة « القاهرة» وبشكل رسمي مساندتكم لترشح المغرب لاحتضان كأس العالم؟ n أتمني أن ينجح المغرب، إن شاء الله، في تنظيم مونديال 2026 لأنه يستحق ذلك، فالشروط التي وضعتها «الفيفا» مؤخرا لتنظيم المونديال متوفرة وموجودة فيه. وأنا أعتقد أن المسؤولين عن الملف المغربي لديهم الحنكة والخبرة لتحقيق النجاح. وأنا كمواطن عربي ومن خلال برنامجي أطلقت «هاشتاج» لمساندة الملف المغربي «المغرب_2026» ويارب يتحقق المراد. o كيف ترون مستوى الإعلام الرياضي العربي؟ n لا شك أن الإعلام الرياضي العربي ساهم بشكل كبير في انتشار الرياضه بصفة عامة في الوطن العربي. ومن حق كل إعلام أن يدافع عن سياسة دولته الرياضية بما يخدم مواطنيها دون التقليل من شأن الآخرين. وأرى أن مفهوم حرية التعبير بدون دراسة وثقافة ستضرنا كثيرا كإعلام عربي. فالمشاكل تبدأ في الإعلام حين لا نحدد جدول أعمال واضحا للنقاش. عيوبنا المجاملة على حساب الموضوع، وهي ظاهرة في كل الإعلام الرياضي العربي، ولذلك أرى أن تحديد الاختصاصات لمسؤولي الإعلام الرياضي العربي مع وجود هدف واحد للجميع هو بداية وضع سياسة واحدة متفق عليها مع وضع لوائح تنفيذية على الجميع الالتزام بها.