نوفل العوالمة، المغربي - الأردني، الشاب الذي يعتز بعروبته وبجنسيتيه المغربية والأردنية، اكتشفه المشاهدون المتتبعون للأخبار والأنشطة الرياضية المتلفزة، عبر قناة ميدي 1تي ڤي. وجه لم يعد جديدا، نجح بكل جدارة، وبفضل صدق العمل الذي ينجزه ويقدمه، في أن يصنع لنفسه اسما كبيرا في عالم الصحافة الرياضية.. إنه من جيل الصحافيين الشباب الذين يتطلعون لرسم ذلك الإطار المستقيم لإعلام قادر على مواكبة كل التطورات الحديثة، وقادر في نفس الوقت على مصاحبة النمو الرياضي المتجدد والمتغير بإيقاعه السريع. نوفل العوالمة صحفي رياضي يحمل في دواخله طاقة هائلة للإبداع ولتقديم الأفضل، وربما ذلك ما بوأه تلك المكانة المتميزة في المشهد الإعلامي المرئي كنجم سرعان ما نال الإعجاب والاحترام من مكونات المشهد الرياضي المغربي ومن مشاهدي القنوات التلفزية. في الحوار التالي، أجاب نوفل العوالمة على أسئلة ملحق «إعلام وفنون» تحدث عن حياته الشخصية، وعن مساره المهني، وعن تفاصيل ومعلومات نكتشفها لأول مرة: { قدمنا لنا ورقة تعريفية عنك؟ في البداية تحية حب وتقدير واحترام لجريدة «الإتحاد الإشتراكي» ولكل القراء الكرام. نوفل العواملة من مواليد مدينة الرباط عام 1984، من أب أردني وأم مغربية، أي أملك الجنسيتين الأردنية والمغربية. غادرت المغرب، وأنا طفل لم يتجاوز الأربع سنوات وتحديدا عام 1988 وعدت مجددا عام 2000، حيث واصلت دراستي الثانوية والجامعية. { جوانب من شخصيتك الحياتية والمهنية لا يعرفها المشاهد؟ أنا في حياتي الخاصة أعيش بشكل عادي، ليست هناك عادات ثابتة، لأن الوقت يكاد لا يكفي لكي تضع لنفسك برنامجا خاصا تواظب عليه، كأن ترتاد نادي رياضي مرتين في الأسبوع، أو تواظب على أنشطة ثقافية إلى غير ذلك، بالنسبة لي لدي دمج مطلق بين الحياة المهنية والشخصية، لأنهما وجهان لعملة واحدة ويتداخلان من وقت لآخر، ربما هناك بعض الأشياء الخاصة التي لا يعرفها الناس، وهو أنني ممن حرموا من جو أسري مثالي كباقي البشر، وهنا أنحني تواضعا وإجلالا لأمي الحبيبة عائشة، أعظم نساء الدنيا والتي حرمت من رؤيتي وإخوتي لثلاثة عشر عاما، ولكنها تزودت بالإيمان والصبر وأتمنى من الله العلي القدير أن يقدرني على مجازاتها، لأنها تمثل بالنسبة لي سر النجاح . { أين درست وأين تلقيت تكوينك في المجال الصحفي؟ دخلت عالم الإعلام من خلال المعهد العالي للإعلام والإتصال بالرباط، حيث حصلت على دبلوم من هناك، وتخصصت في الصحافة المرئية والمسموعة، هذا بالإضافة لمجموعة من الدورات التكوينية مع مؤسسات وطنية ودولية مختلفة، منها التلفزيون الأردني والتلفزيون المغربي وإذاعة البحر الأبيض المتوسط « ميدي1 »
{ متى استقريت بالمغرب؟ كما قلت في السابق العودة إلى المغرب كانت عام 2000، ومن ثم جئت لرؤية أمي وقضاء العطلة الصيفية، ثم العودة إلى الأردن، ولكن شاءت الأقدار أن أستقر في المغرب وأواصل دراستي هنا والحمد لله على كل شيء .... { كيف هي ظروف العمل الصحفي في قناة ميدي 1 تي ڤي؟ فيما يخص ظروف العمل في ميدي1 تي ڤي ، وخاصة في القسم الرياضي يمكن أن أعتبرها ممتعه وشاقه في وقت واحد. فالمتعة تأتي من حبي وحب الزملاء لما نقدم من منتوج ، أما المشقة فناتجة عن كثرة العمل والنقص في الموارد البشرية، ومع ذلك نسعى جاهدين لكي نكون دائما في قلب الحدث الرياضي المحلي أو الإقليمي أو الدولي . { تفاصيل يوم عمل عند الزميل العواملة ؟ أبدأ يومي في الساعة الثانية ظهرا، حيث ألتحق بمكتبي، لأبدأ رحلة الإبحار في عالم مهنة المتاعب، وكما يعرف الجميع، فأنا أطل على السادة المشاهدين عبر برنامج بطولتنا، أو عبر النشرات الرياضية والتحضير لهذين الجنسين يختلف، فعلى سبيل المثال النشرة الرياضية تتعلق بالأخبار اليومية، وأيضا الروبورتاجات التي تعدها القناة، ولكن برنامج بطولتنا فيحضر في ثلاثة أيام، لأنه غني بالفقرات والمرتبطة بمباريات البطولة هو يوم الإثنين، حيث أقوم رفقة الزملاء بتحضير فقرات، تكون جاهزة للبث وهنا يتم الإحتكاك بكل الأقسام في القناة كقسم المونتاج وهندسة الصوت وأقسام أخرى التي قد تحتاج لكثير من الوقت للحديث عنها بالتفاصيل
{ كيف التحقت بقناة ميدي 1 سات؟ التحاقي بميدي1 سات جاء عن طريق الصدفة، حيث إلتحقت بإذاعة ميدي 1 من أجل قضاء فترة تدريب تستمر لثلاثة أشهر، وهناك، وبعد مرور أسبوع واحد، اقترحت علي إدارة ميدي1 راديو، بناء على تعليمات من الرئيس المدير العام أنذاك الفرنسي بيير كازالطا الإلتحاق بميدي1 سات، وبالفعل تم ذلك، وبعد نحو أسبوعين من العمل تحدثت مع مدير الأخبار في تلك الفترة اللبناني مارك سيكالي، واقترح علي العمل بشكل رسمي مع القناة، وبالفعل وقعت عقدا لمدة سنة قابلة للتجديد، ومنذ ذلك الحين وأنا في ميدي1 تي ڤي حيث سأكمل بعد شهرين عامي الخامس رفقة القناة .
{ ماذا حققت في عالم الصحافة، المال، الشهرة أم تطوير شخصيتك الصحافة؟ إذا قلت بأنني حققت أحلامي من خلال إمتهاني للصحافة، فلن أكون صادقا مع نفسي أولا، ثم مع الآخرين، ولكن أعطتني هذه المهنة الكثير، وأعتقد أن الشيء الأهم هو حب الناس. بعض الأحيان تنهمر من عيوني الدموع لكلمات بسيطة أسمعها ممن يحبون ويقدرون عملي، في كلمات تؤثر في وجداني، لأنها صادقة ونابعة من القلب. بالنسبة لي هذا هو الكنز الحقيقي
{ مشاكل تعيق أداء عملك الصحفي، هل هناك ضغوطات تدخلات؟ لا يخلو أي عمل من مشاكل، ولكن بالنسبة لي ما يعيقني في ميدي1 تي ڤي في عملي هو قصر ذات اليد، أي الإمكانيات البشرية والمادية المرصودة للرياضة في ميدي1 تي، وهنا قد أجد عذرا للمسؤولين، حيث لا يمكن أن نحول القناة لقناة رياضية عبر برمجة برامج رياضية كثيرة، ولكن بحمد الله نحاول جاهدين أن ننقل الخبر الرياضي ومن مختلف مناطق المملكة وفي رياضات مختلفة بناء على الإمكانيات المتاحة. { كم عدد الصحفيين في القسم الرياضي بالقناة؟ سؤال هام جدا، لأن المشاهدين لا يعرفون من يقف وراء المنتوج الرياضي. في ميدي1 تي في . نحن في القسم ثلاثة أشخاص، أنا والزميل بسام االنجار والزميل عبد الله جعفري، نتناوب على النشرات الإخبارية والتغطيات الصحفية وإعداد البرامج الرياضية، وقد نضطر في بعض الأحيان للعمل لمدة شهر أو أربعين يوما دون توقف، كما حدث، مثلا في كأس العالم 2010 أو مؤخرا في كأس أمم أفريقيا. حين قمنا بتغطية الحدث عبر البرنامج اليومي «يوميات الكان»، وهنا أقدم تحية احترام وتقدير للزملاء اللذين يبدعون في عملهم بحثا عن إرضاء المشاهد وكسب قلبه وعقله.
{ كيف يتم إنجاز العمل الصحفي في القناة؟ نقوم بعقد اجتماعات فيما بيننا يتم بناء عليها تحديد أجندة تتضمن الأنشطة الرياضية، سنقوم بتغطيتها، ومن ثم يقسم العمل بالتنسيق مع الأقسام الأخرى كقسم الأخبار وقسم الإنتاج. بالنسبة للعمل الإعتيادي كالنشرات أو البرامج الرياضية الأخرى، نتوفر على خريطة عمل واضحة وكل واحد منا لديه دور خاص يقوم به.
{ ما هي أهم أعمالك الصحفية التي تعتز بها؟ أعمال كثيرة أشعر بالفخر حين أعيدمشاهدتها. ما لا يعرفه البعض هو أنني عملت في مجالات مختلفة داخل ميدي1 تي ڤي، فمن محرر إلى مقدم أخبار، ثم معد ومقدم برامج رياضية، إلى موفد خاص ثم معلق على المباريات الخاصة بالمنتخب الوطني، هذه المراحل تخللتها أعمال لا تنسى . وسأعطي أمثلة من الرياضة لكي لا أعود بالتاريخ كثيرا إلى الوراء، أعتقد أن تغطية مباراة مصر والجزائر من القاهرة ذكرى ستبقى خالدة في ذهني. أما مفترق الطرق بالنسبة لي فكان التعليق على مباراة الجزائر والمغرب في عنابة، ومباراة أفريقيا الوسطى والمغرب في بانكي . أما البرنامج الذي سيبقى عالقا في ذهني، فهو ساعة المونديال رفقة الزملاء الأعزاء جلال بوزرارة وخالد ياسين وفؤاد الحناوي والمدرب الجزائري القدير محيي الدين خالف . { أسوء الذكريات في مسارك المهني؟ ذكرى لم يمض عليها الوقت الكثير وتتعلق بالأحداث التي تلت لقاء الترجي والوداد. وهنا لا أريد أن أفتح الجرح من جديد . { مواقف غريبة لم تكن تتوقعها اعترضتك في العمل الصحفي؟ أطرف المواقف وقعت لي في أفريقيا وتحديدا في لقاء المغرب مع أفريقيا الوسطى، حيث تساقطت الأمطار بشكل كثيف قبل المباراة ودخلت أنا والمدرب الوطني هشام الإدريسي أرض الملعب لنرى منسوب المياه وهل سيؤدي لإلغاء اللقاء نظرا للأرضية السيئة للملعب، وحينها ظن الجمهور بأننا نمارس طقوس خاصة وبدأو بألقاء الزجاجات وتوجيه الشتائم لنا ، وخلال نفس الرحلة كنا نقيم في فندق قيل بأنه من فئة الخمس نجوم، وحين كنا نعود من التغطية الميدانية ومعنا المعدات نركب المصعد للصعود للطابق التاسع، ولكنه حين يصل للطابق الرابع أو الخامس يعود مجددا للطابق الأول، فنضطر للصعود مشيا على الأقدام في معاناة استمرت لأربعة أيام . { كيف ترى مستوى الإعلام الرياضي في المغرب؟ قد يقول قائل بأن مستوى الإعلام الرياضي لا يتوافق مع البيئة الرياضية في المغرب، والتي تعرف انتشارا لرياضات مختلفة غير كرة القدم كألعاب القوى والتنس ورياضة الدراجات، ولكن بالنسبة للمشهد الإعلامي فقد حرر القطاع مؤخرا أي قبل سنوات قليلة، ومرحلة البناء لازالت في البداية، هذا بالإضافة للمنافسة الشرسة مع مؤسسات تملك حقوق بث أقوى البطولات .. إلا أن الطامة الكبرى في هذا القطاع تكمن في هجرة الموارد البشرية نحو المؤسسات الأجنبية وأيضا ضعف سوق الإشهار بالإضافة لمحدودية القراءة وغياب نسب استماع أو مشاهدة كبيرة، نظرا للمنافسة الشرسة من المؤسسات الأجنبية، إلا أن ذلك لا يمنع بأن الإعلام الوطني يؤثر ويتأثر بالحدث ويجتهد حسب إمكانياته ليكون في مستوى تطلعات الجماهير الوطنية
{ رأيك في قناة «الرياضية» المغربية؟ وفي المحطات الإذاعية الجديدة المهتمة بالرياضة؟ كما قلت تحرير المشهد السمعي البصري أتاح الفرصة لولادة منابر إعلامية جديدة، ولعل قناة «الرياضية» اليوم تعيش على وقع مرحلة انتقالية بعد قدوم المدير الجديد الزميل حسن بوطبسيل، والذي راكم سنوات لا يستهان بها من الخبرة في مجال الإعلام الرياضي. ولقد شاهدنا القناة تجدد في شبكتها البرامجية عبر إطلاق سلسلة من البرامج المتميزة. فيما يخص المحطات الإذاعية فلقد أغنت المشهد الإعلامي الرياضي، والجميع يعلم الفرق بين التلفزيون والإذاعة، خاصة ما يتعلق بالإمكانيات المادية في الصناعة الإعلامية. وهنا لا بد من الإشادة بهذه الإذاعات التي تمكنت من خلق نسب إستماع جيدة. المشهدالإعلامي بأكمله خلق نوعا من المنافسة الصحية التي لا بد أن تنعكس بالإيجاب على القطاع ..
{ رأيك في تحرير فضاء الإعلام المغربي؟ لقد أجبت على هذا السؤال من خلال ما سبق. فمسألة تحرير القطاع خطوة في الطريق الصحيح وعلى القطاع الخاص أن ينخرط بشكل أكبر في المؤسسات الإعلامية، لأن الإعلام يعكس الصورة الحقيقة للوطن ويروج له على المستوى السياحي والإقتصادي، كما أن المستثمر في القطاع سيستفيد من هامش جيد من الحرية ، التي لا تتوفر في بلدان أخرى .
{ ما هو رأيك في الحوار الجاري حول الإعلام بالمغرب؟ أعتقد أنه جاء متأخرا، خاصة في بلد كالمغرب يعيش على وقع تغييرات جذرية في سياساته الإقتصادية والإجتماعية، ولكن اليوم بدأنا نتحدث عن ضرورة سن قوانين جديدة تساعد على الرقي بقطاع الإعلام، كما تجدد الحديث عن ضرورة دعم هذا القطاع وخلق مدارس ومراكز للتكوين لكي نصل في نهاية المطاف إلى بيئة مناسبة تساعد على الخلق والإبداع في هذا القطاع الحساس، الذي بإمكانه أن يوجه الرأي العام ويقدم له التوعية وفي مختلف المجالات، كما أن المشاهد والقاريء والمستمع يضع الإعلام المحلي، في مقارنة مع الإعلام الأجنبي الذي يسبقنا بسنوات .... { في نظرك، أحسن قناة متخصصة في الرياضة، عربيا وعالميا ولماذا؟ أعتقد بأن «الجزيرة الرياضية» تسير في الطريق السليم، وما تتويجها في تغطية كأس العالم بجنوب أفريقيا إلا إعتراف دولي بقيمة هذا المنبر الذي تمكن من الإستحواذ على جل البطولات العالمية وفي رياضات مختلفة لتوسيع رقعة المشاهدة لتشمل دولا أوروبية تدين بالولاء لمؤسسات تقليدية مثل كنال بلوس والقائمة تطول.
{ هل سبق أن تلقيت عروضا للاشتغال في قنوات خارج المغرب؟ بالفعل لقد تلقيت بعض العروض قبل أكثر من سنة ولكنني لم أغادر ميدي1 تي ڤي، لأن التحول الذي شهدته القناة لم نكن قد جنينا ثماره بعد. لذا كان لا بد من البقاء والمساهمة في إنجاح هذا المشروع الطموح { مشاريعك المهنية مستقبلا؟ أتمنى أن أواصل العمل بنفس الروح وأن تتوفر الإمكانيات التي تمكننا من النجاح فيما نقدم من منتوج، ولكن في الوقت نفسه وحسب قناعاتي الشخصية. أعتقد بأن الإنسان لكي لا يقع في التكرار، عليه أن يحاول التجديد سواء في المؤسسة التي يعمل بها إذا أتيحت له الفرصة، أو في مؤسسات أخرى . وبالنسبة لي لم أقرر بعد مغادرة ميدي1 تي ڤي، إلا أنني سأحدد ذلك قبل نهاية الموسم الكروي الحالي { كلمة أخيرة؟ في الختام أشكركم على هذا اللقاء وأتمنى أن تكون إجاباتي شافية ومقنعه، وكل الأمنيات بالتوفيق والإزدهار للإعلام الوطني الذي يتوفر على كوادر بإمكانها أن ترتقي به وبمستوى المتلقي، لينعكس ذلك على واقع الوطن بأسره والذي يستحق أن يدخل نادي الكبار وفي كل المجالات بما فيها قطاع الإعلام .