لم تتوقف مواطنة من منطقة آيت موسى، لكعيدة، إقليمخنيفرة، عن طرق أبواب الجهات المسؤولة والإطارات الإعلامية والحقوقية، بخصوص الاعتداء الشنيع الذي تعرضت له من طرف عون سلطة معروف على صعيد المنطقة بتهوره المفرط أمام مرأى ومسمع من السلطات المحلية، ويتعلق الأمر بعنصر كان قد تقلد منصب عون سلطة (مقدم) بعد وفاة سلفه، وكم كانت دهشة الجميع كبيرة يوم تمت ترقيته من شيخ إلى مقدم، رغم الشكايات والعرائض السكانية التي تم التقدم بها لدى السلطات المحلية للاعتراض على منحه هذه المهمة، ما أكد للجميع أنهم أمام شخص يتمتع بمظلات خفية والتي تكون قد «تفتحت» في الوقت المناسب لحمايته من مساطر المحاسبة والعقاب بعد تعنيفه للمواطنة المذكورة. واستنادا لرواية المواطنة، مليكة عليوي، فقد اعترض عون السلطة المتهم سبيلها، بينما هي متوجهة لبيتها، يوم الاثنين 22 ماي 2017، عبر غابة «تيزي المقدم» بتراب «إسرافن»، على بعد حوالي ست كيلومترات من «الكعيدة»، حيث انتهز المعتدي فرصة نزوح سكان المنطقة نحو السوق الأسبوعي، لتفاجأ به وهو يهاجمها، بمعية فردين من عائلته، ويعمد إلى تعنيفها والتنكيل بها إلى أن وقعت على الأرض في غيبوبة، وهي مصابة على مستوى الرأس بجرح غائر وكدمات بأنحاء متفرقة من جسمها النحيف، حيث نقلت على وجه السرعة صوب المركز الصحي بأجلموس لتلقي العلاجات الضرورية، وقد تم رتق جرح رأسها بخمس غرز، على حد مضمون ما تسلمته «الاتحاد الاشتراكي» من وثائق. وصلة بالواقعة، تسلمت الضحية شهادة طبية تثبت عجزها في 25 يوما قابلة للتمديد، أرفقتها بشكاية في موضوع الاعتداء، وتمت إحالة ملف القضية على قضاء الأسرة (خلية العنف ضد المرأة)، تحت رقم 1094 (إرسالية 2/3623)، وسجلت تحت عدد 22/5/2017، وبينما لا تزال الضحية تنتظر كلمة العدالة، فإن معاناتها من مضاعفات جسدية ونفسية واجتماعية جراء مخلفات الاعتداء الذي تعرضت له مازالت مستمرة حيث تسببت لها في حالة مرضية أجبرتها على تناول الدواء بانتظام، حسب قولها. ووفق مصادر «الاتحاد الاشتراكي»، تعود أسباب الاعتداء إلى موضوع بقعة فلاحية في ملكية المعنية بالأمر محاذية لأرض المعتدي الذي طالما اجتهد في الضغط عليها لأجل ترحيلها منها، ولم يتوقف عن استفزازاته وتهديداته العلنية والمبطنة في حقها وأسرتها في محاولة منه لإرغامها على بيعه البقعة المذكورة، وكم ارتقى بشططه في استعمال السلطة إلى نحو إطلاق أغنامه للرعي بهذه البقعة، ما حمل المعنية بالأمر إلى التقدم، أكثر من مرة، بشكايتها لدى قائد المنطقة وخليفته، وكذا الدرك الملكي، دون جدوى، شأنها شأن أبناء عمومة وورثة العون المعتدي الذين لم يسلموا بدورهم من بطش الرجل، في حين أشارت مصادر مختلفة من المنطقة لشكايات عدة قدمت بخصوص تجاوزات المعني بالأمر وتلاعباته، لكنها ظلت خارج تغطية دولة الحق و القانون.