توفي صباح أول أمس الاحد الكاتب الاسباني الكبير خوان غويتوسولو بمنزله بحي رياض القنارية بالمدينة العتيقة لمراكش بعد مرض ألزمه الفراش.. خوان غويتسولو أحب مراكش حتى النخاع واعتبرها مسقط قلبه وكانت حاضرة في الكثير من أعماله الأدبية ك»المقبرة الأربعينية».. وعشق ساحة جامع الفناء حيث كان يعتبر مقهى ماطيش الشعبي أحسن مقهى في العالم بل كتب ذلك على جداره.. وهو من ساهم في أن يتم الاعتراف بساحة جامع الفناء كتراث شفوي عالمي إنساني لا مادي من طرف اليونيسكو. خلف غويسولو العديد من الاعمال الادبية الكبرى والأفلام الوثائقية وفاز بالعديد من الجوائز. ولد خوان غويتيسولو في برشلونة، إسبانيا في 5 يناير 1931 . يعتبره الكثيرون من أهم الكتاب الإسبان، واشتهر بمعارضته للجنرال فرانكو. تتناول كتاباته الآثار العميقة للغة والثقافة العربية في المجتمع الإسباني إلى اليوم. ويأتي كتابه المُترجم للعربية إسبانيا في مواجهة التاريخ على رأس مؤلفاته في العالم العربي. التحق بثانوية اليسوعيين، وابتدأ دراسة الحقوق بجامعة المدينة، لكنه لم يُكملها. بعدها ابتعد عن محيط عائلته المرموق، سنة 1956 سافر خوان إلى مهجره الاختياري باريس حيث تعرف على مندوبين لمجلتي رواية جديدة (Nouveau Roman) ومجلة تيل كيل، وعمل في باريس كمستشار أدبي في مطبعة غاليمار، كما عمل استاذاً في جامعات جولا في كاليفورنيا وبوسطن ونيويورك. خوان من عائلة مثقفة فإخوته أدباء إسبان كبار. أخوه لويس غويتيسولو أحد أشهر الكتاب الإسبان وكذلك أخوه الشاعر المعروف أوغستين غويتيسولو. اشتهر بمناهضته لحكم للجنرال فرانكو فلم يستطع العودة إلى إسبانيا إلا بعد زوال حكم فرانكو الذي حكم عليه غيابياً. من أشهر مواقفه موقفه ضد الاستعمار الفرنسي للجزائر وكيف كان يخبئ الجزائريين عنده في البيت ويوفر لهم الحماية. جمع بين الثقافة العربية والأندلسية والإسبانية واللاتينية والفرنسية إضافة إلى ثقافته الإنجليزية عندما درس في أمريكا. ساند غويتسولو إبان الحروب اليوغوسلافية، المقاومة البوسنية المسلمة في سراييفو بكل مؤلفاته ومقالاته. حصل سنة 1993 م على جائزة نايلي زاكسو.وجوائز أخرى.. خوان الذي عشق المغرب وخاصة مراكش وطنجة يوضح عادة في كتاباته الآثار العميقة للغة والثقافة العربية في المجتمع الإسباني إلى اليوم. ضرب الكاتب عدة أمثلة على ذلك، حيث أن هناك حوالي أربعة آلاف كلمة عربية في اللغة الإسبانية بفضل جهود المستعربين الإسبانيين الذين تعلموا العربية وتكلموا بها زمن الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس. وفاء لروحه وعشقه لمراكش ننشر هذا البورتريه للاعلامي نزار الفراوي كم يبدو وصف غويتيسولو بالكاتب الإسباني منافياً للمدار الكوني الذي ارتضى هذا المثقف والروائي الكبير أن يقيم به، معتبرا أن الانتماء القطري ليس إلا رافدا وحساسية خاصة يحملها كاتب يعي حركته في التاريخ البشري وانتماءه لأفق كوني، لا معنى فيه للحدود، بقدر ما تؤثثه قيم المشاطرة والتلاقح والتنوع الثقافي والتضامن وتقاسم الثروات الرمزية والمادية. إنه الكاتب الذي يجسد أنصع وأعمق تجليات الالتزام بأخلاقيات مهنة المبدع والمفكر، يستقي مرجعيته من النموذج الإنساني الذي حفظته سير الشخصيات الكبرى التي عبرت التاريخ بإيمان عنيد بقيمة الإنسان ومثل الوحدة في المصير وحقيقة الإسهام المتكافئ للجماعات في صنع التراكم الحضاري الكوني ودور صاحب الرأي والموهبة في حفظ ثقافة الضمير المغيب في لجة المصالح المتضاربة والانتهازية الفجة. خوان «الإسباني».. خوان «المراكشي».. وهو يتسلم مؤخرا أرفع جوائز الثقافة الإسبانية، جائزة سيرفانتيس، في حفل ترأسه عاهلا إسبانيا، قال الكاتب الكبير، إنه يهدي تتويجه إلى ساكنة المدينة العتيقة بمراكش، المدينة التي زارها بداية السبعينيات من القرن الماضي، وعرف سريعا أنها المكان الذي يمكن أن يستوعب شغبه وانجذابه إلى الهامش وسأمه من المركزية الغربية. قال إنه يخص أهل المدينة الحمراء بتلك الجائزة، «لأنهم احتضنوني بحنان في مرحلة حرجة من حياتي، في شيخوختي». كانت التفاتة وفاء ومودة متبادلة تقاسمها مع المدينة هذا الغريب الذي أصبح «المراكشي»، اللقب الذي يطيب لخوان أن ينادى به، هو الذي هجر أولا برشلونة، مسقط الرأس، ثم باريس، مركز الفكر والثقافة، ليستقر بمدينة وجد فيها دفئا إنسانيا وفضاء تاريخيا تعيش فيه الأسطورة، يرحب بالعابرين ويجسد معنى التعدد والعراقة والهوية الجامعة. من المشاهد المعتادة أن يصادف المرء خوان، وهو يتناول كأس الشاي بطيب النعناع الأخضر، على طاولة مقهى متاخم للساحة العجيبة، ولا يتبرم، بل يرى سعيدا وقد تحلق حوله أطفال من أبناء الحي العتيق للمدينة، ينادونه «عمي خوان»، الذي يحادثهم بعامية مغربية لانت له بعد طول مقام. يخوض الكاتب والمفكر الإسباني العالمي مهمة نقدية جذرية لكشف جذور المركزية ومظاهر التعصب والإقصاء التي تشوب الثقافة الغربية حين يطل على ساحة جامع الفنا، فهو يستعيد قصة تحد استغرقت سنوات لتتوج بإعلان الساحة تراثا مشتركا للإنسانية من قبل منظمة اليونسكو. كان خوان قد تحرك على مدى سنوات مسنودا بجماعة من المثقفين والفنانين المغاربة، من أجل منع تنفيذ مشروع لإقامة منشآت عقارية في مكان استراتيجي في قلب المدينة، وبالتالي إقناع المنظمة العالمية ببسط رعايتها لمكان يعتبر أنه «لا نظير له في العالم، يمكن إزالته بقرار إداري لكن لا يمكن إقامته بقرار مماثل». كان خوان وراء منعطف تاريخي في حياة الساحة الأثيرة لديه، التي أمضى فيها أكثر مما أمضاه من وقت في أي مكان آخر. شعلة البداية مقال نشره في «لوموند ديبلوماتيك» الفرنسية حول التراث اللامادي للإنسانية، وساحة جامع الفنا كنموذج لهذا التراث المهدد بالتجاهل والنسيان وهجمة الإسمنت. بتنسيق مع المدير العام لليونسكو ساعتها، فيديريكو مايور، تم اعتماد قائمة جديدة للتراث الإنساني تشمل الجوانب اللامادية، فكان لساحة جامع الفنا حظ ولوج الكونية. هو وإدوارد سعيد.. صنوان في هذه المغامرة من أجل ساحة جامع الفنا، لا يعدو أن يكون خوان ذلك المناضل الجسور الذي جسدته سيرته الطويلة. إنه عدو النظام العسكري اليميني لفرانكو، ومناصر الثورة الجزائرية في مقاومتها للاستعمار الفرنسي، وحليف القضية الفلسطينية، والمندد بحرب الإبادة التي شنها الصرب ضد مسلمي البوسنة، وبصمت الغرب على الجرائم المرتكبة في عدة مناطق بالجنوب وبالعالم العربي الإسلامي خصوصا. أكثر من مواقف ظرفية يعلنها خوان غويتيسولو تجاه مظلمة هنا أو طغيان هناك، يخوض الكاتب والمفكر الإسباني العالمي مهمة نقدية جذرية لكشف جذور المركزية ومظاهر التعصب والإقصاء التي تشوب الثقافة الغربية، وخصوصا الثقافة الإسبانية. وهو يعتبر أن نمط الإنتاج الفكري والثقافي الإسباني حتى اليوم مازال أسير المنطلقات الكاثوليكية القومية التي شنت حملة محو وإلغاء للأثر العربي الإسلامي في صناعة النهضة الأوروبية. يبدو خوان في هذا الموقع صنوا للمفكر الفلسطيني إدوارد سعيد. يختار خوان بالفعل الطريق الصعب ويتوجس من الشهرة والاحتفاء وسوق النشر والتفاف القراء لا شيء في طفولة الرجل كان ينبئ بهذه المغامرة الإنسانية الفريدة، هو الذي رأى النور عام 1931 ببرشلونة في حضن أسرة بورجوازية وفرت له حياة رغيدة، لولا وفاة والده إبان الحرب الأهلية الإسبانية، وهو الذي تابع دراساته الأولية داخل مدرسة يسوعية. في شبابه المبكر اهتدى خوان الى خياره الجذري والمبدئي ضد الاستبداد والهيمنة والانغلاق، فاختار المنفى في الثقافة بديلا عن وطن يخنقه، يمنع جناحيه من التحليق عاليا، لمعانقة الآخر، البسطاء والمظلومين والمختلفين. كانت الوجهة الأولى باريس، عام 1956، منفى العصر الفرانكاوي الذي منع كتبه، هناك حيث عمل مستشارا لدار نشر «غاليمار»، ثم قادته الرحلة إلى الولاياتالمتحدة فترة من الزمن للتدريس في بعض جامعاتها، ليستقر به المقام في مراكش المغربية. إنه مسار يجسد تعريف الكاتب للهوية كعلاقة منفتحة مع العالم المتعدد، ويزكي فكره الموسوعي الكوني الأفق، الذي تتجاور فيه عناصر الثقافة الإسبانية والفرنسية والأنكلوسكسونية والعربية. إنصافا للحضارة العربية الإسلامية أينما حل، يبشر خوان بإسهامات العرب والمسلمين في إثراء التجربة الحضارية الكونية، ويفضح التعتيم الذي تفرضه الآلة الإعلامية وأيديولوجيا المركزية الغربية. بقدر وفائه لسلالة كبار كتاب اللغة الإسبانية، يدين خوان غويتيسولو، الذي يصفه كارلوس فونتيس بأنه أحد عمالقة الأدب الإسباني الحديث، بفضل عيون الأدب العربي. في كتاب بعنوان «إسبانيا في مواجهة التاريخ» يرى غويتيسولو أن طرد العرب من إسبانيا كارثة حضارية كبيرة، أفضت إلى فقر ثقافي وحضاري لإسبانيا، وتشويه صورتها بالتعصب وكراهية الآخر. فكرة «الآخر»، المغيب والمشوه والمنبوذ، تظهر جلية أيضاً في عدد من رواياته الغزيرة التي يصح النظر إليها كجسر أثيري إبداعي بين الشرق والغرب. إنها سيرة كاتب يعطي الكلمة للهامش، للمحجوب والمغيب. هي فتنة الجنوب الآسرة، وسيرة العين التي ترى أبعد من البحر الحاجز بين الشمال والجنوب، فليست غواية عجائبية أو شغفا غامضا، بل اختيارا واعيا مبنيا على وازع الإنصاف الحضاري للآخر من جهة، والنقد الذاتي للتجربة الغربية من جهة أخرى. ذلك منطلق علاقته الخاصة بالثقافة العربية الإسلامية ودفاعه المستميت عن مكانتها، وإسهامها في إثراء الرصيد الكوني الفكري والعلمي والأدبي. ودون أن يتقن خوان اللغة العربية الفصحى، اطلع على جانب كبير من التراث الأدبي والفكري والصوفي العربي الإسلامي في تصانيف بالفرنسية والإسبانية والإنجليزية. وفي ذلك، لا يخفي إعجابه بتراث ابن عربي، وخصوصا مؤلفه «الفتوحات المكية» الذي يرى أنه مرجع خالد في مجال الخيال الديني وروح التصوف العميقة. قرأ جل أعمال هذا الصوفي الكبير، بمذاق مغامرة أدبية متفردة. كذلك شأنه مع ابن الفارض، شاعر الصوفية الكبير وفريد الدين العطار، لاسيما في تحفته الخالدة «منطق الطير». وعلى قدر إعجابه بتراث عربي إسلامي خصب ومتنوع، يرى خوان أن الحضارة الغربية لا تبدي الاعتراف الواجب بعطاءات العرب والمسلمين. خوان.. الفلسطيني إنه ظلم كبير يضاهيه ويوطده ظلم فلسطين الكبير. خوان صديق قديم ومخلص للقضية الفلسطينية، بعد أن كان صديقا للثورة الجزائرية والجزائر إلى حين الإطاحة ببن بلة. حين يسأل عن مآلات الصراع ومتاهات التفاوض بين الطرفين وتوازنات الفرقاء على الأرض يشبه الوضع بمشهد طرفين يجلسان إلى طاولة، يتصارعان على حق الحلوى. أحدهما يقضم الحلوى ويقول بين الفينة والأخرى إنه مستعد للتفاوض على ما بقي لكن لا مجال للعودة إلى الوراء، وتتجدد اللعبة في حلقة مفرغة على حساب فلسطين وحقوق شعبها. زار فلسطين أول مرة عام 1988 في ذروة اندلاع الانتفاضة الأولى مع فريق تلفزيوني إسباني، وتعرض مباشرة لمضايقات سلطات الاحتلال التي لمس على الأرض خروقاتها ومظالمها، وعاد إليها في عام 2005، ليقف على حال ما بعد اتفاقات أوسلو التي شاطر حينئذ موقف المفكر الراحل إدوارد سعيد منها: «لقد كانت استسلاما»، وإن تفهم أن القيادة الفلسطينية وجدت نفسها بعد حرب العراق منزوعة من المساعدات العربية ووحيدة في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية المدعومة بالقوة الأمريكية. درس جينيه.. الأدب، لا الحياة الأدبية خارج نطاق المواقف الفكرية والأخلاقية، وفي صلب مهنة الأدب نفسها، يشدد غويتيسولو على أنه معني بالأدب لا بالحياة الأدبية. إنه الدرس الذي نهله من صديقه الكاتب الفرنسي الراحل، جان جينيه، الذي رافقه لمدة تناهز عقدين من الزمن. درس جينيه يقول إن على الأديب أن يختار بين الأدب كفعل صعب ومعاناة وتوتر مزمن وبين المجد الأدبي وأضواء الإعلام وأوهام الجماهيرية. خوان بالفعل يختار الطريق الصعب ويتوجس من الشهرة والاحتفاء وسوق النشر والتفاف القراء. هاجسه المحوري نص يعيش ويتجدد وتعاد قراءته، لذلك لا يرتاح لقارئ منته، راهن، ويتطلع إلى قراء يكبرون مع النص ويتغيرون معه وبه، إذ يعيدون قراءته ويستكشفون أسراره التي لم يبح بها عند أول لقاء، بل إنه يتطلع إلى قراء يولدون في المستقبل، حين يكون هو مجرد إرث مكتوب. كأنه يلمز إلى أصحاب الكتب «الأكثر مبيعا»، التي تجعل من مؤلفيها أقرب الى نجوم السينما والموسيقى، أولئك الذين يخبرون انتظارات الناس وتوقعاتهم الجاهزة فينسجون نصوصهم على منوالها، أليست كتابة تحت الطلب بهذا المعنى؟. يرفض خوان النص المقروء قبل كتابته. في أحد لقاءاته مع الجمهور، يذكر قصته مع الناشر الذي بدا سعيدا وقد بيعت من كتبه خمسون ألف نسخة. ها أنت يا خوان عرفت الطريق. واصل…لكن خوان لم يواصل، بل عاد ليغرد خارج السرب، بعيدا عن الضوء، بحثا عن انسجامه الحميم مع الجوهر الإبداعي وأمانة الهم الأدبي. حتى وهو يتوج من طرف الدولة الإسبانية بأرقى جوائزها، فإن خوان لم يكن رحيما بإسبانيا ونخبتها يعترف أنه انقاد في بدايته وشبابه الأدبي لمطمح الشهرة والانتشار، حلم بأن يؤثث كتابه رفوف المكتبات ويسافر اسمه عبر الأقطار، ويعتلي أرفع المنابر ويدعى إلى أرقى المحافل الأدبية، لولا أنه التقى بجينيه، فاهتدى إلى طريق في الاتجاه المعاكس للريح. يردد خوان أنه كلما تسلم جائزة شك أكثر في أدبه، وكلما هوجم أو حورب ترسخ لديه اليقين أنه في الاتجاه الصحيح. في عقده الثامن، لازال خوان يحمل رهاب كتابة نص كتبه من قبل. يخشى التكرار حد الهوس، لا يضع معول الهدم وإعادة البناء. ولا ينحصر الأمر بالطبع في تيمات الكتابة وعوالمها، فلا يغير الكاتب الإسباني العجوز مواضيع كتبه فقط، بل بنيات الكتابة وهندسة الأفكار والحكايات وزوايا النظر ونقط البداية والنهاية، يتغير كل شيء إلا الموقف النقدي من العالم والالتزام بنصرة الضعفاء والمسحوقين والمهمشين وفضح الأوهام والحقائق «الزائفة» وتواطؤات الصمت. لا يريد لنفسه أن يعيد إنتاج نص، مهما كان ناجحا، بل بالخصوص إن كان كذلك، لأنه لا يستكين إلى صيغة رابحة، بل يكد من أجل تقديم مقترح أدبي جديد مع كل نص جديد. كذلك كان دأبه منذ كتاب «بطاقة تعريف»، لتتوالى التنويعات الأسلوبية والتجديدات في الكتابة والرؤية مع روايات من قبيل «مقبرة» و»الإشارات»، و»السيد خوليان» و»السيرك» و»صراع في الجنة» وغيرها (…) تثاقلت الخطى والجسد ينوء بعبء عقود حافلة من الحياة النشطة، فكرا وإبداعا وسفرا، ولقاء مع الناس والأمكنة، لكن عيني خوان غويتيسولو، وهو يتجول بين جنبات ساحة جامع الفنا في مراكش، تلمعان دائما بحب الحياة والشعور بالسكينة في أرض تعد جزءا من ذلك الجنوب الذي ارتضى الانتماء إليه وجدانيا، وجعله مركزا لرؤيته الفكرية الإنسانية. * مقال منشور ضمن العدد السابع عشر من مجلة ذوات الثقافية الإلكترونية « المرأة العربية والمشاركة السياسية»