على غرار عدد من الجماعات القروية، انخرطت جماعة أولاد الطيب ونظيرتها عين الشقف في دينامية طموحة في مجال التأهيل الحضري، وذلك بفضل مشاريع وبرامج لتقوية البنيات التحتية والتجهيزات الأساسية إلى جانب إحداث مرافق القرب الاجتماعي، بما يعزز الجاذبية الاقتصادية للجماعتين ويضمن الرقي بمشهدهما العمراني علاوة على تحسين إطار عيش الساكنة. مشروع تثنية الطريق الرابط بين مدينة فاس ومحيطها، يتيح عند الشروع في استغلاله، بلوغ عدة أهداف ذات وقع اقتصادي واجتماعي قوي تتمثل على الخصوص، في فك العزلة عن معظم الدواوير النائية بجماعتي أولاد الطيب وعين الشقف والمساهمة في التهيئة الحضرية لمركز أولاد الطيب، حيث تشكل هذه المنشآت بنية تحتية طرقية عالية الجودة من شأنها تحفيز الرواج الاقتصادي والسياحي على مستوى المنطقة والمدينة ، بحيث أن هذه الإنجازات، التي تنضاف إلى مختلف مشاريع التأهيل الحضري والعمراني التي تشهدها جماعة أولاد الطيب، ستمكن من تعزيز الجاذبية الاقتصادية لهذه المنطقة، وذلك من خلال توفير الأرضية المناسبة للاستثمار في شتى القطاعات، لاسيما في الفلاحة والصناعة والسياحة وبالتالي إحداث مناصب شغل إضافية لأبناء المنطقة وتوفير إطار عيش مناسب قوامه بنية تحتية جيدة ذات أداء تنافسي. وبالفعل وقبل إنهاء المشاريع المرتبطة بالبنية التحتية، تقاطرت الطلبات من أجل إحداث وحدات صناعية ومركبات وأسواق تجارية هامة، جعلت جماعة أولاد الطيب مستقرا لها، حيث شرع تجار سوق السمك بالجملة المنضوون تحت لواء جمعية أهل فاس لتجار السمك بالجملة بجهة فاس بولمان، في البحث عن سوق بديل لسوق السمك بالجملة بالسوق البلدي بنسودة بفاس، وبعد تفعيل قرار إغلاقه بمقتضى مقرر جماعي، وبعد موافقة رئيس المجلس المبدئية، على أن يعرض الأمر على الدورة العادية برسم شهر يوليوز 2014 ليتم البت فيه كنقطة ضمن جدول الأعمال، والمصادقة عليه كمقرر جماعي ملزم يحظى بقوة القانون. وتسعى الجماعة من خلال هذه المشاريع التنموية، حسب رشيد الفايق، إلى تكريس الاستقرار الاجتماعي لدى شريحة من المواطنين من خلال إحداث مناصب شغل، بالإضافة إلى تعزيز مداخيل الجماعة لتأهيل وتقوية البنيات التحتية لجعل مركز أولا الطيب مركزا نموذجيا يعطي صورة راقية للمدخل الجنوبي لمدينة فاس ومطار فاس سايس الدولي والقضاء نهائيا على البناء العشوائي، حيث يعد مطار سايس من المرافق الإستراتيجية والحساسة التي تربط الجهة بعدة مدن داخلية وخارجية، مشيرا إلى أن هذه الأوراش المفتوحة تأتي لمواكبة التوسع العمراني والبشري والتطور الاقتصادي الذي تعرفه الجماعة ولتعديل توازناتها، ومواكبة رهاناتها المتنامية المرتبطة بتنظيم المجال والتهيئة وخدمة محيطها الجهوي. لما تعرفه من توسع عمراني، جماعة عين الشقف بدورها تطمح لأن تتحول إلى قطب حضري يحقق باستمرار التنمية البشرية المستدامة والمتوازنة في مغرب الحداثة والتطور، تؤمن المرافق الفعالة وخدمات القرب الأساسية وتستجيب لتحديات العمران والإسكان والتنقل والبيئة، وواعية بالغنى الثقافي والتراثي، وبضرورة الحفاظ على هويتها وانفتاحها ونقل ذاكرتها الحية. فبخصوص مجال الإدماج الحضري، فإن طموح الجماعتين يتركز في خلق مرافق جديدة صحية ومدرسية وجماعية ورياضية لمواكبة حاجيات مجموعة من الأحياء والدواوير التي تعاني نقصا في البنيات التحتية الضرورية لتحسين ظروف عيش المواطنين، وإدماجهم في الدينامية التي تعرفها المنطقتان، عبر تعميم الخدمات الأساسية الجيدة في مجال التطهير والكهربة والماء الصالح للشرب والطرق. والواقع أن الرقي بالمشهد الحضري للجماعتين، الذي يندرج في إطار المشاريع الرامية إلى تنمية الجهة، يكتسي أهمية كبرى بالنظر لإسهامه في مواكبة التغيير الذي تشهده البنية الديموغرافية وفق رؤية متوازنة ومستدامة تمزج بين السعي إلى إيجاد وسط حضري يوفر إطار عيش كريم للساكنة والامتثال لضوابط التنمية المجالية المستدامة.