على ضوء التوسع العمراني، الذي ما فتئت تشهده مدينة بن جرير٬ والذي يجد تفسيره٬ أساسا٬ في الانتعاش الاقتصادي والطفرة الديموغرافية التي أضحت تعيش على إيقاعها المدينة، خلال السنوات الأخيرة٬ انخرطت "حاضرة الرحامنة" في إنجاز عدد من مشاريع التهيئة الحضرية وإعادة تأهيل البنيات التحتية الأساسية. تهدف هذه المشاريع إلى تعزيز جاذبية المشهد العمراني لمدينة بن جرير، والارتقاء بجودة خدماتها الحضرية، وتحسين ظروف عيش سكانها٬ بما يعزز المكانة الجوهرية التي تحظى بها كقطب حضري صاعد على مستوى جهة مراكش- تانسيفت- الحوز. هكذا٬ دخلت الجماعة الحضرية لبن جرير وبلدية المدينة بمعية مختلف الشركاء في غمار تنفيذ عدد من مشاريع التأهيل الحضري٬ لاسيما على مستوى الأحياء الرئيسية للمدينة (التقدم٬ والمجد٬ والجديد٬ والوردة٬ والانبعاث٬ والرحمة)٬ التي أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله٬ على تدشينها٬ أمس الثلاثاء ببن جرير. ويعكس برنامج التأهيل الحضري لمدينة بن جرير٬ الذي يتضمن إنجاز 30 مشروعا اجتماعيا للقرب٬ الحرص الدائم لصاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ حفظه الله٬ على مواصلة مسلسل تأهيل الأقطاب الحضرية للمملكة٬ لاسيما الصغرى منها والمتوسطة٬ وتمكينها من بنية تحتية متينة ومشهد حضري متناغم وجذاب٬ فضلا عن تزويدها بمختلف المرافق الحيوية الكفيلة بمواكبة الطفرة العمرانية والاقتصادية والديموغرافية التي تعيش على إيقاعها. الواقع أن برنامج إنجاز 30 من المشاريع الاجتماعية للقرب٬ الذي رصد له غلاف مالي إجمالي قدره 98 مليونا و468 ألف درهم٬ يهم على الخصوص٬ إنجاز ثلاثة فضاءات جمعوية متعددة الخدمات٬ وفضاء للمبادرات النسوية٬ وأربعة دور للشباب٬ وسبعة نوادي نسوية (مشاريع في طور الإعلان عن الصفقة)٬ إلى جانب فضاء إقليمي لتقوية قدرات النسيج الجمعوي ومركب إقليمي لخدمات القرب الاجتماعية (مرحلة فتح الأظرفة)٬ بما يعكس تعدد اختصاصات وتنوع الفئات المستهدفة من خلال مجموع هذه المرافق الاجتماعية الحيوية. من جهة أخرى٬ فإن هذه المشاريع يساهم في إنجازها مجموعة من الشركاء٬ هم على الخصوص٬ المبادرة الوطنية للتنمية البشرية٬ ووزارة الداخلية٬ وجهة مراكش- تانسيفت- الحوز٬ والجماعة الحضرية لبن جرير٬ ومؤسسة الرحامنة للتنمية المستدامة٬ والمجمع الشريف للفوسفاط٬ والمجلس الإقليمي٬ ومؤسسة العمران. وتشمل كذلك إحداث سبع دور للطالب٬ منها ثلاثة أنجزت، واثنتان في طور الإنجاز، إلى جانب مشروعين آخرين في مرحلة فتح الأظرفة٬ وكذا سوق للسمك مخصص للباعة المتجولين وفضاء لفائدة تجار سوق "شطيبة" (مشروعان في طور الإنجاز)٬ فضلا عن إنجاز فضاء لتثبيت الباعة المتجولين وثلاث مؤسسات للتعليم الأولي. وفي إطار تنفيذ برنامج التأهيل الحضري للمدينة٬ أشرفت عمالة إقليم الرحامنة وبلدية بن جرير بمعية وزارة السكنى والتعمير وسياسة المدينة وشركة العمران مراكش٬ على إنجاز مشروع تهيئة الساحة الحضرية لبن جرير، وتحسين المشهد الحضري للأحياء المجاورة٬ والذي تطلب غلافا ماليا قدره 10,50 ملايين درهم٬ حيث مكن إنجاز المشروع من تحسين واجهات 240 بناية مجاورة٬ مما أتاح استفادة 5078 أسرة من قاطني هذه الأحياء. ولتسهيل استغلال السكان لهذا المرفق٬ جرى مراعاة كافة متطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة على مستوى الولوجيات٬ إلى جانب تجهيز الساحة بنظام للري بالتنقيط، حفاظا على الموارد المائية وترشيد استغلالها. والواضح أن برنامج التأهيل الحضري ل"حاضرة الرحامنة"٬ الذي يتضمن مجموعة من التدخلات في عدد من الميادين ذات الأولوية٬ يروم بالأساس تعزيز مكانة المدينة وموقعها جهويا في إطار الحركية الاقتصادية والاجتماعية، التي حفزها مشروع "المدينة الخضراء محمد السادس"٬ وهو المشروع النموذجي الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله٬ في دجنبر 2009. ويعد واحدا من بين أبرز الأوراش المندرجة في إطار المشاريع المجتمعية التي يشرف عليها المجمع الشريف للفوسفاط٬ حيث سيشكل قطبا حضريا جديدا، يجري من خلاله الحرص على إيجاد إطار حقيقي ومتكامل للعيش٬ وفضاء لتنظيم حياة مشتركة تخضع لمعيار وحيد يتمثل في احترام البيئة وتحفيز التنمية المستدامة. والأكيد أن الرقي بالمشهد الحضري ل"حاضرة الرحامنة"، التي أضحت تحتل مكانة اقتصادية محورية على مستوى جهة مراكش- تناسيفت- الحوز٬ أضحى يكتسي أهمية بالغة، بحكم التغيير الذي هم البنية الديموغرافية للمدينة٬ التي أصبحت تشكل عنصر جذب للسكان القرويين، فضلا عن سكان المراكز الحضرية القريبة منها٬ بما يحتم إيجاد البنيات التحتية الكفيلة بالتدبير الأمثل لتزايد عدد السكان وفق رؤية متوازنة ومستدامة .