يشكل برنامج التأهيل الحضري لمدينة بني ملال ، الذي اطلع صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله ، اليوم الإثنين على تقدم أشغاله، لبنة جديدة على درب تعزيز جاذبية مدينة بني ملال ودعم الدينامية السوسيو- اقتصادية بها. ويعكس التتبع الميداني لجلالة الملك لسير تنفيذ برنامج التأهيل الحضري لبني ملال حرص جلالته الدائم على تمكين مدن وحواضر المملكة من بنية تحتية متينة ومشهد حضري متناغم وجذاب، إلى جانب تزويدها بمختلف المرافق الحيوية الكفيلة بمواكبة الطفرة الاقتصادية والاجتماعية النوعية على الصعيد الوطني.
وتكتسي مختلف المشاريع الاجتماعية والبيئية ، التي يتضمنها هذا البرنامج الطموح، أهمية قصوى في تعزيز البنيات التحتية للمدينة ، مما سيسهم في تحسين إطار عيش الساكنة ومصاحبة النمو الديمغرافي والحضري لبني ملال.
ويتوخى هذا البرنامج التأهيلي ترقية النسيج الحضري للمدينة وتطوير وتعزيز بناها التحتية الاساسية، وإحداث مختلف التجهيزات الجماعية على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والرياضية والثقافية بغية تقوية التنمية الحضرية المحلية.
كما يروم البرنامج إعادة تأهيل المجال الحضري من خلال الادماج الاجتماعي والعمراني للأحياء ناقصة التجهيز ورد الاعتبار للمدينة العتيقة وتعزيز الهوية الثقافية للمدينة، وكذا حماية المدينة من الفيضانات وتأهيل بنيتها التحتية ذات الصلة بالتطهير السائل والصلب، فضلا عن تطوير النسق الجمالي والمحافظة على البيئة وتعزيز التنمية المستدامة.
وتتمثل المشاريع المنجزة أو تلك التي توجد قيد الإنجاز ، والتي يتضمنها برنامج التأهيل الحضري لبني ملال ، في تقوية الطرق الحضرية (الشطر الأول) ، وتثنية مداخل المدينة في اتجاه مدن الفقيه بنصالح وقصبة تادلة مراكش ، وتأهيل الطريق الوطنية رقم 11 ، وتقوية شبكة الإنارة العمومية، وتهيئة شارع محمد الخامس والحسن الثاني والمدار السياحي، إلى جانب تقوية التشوير العمودي وبناء وتجهيز سبع نافورات بالمدينة.
كما يتضمن البرنامج مشاريع أخرى تتعلق بتأهيل المدينة العتيقة ، وإعادة هيكلة الأحياء العتيقة وناقصة التجهيز ، وإنشاء ساحة عمومية بالحي الإداري، وتقوية التطهير السائل، وتحويل مطرح النفايات وتأهيله، وتهيئة المناطق الخضراء بشارع محمد السادس، وبناء وتجهيز دار للثقافة، ومركب سوسيو-ثقافي، وتأهيل الملعب الشرفي، وإنشاء سوق الجملة للخضر والفواكه، وبناء مجزرة بلدية بالسوق الجديد ، وتقوية شبكة التزود بالماء الصالح للشرب، إضافة إلى تحويل المحجز والمستودع البلديين.
ويجسد هذا البرنامج الطموح، الذي قطع إنجازه اشواطا مهمة، انخراط مختلف الشركاء الاساسيين ، من سلطات عمومية وهيئات منتخبة ومصالح خارجية، في إعطاء دفعة قوية لمسلسل التنمية الشاملة بالمدينة.
ومن شأن إنجاز مختلف المشاريع التي يتضمنها هذا البرنامج، الذي ينضاف إلى مشاريع تنموية مهيكلة أخرى من قبيل إعادة تهيئة مطار بني ملال ، وتدشين الطريق السيار خريبكةبني ملال، أن يسهم في تعزيز جاذبية عاصمة جهة تادلة ازيلال باعتبارها قطبا فلاحيا واعدا يرسي بثبات دعائم نموه بشكل شامل.
والواقع أن الرقي بالمشهد الحضري لعاصمة جهة تادلة أزيلال التي تحتل مكانة اقتصادية محورية على الصعيد الوطني، أضحى اليوم يكتسي أهمية بالغة ، بحكم النمو الذي تشهده المنطقة على اكثر من صعيد، والذي بات يشكل عنصر جذب يغري الساكنة القروية، الشيء الذي يقتضي إيجاد البنيات التحتية الكفيلة بالتدبير الأمثل لتزايد عدد السكان وفق رؤية متوازنة ومستدامة، تمزج بين السعي إلى إيجاد مجالات حضرية توفر إطار عيش كريم وضرورة الامتثال لضوابط التنمية المجالية الحريصة على استحضار البعد الإيكولوجي.