وتيرة إنجاز متسارعة في أفق تعزيز جاذبية المدينة وتحسين عيش ساكنتها شهدت مدينة بركان٬ بفضل مختلف مشاريع التأهيل الحضري التي عرفت انطلاقتها خلال السنوات الأخيرة٬ وبالضبط منذ 05 يوليوز 2008 تاريخ التوقيع على اتفاقية شراكة، تتعلق بإنجاز برنامج التأهيل الحضري للمدينة خلال الفترة الممتدة من 2008 إلى 2011، تحولات إيجابية شتى همت البنية التحتية والتجهيزات الأساسية والمشهد العمراني لبركان الكبرى٬ بما من شأنه تعزيز جاذبيتها وتحسين إطار عيش ساكنتها، ويعكس اطلاع جلالة الملك٬ بداية الأسبوع الجاري ببركان٬ على منجزات مشروع التأهيل الحضري لبركان الكبرى وبرنامج تعبيد الطرق الحضرية للمدينة٬ حرص جلالته على المضي قدما في تنفيذ مختلف البرامج والمشاريع المسطرة في إطار هذه الاتفاقية الهامة التي جاءت لتجاوز مختلف الاختلالات البنيوية التي كانت تشوب المجال العمراني لمدينة بركان٬ والتي تعود بالأساس إلى انتشار السكن غير القانوني وتوسع النسيج العمراني للمدينة بطريقة أفقية٬ إلى جانب ضعف البنيات التحتية والتجهيزات الأساسية على الرغم من المؤهلات الكبيرة والمتنوعة التي تتوفر عليها المدينة، كما يترجم اطلاع جلالته على مدى إنجاز هذه المشاريع٬ التي مكنت في ظرف وجيز من تغيير المشهد العمراني للمدينة٬ العناية الخاصة التي يحيط بها جلالته الجهة الشرقية وتتبع جلالته الميداني لتنفيذ خطة تنميتها التي أعلن عنها في خطابه السامي ليوم 18 مارس 2003 بمدينة وجدة٬ وكذا حرص جلالته الموصولة على تمكين ساكنة المنطقة من خدمات ميسرة وذات جودة في مختلف مناحي الحياة، فبعد أربع سنوات من دخولها حيز التنفيذ٬ مكنت مختلف المشاريع المبرمجة في إطار هذه الاتفاقية٬ التي رصد لها غلاف مالي قدره 271 مليون درهم٬ من بلوغ نتائج إيجابية كثيرة تروم تعزيز دور بركان الكبرى كقطب حضري وازن على مستوى الجهة وتحسين ظروف عيش الساكنة المستهدفة وتأهيل المجال الحضري وإبراز مؤهلاته٬ إلى جانب تطوير وظائف جديدة ل «عاصمة البرتقال» وتقوية إشعاعها وقدراتها التنافسية، وهكذا٬ فإن أهم الأوراش المبرمجة في إطار مشروع التأهيل الحضري لبركان الكبرى تهم إعادة تهيئة شارع محمد الخامس على طول 4 كلم٬ وإعادة تهيئة شارع محمد الخامس بسيدي سليمان شراعة على طول 3 كلم٬ وإعادة تهيئة 7 شوارع رئيسية بطول 8 كلم٬ وتهيئة مداخل المدينة المؤدية إلى مدينة السعيدية ومركز زكزل٬ إلى جانب تهيئة الساحات العمومية والمساحات الخضراء، كما تهم المشاريع المسطرة في إطار برنامج التأهيل الحضري للمدينة٬ الذي يتوخى إنجاز 21 مشروعا منها 12 منجزة و6 مشاريع في طور الإنجاز و3 في طور انطلاق الأشغال٬ فتح طرق مهيكلة جديدة بخمس شوارع على طول 7 كلم٬ وتهيئة ملتقيات الطرق وتثنية القنطرة المتواجدة على واد شراعة وإحداث قاعة مغطاة متعددة الرياضات وملعبين للقرب ودار للثقافة٬ فضلا عن تهيئة المجزرة البلدية وإعادة تهيئة سوق الجملة وتأهيل وهيكلة شبكة التطهير السائل، وقد عرفت المشاريع٬ المدرجة في إطار اتفاقية الشراكة الموقعة سنة 2008٬ وتيرة إنجاز سريعة كما تشهد على ذلك مختلف المشاريع التي تم الانتهاء من أشغال إنجازها٬ من قبيل مشروع تهيئة ثلاث مقاطع من شارع محمد الخامس ببركان وإحداث ساحات عمومية وتهيئة شوارع النصر وبئر أنزران والبكاي لهبيل والرباط وابن سيناء٬ وتهيئة مدخل مدينة بركان عبر السعيدية والمجزرة البلدية٬ إضافة إلى إحداث قاعة مغطاة متعددة الرياضات وملعبين للقرب، أما برنامج تعبيد الطرق الحضرية لمدينة بركان٬ التي يقدر تعداد ساكنتها ب 149 ألف نسمة٬ فإنه يهدف إلى تهيئة وإعادة هيكلة شبكة طرقية يبلغ طولها 160 كلم٬ وذلك في أفق تقوية الشبكة الطرقية الحضرية وتسهيل عملية السير والجولان وتحسين ظروف عيش الساكنة وكذا تعزيز دور مدينة بركان كقطب حضري جذاب ومتوازن على مستوى الإقليم والجهة ككل، والواقع أن الرقي بالمشهد الحضري ل «عاصمة البرتقال» ٬ التي تحتل مكانة اقتصادية محورية على مستوى الجهة الشرقية اعتبارا لمؤهلاتها الفلاحية الهامة٬ أضحى يكتسي أهمية بالغة بحكم التغيير الكبير في البنية الديموغرافية للمدينة مما يحتم إيجاد البنيات التحتية الكفيلة بالتدبير الأمثل لتزايد عدد السكان وفق رؤية متوازنة ومستدامة تمزج بين السعي إلى إيجاد وسط حضري يوفر إطار عيش كريم للساكنة وضرورة الامتثال لضوابط التنمية المجالية المستدامة، وبذلك تكون المراكز الحضرية التابعة للجهة الشرقية٬ وفي مقدمتها مدينة بركان٬ قد دخلت مرحلة حاسمة في مسلسل التأهيل الحضري الذي انخرطت فيه منذ سنوات٬ كما هو الشأن بالنسبة لعدد من المدن الصاعدة الأخرى التي عرفت تحولات مشهودة تعد ثمرة التوجهات الكبرى المنتهجة من طرف المملكة في مجالي التعمير والتهيئة الحضرية.