نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ندوة فكرية بالخميسات في موضوع "الأدوار الرائدة لمنطقة زمور في دعم جيش التحرير"، ترأسها الدكتور مصطفى الكثيري المندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير، بحضور العديد من المقاومين وأفراد عائلاتهم . ومما جاء في كلمة المندوب السامي :نعقد هده الندوة بمناسبة حلول هذه الدكرى ، هذه المنطقة المجاهدة في سبيل تحرير الوطن ونحن في المندوبية دأبنا على الإحتفاء بها وإحيائها لاستحضار ما تختزنه من رصيد نضالي وما تحمله من حمولة ثقيلة من القيم الوطنية والمثل العليا ومكارم الأخلاق، دأبنا بهذا الإقليم المجاهد على الإحتفاء كل سنة، وهذا واجب وطني، واجب الوفاء والبرور، والإعتراف بالذين صنعوا أمجاد هذا الوطن، ونذروا أنفسهم من أجل الدفاع عن المقدسات الوطنية، وحمى الوطن. الذكرى أصبحت تقليدا موصولا وسنة محمودة .. نسعى لكتابة والعناية بتاريخ المقاومة، ولإحياء الذاكرة الوطنية ، التاريخية لتبقى الأجيال اللاحقة تتناقلها ، هذه المقاصد لها أبعاد لتتقوى الروح الوطنية للأجيال القادمة ، لأن من لا تاريخ له ، لا ماضي ولا حاضر ولا مستقبل له، إقليمالخميسات المجاهد يزخر بتاريخ كبير، ووجب علينا البحث والتنقيب ، وهذا دور المجتمع المدني ، والمفكرين، والأساتذة الجامعيين..لاستجلاء هذا التاريخ.. الخميسات لها موقع استراتيجي، ورأى فيها المستعمر بأن لها مكانة ، إذ تجمع بين الشمال والجنوب والشرق والغرب، بعد 1912 أحكم عليها المستعمر قبضته لبسط نفوذه، المخطط الإستعماري بدأ مع بداية القرن 20، منذ قصف الجهة الجنوبية الشرقية ، ( فجيج ، توات، وجدة ) ثم بعد ذلك الدارالبيصاء والشاوية سنة 1907 ، ثم اتجه الإهتمام بمنطقة زمور ، ففي سنة 1911 ، داهم الجيش الفرنسي قبائل زمور لنشر القوات العسكرية وبسط نفوذه ، باعتبارأن الخميسات محور رئيسي ، وتم تعيين كبار الضباط بها، موانيي ، كورو…والإستعمار وضع في حسبانه هذه المنطقة ، لكن زمور واجهت وقاومت لأن لها روحا قتالية ، وقوة الشكيمة،وتعقب العسكريون الفرنسيون أبناء زمور لثلاث سنوات لمسكهم وإرضاخهم ، ضرب الحصار على المهنيين، إلا أن الزموريين فجروا طاقة هائلة بواسطة أبطال بواسل ، وخاضوا معارك بطولية عانى معها المستعمر، إضافة إلى ذلك آزر الزموريون المجاهدين في مناطق أخرى، زيان، بني ا حسن، كروان، مشرع بودرة ،غابة بورزيم سنة 1911 ، وبعد الثورات الشعبية بين1912 و1934 تم الإنتقال للعمل السياسي الوطني، واحتضنت الخميسات الحركة الوطنية، ونشر الوعي الوطني ، وتم تأسيس مدارس للتعليم الحر، والمدرسة الحرة ،هذه الأخيرة التي افتتحها ولي العهد أنذاك الحسن الثاني، لابد من رعايتها وترميمها وإحياءئها . بعد نفي الملك محمد الخامس أسس الوطنيون خلايا في قرى ودواوير كل من أيت يدين، قبليين ، أيت واحي، حودران، الصفاصيف، إلى جانب الخميسات وتيفلت، وربطوا علاقات مع وطنيين بمدن أخرى،وكان إقليمالخميسات منفتحا على باقي الأقاليم، الخميسات كانت رائدة في جيش التحرير، أذكر إدريس بنبوبكر ، بلميلودي ، بنعاشر جناح… وتعرض أبناء هذا الإقليم لملاحقات ، ومضايقات ، وقام أبناء زمور بتدريب أعضاء من جيش التحرير ، وكانوا على رأس فرق هذا الجيش، نذكر هجومات عديدة ، غفساي، تيليوين، بواسطة وسائل بسيطة ، ضد مستعمر مدجج، مركز حريرة، النخيلة، مركز للجمارك بالقنيطرة ،وغنموا عدة معدات وقطع أسلحة وذخيرة، زودوا بها مقاومين بمناطق أخرى… بعد ذلك تطرق المقاوم بنعاشر جناح لعملية انطلاق جيش التحرير نحو الجنوب سنة 1956 ، ثم تناول الأستاذ رشيد بنعمر استبسال منطقة زمور في مقاومة المستعمر، خصوصية المنطقة ، موقعها، استيلاء المستعمر على أجود الأراضي الفلاحية، ارتباط أبناء زمور بالمقاومين خارج الخميسات، مناهضة الظهير البربري ، ثورة 1937 ، دراسة أبناء زمور بجامعة القرويين وارتباطهم بمقاومين هناك، مشاركة جنود من زمور في الحربين العالميتين 1و2، سياسة فرنسا لبناء مدارس وإلحاق أبناء الأعيان بها. بعد ذلك تم تناول موضوع مدينة الخميسات وباديتها في عهد الحماية ( الأستاذ مولود رشاد ) ليأتي دور الأستاذ عبد الإله الغزاوي وقراءة في كتاب جناح بنعاشر "جوانب من المقاومة وجيش التحرير"، وفي الختام تم تكريم مجموعة من رجال المقاومة وجيش التحرير، وذوي حقوقهم، مع تقديم هدايا مادية ورمزية.